أحيا وزير الخارجية الأميركي جون كيري في هانوي أمس، الذكرى العشرين لإقامة علاقات ديبلوماسية بين الجانبين، لكنه نبّه فيتنام إلى أن «شراكة إستراتيجية» تتطلب من النظام الشيوعي تحسين سجلّه في حقوق الإنسان. كيري الذي حارب في فيتنام بين عامَي 1967 و1970، قائداً لسفينة دورية ومُنح أوسمة تقديراً لجهوده، التقى نظيره الفيتنامي بام بين مين، والرئيس ترونغ تان سانغ في قصر الرئاسة المبني خلال العهد الاستعماري الفرنسي، أمام تمثال نصفي عملاق من البرونز لبطل الاستقلال هو شي منه، علماً أن الحرب انتهت باندحار الأميركيين وحلفائهم عام 1975. لكن منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان وحكومات غربية تدين النظام الشيوعي في هانوي، بسبب قمعه المعارضة السياسية وانتهاكات منهجية للحريات الدينية. وأعلنت الولايات المتحدة أن فيتنام تحتجز أكثر من مئة سجين ضمير، في مقابل 160 عام 2003. وقال كيري بعد لقائه سانغ: «الرحلة إلى المصالحة بين بلدينا كانت من اكبر قصص تاريخ الأمم المتحاربة التي وجدت قاعدة تفاهم لبناء علاقة جديدة. اثبت البلدان أن أعداء سابقين يمكن أن يتحوّلوا شركاء، ولو في العالم المعقد الذي نعرفه». وأشار إلى أنه كان «واضحاً جداً» خلال محادثاته مع سانغ «في شأن أهمية احترام حقوق الشعب». أما الرئيس الفيتنامي فذكّر بـ «الطريق الذي قطعناه منذ الأيام الأولى الصعبة إلى الآن»، معتبراً أن واشنطن وهانوي باتتا «صديقتين متقاربتين جداً». وتحدث عن «رؤية مشتركة لشراكة كاملة». وفي خطاب ألقاه أمام قادة مدنيين ورجال أعمال في فندق في هانوي، قال كيري إن سدوداً شُيِّدت بسبب «انعدام الثقة وسوء التفاهم»، تسقط، وحض فيتنام على إظهار التزام أكبر بإصلاحات قانونية والسماح بحرية التعبير والتجمّع. وأضاف: «التقدّم في حقوق الإنسان وسيادة القانون، سيؤمّن أساساً لشراكة استراتيجية أعمق وأكثر ديمومة، وشراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وفيتنام». وتابع مخاطباً الحضور: «أنتم الوحيدون الذين تستطيعون أن تقرروا وتيرة هذا التقدّم ووجهته. لكنني واثق من أنكم لاحظتم أن اقرب شركاء أميركا هي الدول التي تشاركها الالتزام بقيمٍ». وأثناء لقائه نظيره الفيتنامي بام بين مين، كرّر كيري موقفه في هذا الصدد، وعلّق مين خلال مؤتمر صحافي: «فيتنام هي أكثر من مستعدة لمناقشة خلافات حول حقوق الإنسان، لكي نتمكن من تحسين سياساتنا وإجراء عمل أفضل». وشدد على أن فيتنام تريد أن تصبح الولايات المتحدة شريكها التجاري الأول، والمستثمر الأجنبي الأول لديها. وتكثّف الولايات المتحدة جهودها لتحسين علاقاتها بفيتنام، من أجل تعزيز نفوذها في آسيا في مواجهة صعود الصين، علماً أن فيتنام هي من دول في جنوب شرقي آسيا تتنازع مع الصين السيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي. ووصل كيري إلى هانوي آتياً من كوالالمبور حيث شارك في اجتماع لوزراء خارجية دول «رابطة جنوب شرقي آسيا» (آسيان)، واصطدم مع نظيره الصيني وانغ يي في شأن مسبّبي التوتر حول بحر الصين الجنوبي، اذ دان خلال لقائهما «عسكرة» بكين المنطقة التي تشكل تقاطع طرق بحرية حيوية للتجارة العالمية. وفي هذا الإطار، رفعت الولايات المتحدة جزئياً عام 2014، حظراً على بيع فيتنام أسلحة، خصوصاً سفناً دورية مسلحة. في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الصينية أن وزير الخارجية الفيليبيني ألبرت دِل روساريو «هاجم» سياسة بكين في بحر الصين الجنوبي، ونال دعماً من نظيره الياباني. ونقلت عن وانغ قوله خلال اجتماع «آسيان»: «تعارض الصين أي كلام أو تصرفات غير بنّاءة، من شأنها توسيع الشقاق أو إذكاء خلاف أو إثارة توترات». إلى ذلك، أعلن مستشار لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن الأخير قد يبدي «ندماً» على دور بلاده خلال الحرب العالمية الثانية، عندما يصدر بياناً في هذا الصدد، في الذكرى السبعين لانتهاء الحرب، والتي تحلّ في 15 الشهر الجاري.
مشاركة :