أيها الفلسطينيون اعملوا على مكانتكم وأصــلــحوا ذات بـيـنـكم وائـتوا صـفا

  • 10/17/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في هذه الآونة المؤلمة من حياة دولنا وشعوبنا العربية والإسلامية وما نراه من تشتت في المواقف السياسية في مجموع دولنا نتيجة تفرّق القلوب وتمزق الوشائج، وما نراه من تنفيذ خطط تستهدف كل دولة من دولنا بغير استثناء ومنها القضية الفلسطينية نحتاج إلى مصارحة مع النفس ومع بعضنا البعض لنرى علاجا للقضية الفلسطينية، فهي القضية المركزية لكل فلسطيني ولكل عربي ولكل مسلم وهي قضية العالم بأجمعه فكما يقول بعض الساسة: «لا يتحقق استقرار العالم إلا باستقرار الشرق الأوسط، ولا يتحقق استقرار الشرق الأوسط إلا بحل القضية الفلسطينية»، بل أقول إن حل القضية الفلسطينية يغير موازين القوى في الشرق الأوسط.ومن وجهة نظر شخصية أرى أن أسباب المشكلة متعددة وأهمها: أن الفلسطينيين والعرب والدول الغربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن يتعاملون مع كيان ليس له حدود منذ إنشائه بقرار من الأمم المتحدة عام 1948، وهو ما يدعوه إلى التمدد في أرض فلسطين وما حولها، ومنها أن همّ القيادات السياسية والدينية والحركات والفصائل الفلسطينية تمكينُ انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية والحزبية، لذا أصبح تحرير الوطن الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية متأخرا في الأوليات، ومنها أن رابطة العروبة هانت في نفوس الكثيرين من أبنائها وقيادات دولها في حياتنا الحاضرة، كما هانت رابطة الإسلام بين القيادات والشعوب مكتفين بأركان الإيمان وبأركان الإسلام تاركين قواعد وحدتهم واجتماع شملهم، ومنها أن الحقد الديني والسياسي الغربي والإقليمي قد عرّض المنطقة لعدد من المخططات التمزيقية كمخطط الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة الذي أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية عام 2003، ومخطط صفقة القرن الذي أعلنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي السيد دونالد ترامب، وهو تتمة لمخطط الشرق الأوسط الجديد، وما ظهر منه الا القليل، أو قل هو المرحلة الثانية منه، ومنه التغني بالإبراهيمية لتحقيق مقاصد سياسية لا دينية، والذي نرى إصرارا على تسمية الاتفاقات بين كيان بني إسرائيل وبين بعض الدول العربية باسم اتفاق (إبراهام)، ومنها المحاولات المستميتة لتمزيق مجلس التعاون الخليجي، فقد أصبحت دوله معرضة لتهديدات مصيرية من الذين تعاونوا إقليميًا في مخطط الشرق الأوسط الجديد عام 2011.حل القضية الفلسطينية يبدأ أولا من الفلسطينيين، فمنذ عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس ونتيجة لقرار مؤتمر القمة العربي تأسست منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية داخل وخارج فلسطين، واعترفت بها الجامعة العربية والأمم المتحدة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني على أن تدعمهم الدول العربية سياسيا وماليا.بدأوا بالكفاح المسلح وحمل السلاح من خلال منظمة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى، ونظرا الى تعدد الفصائل الفلسطينية واختلاف قياداتها باختلاف الأفكار التي ينتهجها كل فصيل تبعا للجهة التي تساندهم وتمولهم وصلت القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود بيد الفلسطينيين أنفسهم.