تعد حياة المشاهير والأدباء والمثقفين مليئة بالحكايات والأسرار التي غالبًا ما يكون لها انعكاس مباشر أو غير مباشر على إبداعاتهم ومنتجهم الثقافي والإبداعي. ويسلط "صدى البلد"، الضوء عبر باب "حكايات من زمن فات"، على المواقف والكواليس التي أثرت على مسيرة وإبداع هؤلاء العظماء. ومن بين هؤلاء الأديبة والكاتبة الشامية مي زيادة التي تحل اليوم السبت الموافق 17 أكتوبر ذكرى وفاتها في 17/ /10/ 1941 ونستعرض في هذا التقرير كواليس وأسرار علاقات الحب التى جمعتها بعباس العقاد وجبران خليل جبران . ووصف الأديب الكبير الراحل عباس العقاد، الأديبة الراحلة مى زيادة بالحصن المحاط بالخندق، بحسب ما ذكره الكاتب الصحفى الكبير أنيس منصور فى كتابه "فى صالون العقاد كانت لنا أيام". العقاد ومى كانت تربطهما علاقة وطيدة، البعض قال إنها صداقة كبيرة، وخرجت بعض التكهنات إن علاقتهما تطورت إلى الحب والغرام، فيما كان للأديب الجزائرى الشهير واسينى الأعرج رأى آخر، أعلنه خلال مشاركته بمعرض القاهرة الدولى للكتاب خلال دورته الـ49، والتى اختتمت بأرض المعارض، بأن العقاد أراد أن يقيم مع مى زيادة علاقة "جنسية". وبحسب الشاعر والكاتب الصحفى كامل الشناوى، فى كتابه "الذين أحبوا مى زيادة: وأوبريت جميلة"، قال إنه لكى يعرف العلاقة بين العقاد ومى رجع إلى صديق للأول لازمه لأكثر من 30 عاما، والذى أكد للشناوى بأن حب مى عصف بقلبها وقلب العقاد، إلا أنه أكد أيضا أن العفة هى أساس العلاقة بينهم، وقال إن أقصى ما ناله العقاد من مى قبلة على جبينها أو قبلة على جبينه، وقد كانت مى ضنينة بقبلاتها على كل من أحبوها بحسب ما وصفها صديق "الشناوى". أحبت مي زيادة جبران خليل جبران المعروف برومانسيته الجارفة وأفكاره الجريئة وعباراته الرشيقة ونزعة الحرية القارة في حياته وفي فنه و أدبه، ولكنه كان مقيما بأمريكا واقتصرت علاقته بـ"مي" على الإعجاب والتقدير المتبادل يبعث إليها برسائله من أمريكا وترد عليه برسائلها إليه من مصر. وظل قلبها مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده، رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة، ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا منذ 1911 وحتى وفاة جبران في نيويورك عام 1931، واتخذت مراسلاتها صيغة غرامية عنيفة وهو الوحيد الذي بادلته حبًا بحب وإن كان حبًا روحيًا خالصًا وعفيفًا، ولم تتزوج على كثرة عشاقها.
مشاركة :