طالب إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة خياط، المسلمين في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس بتضَافُر الجهود وتكاثُف المساعي لتحصين الشباب وتطهير كل القنوات والروافد التي تغذي الفكر الضال وتمده بأسباب البقاء. وتساءل خياط في خطبته: «ألم يتفكر هؤلاء في سوء منقلب من أصاب دماً حراماً كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً»، ثم ألم يطرُق سمعَ من فعل هذه الفعلة النكراء ما جاء من الوعيد الصارخ على لسان نبي الرحمة والهدى صلوات الله وسلامه عليه لكل من قتل نفساً أو قتل رجلاً غدراً، وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن ماجه في سننه واللّفظ لهما وابن حبّان في صحيحه بإسنادٍ صحيح عن عمرو بن الحمِق أنه سمعَ رسول الله يقول: «من أمَّن رجلاً على دمِه فقتله فإنّه يحمل لواءَ غدرٍ يومَ القيامة»، ولفظ ابن حبّان: «أيما رجل أمَّن رجلاً على دمه ثم قتَلَه فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتولُ كافراً». وأوضح أن هؤلاء البغاة الضالين ما زالوا سادرين في غيهم، يخبون ويوضعون في الإثم والعدوان، الذي يتجلى في أبشع صوره وأشدها نكراً في قتل أهل الإسلام المصلين الراكعين الساجدين لرب العالمين، مزدلفين إليه بأداء فريضة من فرائضه، التي أخبر سبحانه عن رفعة مكانتها، وعظم منزلتها بقوله: (وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه). وأضاف: «شتان يا عباد الله، شتان بين من يقدم على ربه مصلياً راكعاً ساجداً، وبين من يقدم عليه محادّاً لله ولرسوله، يقتل نفسه ويقتل النفس التي حرم الله قتلها بغير حق، إن بين الخاتمتين لموعظة وذكرى للذاكرين، وإن بينهما لمدكراً لقوم يعقلون». وقال الدكتور خياط: «إنَّ تضَافُر الجهود وتكاثُف المساعي ووقوفَ الأمة كلها صفّاً واحداً في وجه هذا البغي والإجرام الذي لا يرقُب مقتَرِفُه في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمّة وإنَّ تحصينَ الشباب من صولة هذا الباطل وحراستهم من هذا الانحراف وذود هذا الخطر عن ساحتهم وتطهير كل القنوات والروافد التي تغذي هذا الفكر الضال وتمده بأسباب البقاء والنماء وإن قطع الشرايين التي تضمن له الحياةَ، إنَّ كل أولئك حقٌّ واجب على كلِّ أهل الإسلام، ومن أظهر ذلك لزوم الإنكار لهذا المنكر العظيم برفع الصوت عالياً من دون تَلجلُج أو توقّفٍ أو تردّد، فهو والله جديرٌ بالإنكار، حقيقٌ على أن يُكشَف عَوارُه وتهتَكَ أستاره ويبيَّن للناس خطرُه وضررُه على المسلمين قاطبةً في كلِّ الديار وفي جميع الأمصار».
مشاركة :