الفلسطينيون هم العقبة الكؤود الفلسطينيون هم العقبة الكؤود لحل القضية الفلسطينية، فهم باختلاف قادتهم الدينيين والسياسيين وقادة الفصائل العسكرية لم يعتبروا بما حدث في حرب 1948، حيث شاركت ستة (6) من جيوش الدول العربية وستة (6) من القوات غير النظامية والمتطوعين في حرب فلسطين، لكل فريق منهم قائد وخطة وسياسة وهدف، في مقابل مجموعة العصابات الصهيونية تحت قيادة موحدة، فحققت العصابات الصهيونية ما لم تحققه الجيوش والقوات غير النظامية والمتطوعون. الحركات والفصائل العسكرية الفلسطينية اليوم أكثر من ست (6)، ولسان حال كل منهم يقول: «فصيلي وحده هو الذي سيستعيد الحق الفلسطيني، ويجب أن يكون هو القائد الفرد بعد انتصاره، والذي يجب أن ينقاد إليه البقية، ويجب أن يخضع لسيطرته الشعبُ الفلسطيني»، لكل منهم اتجاهٌ ومُموّلٌ وراعٍ وداعمٌ ضد الآخرين منهم، والأنكى من ذلك أن رعاة بعضهم هم محتلو أرضهم، وبعضهم من الذين يظاهرون الصهاينة لإخراجهم من أرضهم.الفلسطينيون هم مركز القضية الفلسطينية، فإذا تشتت المركز تشتت الشعب الفلسطيني وضاعت جميع الجهود التي تبذل للوصول إلى الغاية الأسمى وهي عودة الدولة الفلسطينية وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم. الحل يكمن في جمع الكلمة والاعتماد على التمويل الذاتي الحل يكمن في أمرين أساسيين؛ أولهما مراجعة القيادات الفلسطينية الدينية والسياسية والفكرية والعسكرية لمواقفهم ولتوجهاتهم ولتحركاتهم ولسياساتهم ولتصرفاتهم استجابة لنداء السماء: «وَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَفَرَّقوا وَاختَلَفوا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ البَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُم عَذابٌ عَظيمٌ». لإيقاف استمرار عذاب التفرق الذي حلّ بهم وبنا جميعا، ولتتغير موازين القوى فيما بعد. وثانيهما: الاعتماد على التمويل الذاتي للفلسطينيين في نضالهم، فالاعتماد على التمويل غير الذاتي أدى إلى الارتهان لمواقف وإملاءات الممولين، والاكتفاء بالتمويل الذاتي يجعلهم أحرارا ويعينهم على توحيد صفهم ومواقفهم، والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج قادر على هذا التمويل، ولن يبخل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على قضيته لعودته وعودة أجياله إلى أرضهم ووطنهم، وعليهم ألا يقبلوا أي مساعدة مشروطة، ولن تتخلف عنهم الدول العربية والإسلامية وشعوبها ومنظماتها التي لا تريد رهن مواقف الفلسطينيين لها.نداءات أربعةأوجه إلى إخوتنا الفلسطينيين أربعة نداءات؛ الأول: اعملوا على مكانتكم لمصلحتكم جميعا وأصلحوا ذات بينكم وائتوا صفا. والثاني: وجهوا جهودكم ضدّ مغتصب أرضكم ومدنّسها للحصول على أرضكم المغتصبة وحقوقكم المسلوبة وكرامتكم الممتهنة وإنهاء شتاتكم، ولا تخطئوا في توجيهها إلى من وقفوا معكم بالأمس واليوم وتحتاجون إلى وقوفهم معكم غدا. والثالث: تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط لصالح فلسطين والعرب والمسلمين يبدأ بتوحيد صفكم وصفاء نياتكم نحو بعضكم البعض، فهو الطريق بإذن الله تعالى لحل قضيتكم وتغيير مسارها لصالح فلسطين وصالحكم، وسوف تتغير موازين القوى في الشرق الأوسط بسبب توحدكم.والرابع: يعلم بنو إسرائيل والنصارى والمسلمون أن قيام كيان بني إسرائيل قد نصت عليه التوراة والقرآن، وأنها فرصة يتيحها الله تعالى لبني إسرائيل لتغيير سلوكهم المخالف لأوامر الله تعالى ونواهيه بعدم إشاعة الفساد في الأرض لعلهم يرجعون إلى الحق. وقد أنبأنا القرآن الكريم ومن قبله التوراة أنهم يستمرون على عصيانهم لله تعالى ولرسلهم ويصرون على الإفساد في الأرض، ولهذا فإن كيانهم هذا إلى زوال رغم ما يحصلون عليه من دعم ومناصرة وتملك لأسباب القوة المالية والسياسية والعسكرية والإعلامية والاستخبارية، والنص القرآني جاء في قوله سبحانه: «إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَإِن أَسَأتُم فَلَها، فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ لِيَسوءوا وُجوهَكُم وَلِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّروا ما عَلَوا تَتبيرًا».يا فلسطينيي اليوم إن لم تبدؤوا أنتم الآن فلن يكون لكم شرف في السعي لحل القضية الفلسطينية، وسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. 

مشاركة :