طهران - ذكرت إيران الجمعة أن أحد الهجومين الإلكترونيين الكبيرين على مؤسستين حكوميتين هذا الأسبوع استهدف البنية التحتية الإلكترونية لموانئ البلاد، فيما تتهم طهران عادة الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء هذه النوعية من الهجمات. وأعلنت منظمة تكنولوجيا المعلومات التابعة للحكومة الخميس تعرض مؤسستين لتسلل إلكتروني، دون ذكر تفاصيل بشأن الأهداف أو المنفذين. ولم يتم بعد تحديد الهدف الثاني للهجومين اللذين وقعا يومي الاثنين والثلاثاء. وقالت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، نقلا عن بيان أصدرته منظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، “يحاول الأعداء تنفيذ هجمات إلكترونية”. وقال أبوالقاسم صادقي، المسؤول بمنظمة تكنولوجيا المعلومات، للتلفزيون الرسمي إن عدة مؤسسات حكومية أوقفت خدمات الإنترنت مؤقتا، في إجراء احترازي، بعد الهجمات الإلكترونية. وأضاف صادقي أن الهجمات التي وصفها بأنها “مهمة وواسعة النطاق” قيد التحقيق. وتقول إيران إنها في حالة تأهب تحسبا لهجمات إلكترونية سبق أن حمّلت الولايات المتحدة ودولا أخرى منها إسرائيل مسؤولية شنّها، فيما تتهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بدورها إيران بمحاولة اختراق وعرقلة شبكاتها. وفي مايو الماضي، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إسرائيل هاجمت ميناء شهيد رجائي الإيراني الواقع على مضيق هرمز، الطريق الإستراتيجي لحركة النفط الدولية. ويبدو أن هذا الهجوم كان انتقامًا من هجوم إلكتروني على منشآت مائية في إسرائيل، بحسب الصحيفة الأميركية. ولم تؤكد إسرائيل أيًا من هذين الهجومين، ولو أنها تركت مجالا للشكوك. وقال وزير الدفاع المنتهية ولايته نفتالي بينيت “الأخطبوط الإيراني يبعث بأذرعه ليوقع بنا في أماكن مختلفة”. وأضاف “يجب أن نزيد الضغط الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري والتكنولوجي ونتحرك في مجالات أخرى أيضا”. تحديد أثر الهجوم قد يستغرق أشهرا، لكن الضربات الإلكترونية تعتبر خيارا أقل استفزازا ودون مستوى الحرب وشنت الولايات المتحدة في أكتوبر 2019 هجمات إلكترونية على إيران استهدفت الحد من قدرة طهران على نشر دعايتها، وذلك بعد الهجمات التي ضربت محطتي أرامكو النفطيتين في سبتمبر. ونقلت وكالة رويترز، عن مصادر أميركية، أن واشنطن شنت هجمات إلكترونية على إيران استهدفت “قدرة طهران على نشر الدعاية الخارجية”، مشيرة إلى أن هذا الهجوم عبارة عن “وسيلة للرد دون التسبب في (سقوط) ضحايا مدنيين”. وفي 14 سبتمبر 2019 تعرضت منشأتا بقيق وخريص في المنطقة الشرقية للسعودية إلى هجمات تبنتها جماعة الحوثي الموالية لطهران، وتسبب ذلك في ضجة عالمية، وأدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة النفطي، في حين اتهمت الرياض وواشنطن طهران بتنفيذها، وهو ما نفته الأخيرة. وقال أحد المسؤولين إن الهجوم الأميركي الإلكتروني السري “أثر على أجهزة إيرانية”، لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل. وتحديد أثر الهجوم قد يستغرق أشهرا، لكن الضربات الإلكترونية تعتبر خيارا أقل استفزازا ودون مستوى الحرب. وقال خبير الإنترنت بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن جيمس لويس “يمكنك إلحاق أضرار دون قتل أحد أو تفجير أي شيء. يضيف ذلك خيارا لم يكن لدينا من قبل، واستعدادنا لاستخدامه أمر مهم”. وأضاف لويس أنه قد يكون من غير الممكن ردع السلوك الإيراني حتى بالضربات العسكرية التقليدية. وحسب صحيفة نيويورك تايمز استعانت الولايات المتحدة، من أجل تنفيذ هجومها الإلكتروني على إيران، بفايروس يحمل اسم “ستاكسنت”، الذي اكتُشف للمرة الأولى في عام 2010، ويعتقد أنه صمم بواسطة واشنطن وتل أبيب، من أجل مهاجمة منشآت نووية إيرانية. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق على الهجوم الإلكتروني، فيما قالت المتحدثة باسم الوزارة إليسا سميث “لا نناقش العمليات الإلكترونية أو المخابراتية أو التخطيط، وذلك لاعتبارات تتعلق بسياسة الوزارة وأمن العمليات”. وقال مسؤولون سابقون وحاليون إن العمليات السيبرانية لا تعمل بالضبط كما الحروب التقليدية، إذ ليس بالضرورة أن تمنع الأعمال العدائية المستقبلية بنفس طريقة الضربات العسكرية التقليدية، وهذا جزئيا بسبب أن هذه العمليات من الصعب إسنادها لجهة بعينها، ونادرا ما يعترف أي من الجانبين بارتكابها. لكن أحد المسؤولين أوضح أنه يمكن للعمليات الإلكترونية إظهار القوة وتوضيح أن الولايات المتحدة سترد على الهجمات أو غيرها من الأعمال العدائية وستكبد الخصم تكلفة تلك الأعمال. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :