السناتور المحافظ ليندسي غراهام مهدد بفقدان مقعده في مجلس الشيوخ أمام منافس ديموقراطي أسود

  • 10/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحتدم معركة سياسية وانتخابية مفاجئة في ولاية كارولاينا الجنوبية حيث أثبت مرشح ديموقراطي من أصل افريقي جدية في منافسة السناتور ليندسي غراهام حليف الرئيس دونالد ترامب، منعشا آمال الديموقراطيين بانتزاع مقعد جمهوري في مجلس الشيوخ. وبعدما تمكن المرشح جايمي هاريسون من جمع تبرعات تفوق تلك التي جمعها منافسه غراهام المتمسك بسياسات ترامب في قضايا مثل الهجرة وترشيح قاض للمحكمة العليا، بات الأخير مهددا في ولاية هيمن الحزب الجمهوري في الخمسة عشر عاما الأخيرة على جميع انتخاباتها المحلية ومنصب الحاكم ومقعديها في مجلس الشيوخ. ويتطلع الديموقراطيون مع تراجع حظوظ ترامب وفق أرقام استطلاعات الرأي الى احداث تغييرات محتملة في العديد من الولايات لاستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ. لكن المفاجأة كانت في تحول ولاية كارولاينا الجنوبية المعقل المحافظ التقليدي أو "الجنوب القديم" كما يصفه هاريس بكل ما يحمله من إرث العبودية الى مسرح لهذا التغيير، على الرغم من تأكيد غراهام أنه سيفوز الى جانب ترامب بعد 17 يوما. وأمام حشد من أنصاره في نورث تشارلستون استمعوا اليه من داخل سياراتهم بسبب اجراءات الوقاية من فيروس كورونا، قال هاريسون إن "ليندسي غراهام خائف"، وأيده أنصاره في ذلك بإطلاق العنان لأبواق سياراتهم. وأضاف هاريسون البالغ من العمر 44 عاما "أنه متوتر ويجب أن يكون كذلك"، مبررا ذلك لجمهوره "لأن سكان كارولينا الجنوبية على وشك منحه تذكرة ذهاب فقط". - "ننهض كطائر فينيق" ومن شأن فوز هاريسون أن يتسبب بصدمة في أروقة السياسة الأميركية، خاصة وأن كارولينا الجنوبية التي أطلقت فيها الرصاصات الأولى للحرب الأهلية عام 1861 ستصبح أول ولاية أميركية تتمثل بعضوين من ذوي البشرة السمراء في مجلس الشيوخ، هذا على الرغم من أن تيم سكوت العضو الآخر في مجلس الشيوخ عن الولاية ينتمي الى الحزب الجمهوري. وفي كلمته استذكر هاريسون الذي توفيت عمته بمرض كوفيد-19 هذا العام نشأته في بيئة فقيرة وأداء واجباته المدرسية في الظلام عندما لم تتمكن عائلته من دفع فاتورة الكهرباء. وقال خريج جامعة يال والرئيس السابق لفرع الحزب الديموقراطي في كارولاينا الجنوبية "أعرف ما هي الأوقات العصيبة"، شاكرا جديه اللذين ساعدا في تربيته. وأضاف على وقع أبواق السيارات المنطلقة التي وصلت الى ذروتها "في 3 تشرين الثاني/نوفمبر سيطوي سكان كارولاينا الجنوبية صفحة الجنوب القديم، ليسطروا كتابا جديدا عنوانه +الجنوب الجديد+، وهو كتاب يتسم بالجرأة والتنوع والاندماج". وتابع "من الرماد سننهض كطائر فينيق". - موقف سيارات مهجور ومع الخطر الذي يهدد مقعده، نظم غراهام البالغ 65 عاما الجمعة مهرجانا انتخابيا في بالميتو ستيت، وخرج من حافلة تحمل صورة ضخمة له فقط ليتهكم على انفاق حملة هاريسون أموالا أكثر منه بعد أن تمكنت من جمع 57 مليون دولار في الربع الثالث من العام وهو رقم قياسي. وتوسل غراهام ساخرا أمام بضع عشرات من أنصاره في موقف سيارات مهجور قرب شارلستون "ساعدوني لأدفع أجرة الحافلة". وبدا أن معظم الحاضرين اما على صلة بحملته أو بالحزب الجمهوري، ما أظهر تناقضا صارخا بالمقارنة مع مهرجان هاريسون الصاخب. المشهد الضعيف الذي ظهر عليه غراهام أثار تساؤلات حول أسباب هذا التراجع المفاجىء لسياسي محافظ يتمتع بالنجومية وقريب من أذن الرئيس ويعمل على تثبيت مرشحته في المحكمة العليا. الديموقراطيون وبعض الجمهوريين يعيدون تراجع غراهام الى مسألتين رئيسيتين. فقد أظهر غراهام مشاعر كراهية تجاه ترامب عام 2016، ثم احتضنه بعد فوزه بالرئاسة. كما تعهد بمعارضة تعيين قاض في المحكمة العليا خلال فترة الانتخابات، ليتحول لاحقا الى مدافع شرس عن المصادقة على تعيين إيمي كوني باريت. وفي مقابلة عبر الهاتف قال جوني كورديرو الذي يرأس المجمع الانتخابي للسود في الحزب الديموقراطي في كارولاينا الجنوبية "ما حدث هو أن ليندسي غراهام أضر بنفسه، لهذا الانتخابات متقاربة". لكن أنصار غراهام يقولون أن سكان الولاية سيتغاضون عن هفواته الماضية. وقالت ديبرا بايز البالغة 68 عاما وهي متطوعة في الحزب الجمهوري تطرق أبواب الناخبين لحضهم على انتخاب ترامب وغراهام "أعتقد أن الجمهوريين سيسامحونه على هذه الأشياء. الأمور تتغير مع مرور الوقت". وكارولاينا الجنوبية تتغير أيضا، فالمهاجرون يتابعون الانتقال الى الولاية التي انضمت الى مجموعة الولايات المتأرجحة. وقال المحامي بينيت كريتيس الذي أدلى بصوته الجمعة في مركز اقتراع مبكر في نورث تشارلستون إن العديد من السكان "محبطون من أداء غراهام". وأضاف "لذلك سيكون الأمر صادما إذا نجح (هاريسون)، لكن هذا لن يفاجئني أيضا". وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر ترامب متخلفا عن بايدن وانتخابات كارولاينا الجنوبية متقاربة مع احتمال فوز أي من المرشحين، أصر غراهام على تحسن احتمالات إعادة انتخابه مع ترامب. وقال لوكالة فرانس برس "مع اقترابنا من يوم التصويت، هناك مقارنة تجري الى أين يمكن أن تذهب البلاد تحت قيادته مقابل قيادة للحزب الديموقراطي. وأعتقد أن الأمر يتحسن بالنسبة الينا يوما بعد يوم". وبينما كان أنصار غراهام يلتقطون صورا ذاتية معه، تابع السناتور مهاجمته للديموقراطيين معتبرا أنهم يروجون "للحركة الأكثر تطرفا في تاريخ (الولايات المتحدة)". لكن الناخبين الديموقراطيين ينظرون الى هاريس باعتباره مناضلا من أجل العدالة، لا سيما تأمين حق الرعاية الصحية للأميركيين العاديين.

مشاركة :