نجحت التحركات الأممية والدولية في تعزيز إجراءات الثقة بين الأطراف الليبية المتصارعة في المنطقتين الشرقية والغربية، وهو ما ساهم في استئناف الحركة الجوية بين طرابلس وبنغازي، بعد توقف دام نحو عام بسبب العمليات العسكرية التي اندلعت في أبريل 2019 واستمرت 12 شهراً. ووصلت رحلة تابعة للخطوط الجوية الإفريقية، صباح أمس، إلى مطار بنينا الدولي بمدينة بنغازي شرق البلاد قادمة من مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس. وكشف مسؤولون ليبيون أن الرحلة كانت تحمل على متنها وفداً من الخطوط الجوية الأفريقية ومصلحتي المطارات والطيران المدني التابعتين لوزارة المواصلات في حكومة الوفاق، للوقوف على تجهيزات المطار، تمهيداً لإعادة تشغيله. وأوضح المسؤولون أن الرحلات المنتظمة ستبدأ يوم الجمعة 23 أكتوبر، بواقع رحلتين أسبوعياً يومي الاثنين والجمعة من كل أسبوع. من جانبه، أعرب نائب المجلس الرئاسي الليبي أحمد معيتيق عن سعادته بعد وصول أول رحلة جوية تابعة للخطوط الجوية الأفريقية إلى مطار بنينا في بنغازي، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الرحلات بداية النهاية لمعاناة الليبيين في الشرق والغرب والجنوب، ليس في التنقل وحده بل في جميع ما يواجهون من مصاعب. وتراجعت التوترات بين الجيش الليبي وحكومة «الوفاق» بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار من الشهر الماضي، من قبل رئيس حكومة «الوفاق» فايز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، في بيانين منفصلين، وهو ما شجع الأطراف الإقليمية والدولية على تعزيز إجراءات الثقة بين الطرفين. وساهمت المفاوضات واللقاءات التي عقدت خلال الأسابيع الماضية، في القاهرة برعاية الأمم المتحدة في الدفع نحو التوصل لحل سياسي بعد سنوات من الصراع، حيث أكدت مخرجات اجتماع الغردقة للعسكريين والأمنيين على ضرورة استئناف الحركة الجوية والبرية بين المدن الليبية كافة. بدوره، أكد عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة، أن استئناف الرحلات بين شرق ليبيا وغربها، جاء تنفيذاً لتفاهمات وفد القيادة العامة مع الغرب الليبي بقيادة أحمد معيتيق، مشيراً إلى ترتيبات تبادل الأسرى، حيث توجه وفد من أعيان وحكماء الشرق إلى مصراتة، وتحدث أعيان وحكماء الطرفين عن تقدمات مطمئنة. وأشار أوحيدة في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى أن هذا يأتي في إطار تفاهمات ليبية ليبية بعيداً عن موائد الحوار المتكررة منذ 2015 برعاية بعثة الأمم المتحدة، التي لم تأت إلا بمزيد من تعميق للأزمة وتتمحور في كل مرة حول تقاسم المناصب بعيد عن عناصر الأزمة الحقيقية، معرباً عن أمله في أن تستمر القيادة العامة للجيش الليبي في هذا النهج، كونها الطرف الأكثر تأثيراً والمدعوم شعبياً والأقوى في الشرق والجنوب بتواصلها مع أطراف وطنية ومؤثرة وقوية في الغرب الليبي وخلق تفاهمات وتسويات على جميع الأصعدة ووفق الثوابت الوطنية، بعيداً عن أجندات تيارات المتشددين والمجرمين والدول التي تدعمهم. ومن جانبه، وصف المحلل الاقتصادي الليبي سليمان الشحومي، استئناف حركة الطيران بين طرابلس وبنغازي بأنه خطوة مهمة لعودة التواصل ولم الشمل بين الليبيين. وقال الشحومي، في تدوينة له عبر «فيسبوك» إن الطيران بين بنغازي وطرابلس، خطوة مهمة في هذا الوقت لعودة التواصل ولم الشمل بين الليبيين. وشدد عضو مجلس النواب الليبي جاب الله الشيباني على أن لقاءات المصالحة، وتبادل الزيارات، وفتح الطريق الساحلي، وتسيير الرحلات الجوية بين المطارات في البلاد، تعتبر خطوات ضرورية في سبيل تعزيز بناء الثقة، ومد جسور الوئام بين أطراف الشعب الليبي. وشدد الشيباني على ضرورة العمل من الداخل وتفكيك الأزمة وفتح ثغرات في جدار الانسداد تدريجياً، بمساعي وطنية خالصة أفضل من الارتهان للمجتمع الدولي، على حد تعبيره. «الممثلة الأممية» تطلع موسكو على الوضع في ليبيا أنهت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، زيارة رسمية إلى موسكو، حيث ناقشت الوضع في ليبيا مع المسؤولين الروس. وأجرت الممثلة الخاصة بالإنابة وليامز، بحسب بيان للبعثة الأممية، لقاءً مع وزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرجي لافروف، ناقشا خلاله مجموعة من قضايا الأزمة الليبية، تشمل الشؤون الأمنية والسياسية والاقتصادية. وأطلعت الوزير لافروف على الاستعدادات التي تجريها البعثة لاستئناف أعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي نهاية الشهر الجاري، عبر الاتصال المرئي، وعبر اللقاءات المباشرة، نوفمبر المقبل، في تونس. وتأتي زيارة وليامز إلى روسيا بعد تلويح موسكو برفضها للتحركات المنفردة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية في ليبيا، من دون تنسيق.
مشاركة :