بغداد: «الخليج» التقى رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس الأحد، أعضاء فريق تقصي الحقائق المشكّلة للتحقيق في أحداث أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وما رافقها من سقوط ضحايا، أكد، خلال اجتماع مع القيادات الأمنية والعسكرية في محافظة صلاح الدين، أنه لا مكان لعودة الإرهاب في البلاد، ووجه بمتابعة حيثيات جريمة «الفرحاتية بالمحافظة، داعياً القادة الأمنيين للابتعاد عن أي شأن سياسي، في حين بدأ الكاظمي بزيارة إلى كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا خلال الأسبوع الحالي. وقال الكاظمي في بيان صادر عن مكتبه، إن«تشكيل هذا الفريق يمثل إعادة لولادة قيم الدولة الساعية إلى العدل والإنصاف، والتي تتعامل بمسؤولية مع حقوق شعبها». وأضاف مخاطباً أعضاء الفريق، ومن خلالهم إلى عائلات الضحايا، بأن«تشكيل هذا الفريق لا يهدف إلى الثأر أو الانتقام بقدر ما يمثل موقفاً مسؤولاً من الدولة أمام دماء شعبها، وأن من تورط بدم العراقيين لابد أن يمثل للعدالة، ولا كبير أمام القانون». وأوضح الكاظمي لأعضاء الفريق، أنه «قد زار أمس قضاء بلد في محافظة صلاح الدين واطلع على جريمة نكراء، أراد مرتكبوها أن يكونوا فوق القانون، لكن العدالة ستأخذ مجراها، دماء العراقيين مهما اختلفت أطيافهم إنما تحمل فصيلة واحدة وهي العراق». وأضاف بأن على«المستهترين بأرواح العراقيين أن يتقوا غضبة الحليم إذا غضب». وقال الكاظمي خلال اللقاء، إن«الثقة بالأجهزة الأمنية قد استعيدت، لتستعيد دورها حسب الاختصاص القانوني، وسنلاحق كل متجاوز على أمن العراق». وقال الكاظمي إن«مجيئه إلى المحافظة برفقة القيادات الأمنية، هو لتأكيد أن الدولة موجودة لحماية أمن المواطنين وتثبيت أركان القانون». واطلع الكاظمي على«التحقيقات الأولية في الجريمة النكراء وحيثياتها، ووجّه بالمتابعة الدقيقة لكل تفاصيلها». وأضاف أن«رسالتنا لمواطني صلاح الدين بأن الدولة ستحميهم، وأن عقيدة القوات المسلحة تلتف حول الولاء للوطن والقانون، لا للأفراد أو المسميات الأخرى». وبيّن أن«الإرهاب وأفعاله الإجرامية لا ينتظره إلا القانون والقصاص، ولا مكان لعودته تحت أي صورة أو مسمى». كما شدد على«ابتعاد القادة الأمنيين عن الانجرار نحو أي شأن سياسي، وأن الخوف يجب ألا يكون حاضراً، وألا نستبق الأحكام والقرارات قبل إتمام التحقيقات». وفي السياق طالب ائتلاف«النصر» بإجراء تحقيق عادل في حادثة «الفرحاتية» بعيداً عن التوظيف السياسي، فضلاً عن إعادة النظر في خطط أمن المدن والقوى الماسكة له وتفعيل الجهد الاستخباري. إلى ذلك، قال بيان صادر عن مكتبه، إن الكاظمي بدأ أمس بزيارة العاصمة الفرنسية باريس، في مستهل جولة أوروبية تشمل بريطانيا وألمانيا، يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين لتعزيز العلاقات الثنائية، فضلاً عن بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
مشاركة :