تصعيد جديد في نزاع قره باغ إثر مقتل 13 مدنيا في أذربيجان

  • 10/18/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كنجه (أذربيجان) - الوكالات: تعهّدت أذربيجان أمس بـ«الانتقام» لمقتل 13 مدنيًا في قصف ليلي استهدف مدينة غنجه ثاني مدن البلاد، في تصعيد جديد للنزاع حول إقليم ناغورني قره باغ بين الأذربيجانيين والانفصاليين الأرمن. وقبل بضع ساعات من القصف على غنجه، استهدفت ضربات أذربيجانية عاصمة الانفصاليين ستيباناكيرت ومدينة شوشة اللتين فرّ معظم سكانهما منذ اندلاع المعارك في 27 سبتمبر. وتُظهر عمليات القصف هذه وكذلك المعارك على خط الجبهة، عجز الأسرة الدولية منذ ثلاثة أسابيع عن تهدئة الأوضاع. منذ أسبوع، لم يُطبّق اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تم التفاوض بشأنه تحت إشراف موسكو. وشدد مجددًا وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي على ضرورة وقف المعارك. في كنجه، شاهد صحفيون في وكالة فرانس برس منازل مدمرة جراء قصف استهدف سكانا نائمين فجر أمس الأول، ما أسفر عن مقتل «13 مدنيًا بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 45 آخرين»، وفق ما أعلن المدعي العام. وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في خطاب أمس «سننتقم في ساحة المعركة». ووصف أعداءه الانفصاليين بـ«الكلاب» وأرمينيا التي تدعمهم بأنها «فاشية». واتّهمت تركيا أرمينيا بارتكاب «جرائم حرب». من جهته، ندّد الاتحاد الأوروبي بهذه الضربات ودعا مرة جديدة «كافة الأطراف إلى الكفّ عن استهداف المدنيين». واستُهدفت مدينة كنجه التي تعدّ 300 ألف نسمة، مرات عدة منذ بدء النزاع، خصوصًا الأحد عندما سقط صاروخ فيها وأدى إلى مقتل عشرة أشخاص. وأكد الانفصاليون الأرمن أمس أن المدينة تضمّ «أهدافًا شرعية» هي قاعدة جوية وقيادة لواء وقوات خاصة ومركز عمليات الدفاع الأذربيجاني ومستودعات وقود للجيش ومصانع ذخائر. واتّهموا أيضًا أذربيجان باستهدافها ليلاً بنى تحتية مدنية في قره باغ ما يستدعي ردًا. وأفاد صحفيون في فرانس برس أن انفجارات هزّت ستيباناكيرت نحو الساعة 22.00 و04.30. ودمّرت ضربة جزءًا من سقف مركز تجاري وتطاير زجاج محلات تجارية ومبنى سكني. على الجبهة، تتواصل المعارك أيضًا. وأعلن علييف صباح أمس السيطرة على أراض جديدة، وخصوصًا فيزولي، «المدينة المحتلة منذ ثلاثين عامًا من جانب وحوش برية». وتمثل هذه المنطقة إحدى المناطق الأذربيجانية السبعة التي سيطر عليها الانفصاليون في التسعينات لتشكيل درع حماية لإقليم ناغورني قره باغ. ميدانيًا، حققت أذربيجان تقدمًا في الأسابيع الأخيرة لكن من دون التمكن من الانتصار في معركة حاسمة. ولا تعلن باكو الخسائر التي تتكبدها جراء النزاع، إذ إنها لا تنشر أي حصيلة عسكرية أو مادية أو بشرية. من جهتهم، يؤكد الانفصاليون أنهم قتلوا آلاف الجنود ويعترفون بأنهم أُرغِموا على التراجع إلا أنهم يؤكدون «السيطرة على الوضع». وأعلنوا رسميًا أنهم فقدوا حوالي 700 عنصر فيما نزح نصف السكان البالغ عددهم 140 ألفًا. وإضافة إلى الخشية من احتمال حصول أزمة إنسانية، هناك مخاوف من تدويل النزاع. إذ إن تركيا تقدم الدعم لأذربيجان بينما أرمينيا التي تدعم الانفصاليين ماديًا وسياسيًا وعسكريًا، لديها تحالف عسكري مع روسيا. 

مشاركة :