القبارصة الأتراك يختارون زعيمهم على وقع التوتر في شرق المتوسط

  • 10/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى الزعيم المنتهية ولايته مصطفى أكينجي وهو الأوفر حظاً الأحد للفوز بولاية جديدة على رأس جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من جانب واحد، في مواجهة المرشح المدعوم من تركيا إرسين تتار، في دورة ثانية من انتخابات تأتي في ظل التوتر في شرق المتوسط. وجاء زعيم جمهورية شمال قبرص التي لا تعترف بها سوى أنقرة، في المرتبة الثانية في الدور الأول مع حوالى 30 في المائة من الأصوات، بعد تتار، الذي حصل على أكثر من 32 في المائة. لكن يُتوقع ما لم تحصل مفاجآت، أن يفوز أكينجي على تتار، وهو "رئيس الوزراء" المنتهية ولايته، بفضل دعم المرشح توفان إرهورمان الذي حلّ ثالثاًَ الأحد الماضي. وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 738 أبوابها عند الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي وستغلق عند السادسة مساء. ودُعي حوالى 199 ألف ناخب للتصويت من أصل أكثر من 300 ألف نسمة في شمال قبرص. وتُجرى الانتخابات في سياق توتر شديد شهده ملف التنقيب عن موارد الطاقة في شرق المتوسط خصوصا بين أنقرة وأثينا الحليفة الرئيسية لجمهورية قبرص المعترف بها دولياً والتي تمارس سلطتها على ثلثي الجزيرة المنقسمة. فبعد عمليات التنقيب التي قامت بها تركيا قبالة سواحل شمال قبرص، أُثير مجدداً الخلاف هذا الأسبوع بعد إرسال سفينة تنقيب تركية إلى المياه التي تطالب اليونان بالسيادة عليها. وندد قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة بـ"استفزازات" تركيا التي تخضع لتهديدات بفرض عقوبات أوروبية عليها. ويقيم أكينجي الذي عمل لفترة طويلة على التقرّب من القبارصة اليونانيين، علاقات مضطربة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يملك سلطة الوصاية على شمال قبرص. ومصطفى أكينجي اشتراكي-ديموقراطي مستقلّ يبلغ 72 عاماً ويؤيد توحيد الجزيرة بصيغة دولة اتحادية وتخفيف روابط الشمال مع أنقرة. أما تتار القومي البالغ 60 عاماً، فيؤيّد حلاً بدولتين.شاهد: مدينة الأشباح القبرصية تتأهب لإعادة الفتح بعد 46 عاماشاهد: الجيش التركي يعيد فتح ساحل فاروشا المغلق منذ 1974 وسط غضب قبرصي وأكد سعيد كينان لدى خروجه من مركز اقتراع أن "الحلّ الوحيد والجيّد هو حل الدولة الاتحادية". وأشاد طبيب القلب البالغ 76 عاماً بالوضع الجغرافي "الاستراتيجي" للجزيرة وأوضح أن قبرص يمكن أن تسيّر أمورها وحدها بفضل مواردها النفطية التي تستقطب دولا كثيرة "حول القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين". وتعتبر أنقرة قبرص حجر زاوية في استراتيجيتها للدفاع عن مصالحها في شرق المتوسط، وتراقب عن كثب الانتخابات في الشطر الشمالي من الجزيرة وقد كثّفت مناوراتها لدعم حملة تتار. وتسبب حفل تدشين قناة تحت الماء تربط شمال قبرص بتركيا إضافة إلى فتح شاطئ مدينة فاروشا الشهيرة التي أمست مدينة مقفرة منذ انقسام الجزيرة وتطويقها من جانب الجيش التركي، بتوجيه اتهامات لتركيا بالتدخل في الانتخابات وكذلك إثارة غضب عدد كبير من القبارصة الأتراك على رأسهم أكينجي. وتقول المحللة في جامعة شرق المتوسط في شمال قبرص أوزموت بوزكورت إن "القبارصة الأتراك ليسوا سعيدين باعتبارهم تابعين لطرف آخر أو بكونهم يُلامون على الدوام أو يُحتقرون". وترى الباحثة أن التدخل المفترض من جانب أنقرة حوّل الانتخابات إلى استفتاء على "كرامتهم" بالنسبة للكثير من القبارصة الأتراك. وكتب أحمد وهو قبرصي تركي على تويتر "السلام، لأننا لا نريد أن نكون دمى في بلادنا" مستخدماً وسم "السلام، لأن" الذي أصبح استخدامه رائجاً جداً. وتوضح بوزكورت أن "نتائج الدورة الأولى تُظهر أن جزءاً كبيراً من الناخبين يريدون التحرر من تأثير تركيا ويرغبون في إعادة التوحيد". لكن انتهاج خطّ مستقل حيال أنقرة ليس سهلاً في "جمهورية شمال قبرص" إذ إن تركيا تحكم السيطرة عليها اقتصادياً منذ إنشائها عام 1983. وجاءت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19، لتفاقم الوضع. وموّلت أنقرة بناء مستشفى يضمّ مئات الأسرّة في شمال قبرص لمواجهة الوباء. وحصلت قبرص على استقلالها عن المملكة المتحدة في 1960. غير أن القوات التركية غزتها في العام 1974 ردًا على محاولة انقلابية لربطها باليونان. وأحيا أكينجي لدى وصوله إلى الحكم عام 2015، الآمال بأن تتوصل مفاوضات السلام إلى نتيجة من خلال حلّ بدولة اتحادية، لكن المحادثات الرسمية الأخيرة باءت بالفشل عام 2017. وتتوقع بوزكورت أن يواجه أكينجي "صعوبات في هذا الشأن في حال أنتُخب" مضيفةً "يبدو أن أنقرة تفضل تبني خطّ متشدد يرفض إقامة دولة اتحادية في قبرص".

مشاركة :