يعتبر مشرف الارشاد النفسي والتربوي أحد قنوات الخدمة النفسية ؛ التي تقدم للأفراد بهدف التغلب على الصعوبات التي تعترض سبيل الفرد أو الجماعة وتعوق توافقهم و إنتاجياتهم . فالفرد في حاجةٍ ماسةٍ إلى الإرشاد النفسي في كل مراحل نموه بدء من الطفولة إلى المراهقة ثم الرشد (الشباب) وصولاً إلى مرحلة الشيخوخة ، وكل مرحلة من هذه المراحل تعتريها مجموعة من المتغيرات ؛ مثل الضغوط النفسية أو السلوكية ، والتغيرات الفسيولوجية ، وظهور مشكلات سوء التوافق النفسي التي تحتاج إلى إرشاد نفسي نتيجة لعدم التوازن ببن الفرد وبيته، وهنا يظهر دور مشرف الإرشاد النفسي والتربوي في تقديم مجموعة من الخدمات التربوية التي تعمل على الجوانب النفسية والأكاديمية والاجتماعية والمهنية لدى الطلبة، بحيث تهدف إلى مساعدتهم على فهم أنفسهم وقدراتهم وإمكاناتهم الذاتية والبيئية واستغلالها في تحقيق أهدافهم وبما يتفق مع هذه الإمكانات (الذاتية والبيئة) وهي خدمة إنسانية توجه إلى الأفراد ومنسوبي التعليم (الطلبة –المعلمين –الإداريين) عند وجود مشكلة حيث يتم إحالتهم إلى وحدة الخدمات الإرشادية ,حيث يوظف المشرف النفسي علومه النفسية ومهاراته الإرشادية في تحقيق المتطلبات الإنسانية . فالإرشاد عملية إنسانية تقبل المسترشد كما هو وبما هو عليه (دون شروط) وهذا يعني أن يشعر المسترشد بالأمن النفسي والطمأنينة ليبوح بما لديه من معاناة في جو آمن قائم على الثقة والاحترام المتبادل، والتقبل ويساعده في تغيير السلوك الخاطئ لديه لتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي والوصول للأهداف وتفاعلاً مع واجبه الإنساني ؛ يضع بصماته الإنسانية المهنية اعتزازًا ورضاءً في مهنة العطاء مهنة الحب والإيثار فيسعى لأن تكون تصرفاته وأقواله في اتجاه ما يرفع من قيمة المهنة النفسية في نظر الآخرين ويكسبها احترام المجتمع وتقديره وينأى بها عن الابتذال والتجريح للعمل على مساعدة الطلبة على فهم ذواتهم وتدعيم قدراتهم وإمكانياتهم وتحديد أهدافهم الحياتية ومساعدتهم للوصول إلى أعلى مستوى من النضج والصحة النفسية ، وأن يُعبروا عن أنفسهم ومشكلاتهم ، وأن يستمع لهم بتقدير واهتمام وتعاطف ، ويمنح الفرد الحق في تقرير مصيره واتخاذ القرارات المتعلقة به دون إجبار منه . * بقلم : الدكتورة حمدية بطي العنزي
مشاركة :