القراءة …. غذاء العقول

  • 10/19/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الافتتاحية يُقالُ ” القراءةُ رياضة العقل وغذائه ” فبالقراءة نُحافظ على قوة وصحة العقل وذلك بتعزيز قدرة الدماغ وحمايته من أعراض الشيخوخة , فمن المعروف أن معرفة الانسان تزيد من خلال اطلاعه وتوسيع دائرة ثقافته بالاطلاع والاكتشاف والقراءة والترجمة لزيادة المخزون اللغوي , وإدراك ما يدور حوله . فالإنسان المثقف نستمتع بالجلوس معه أو الاستماع إليه، بل تمر الساعات معه وكأنها لحظات محدودة نظير تمكنه من الإقناع وكسب ثقتك بكل حديث يقوله , لذا فثقافة الاطلاع مهمة جداً في هذ العصر لكسب العديد من العلاقات الاجتماعية والتي أصبحت واجهة اجتماعية مهمة  لكل شخص يريد أن يكون محل ثقة وتقدير واحترام الأخرين . أدبيًا تُعد القراءة نقطة تحول كبيرة في حياة كل إنسان.. بها نسمُو، وبها نعلُو , وبها نُفكر , وبها نُخطط , وبها نحتلُ العالم أجمع , هي ميزان عُقُولنا , رصيدُنا المتبقي من ذاكرة الزمن البائس , الذي تحطمت مجاديفهُ وسط خذلان وذُلّ أنفسنا , تركنا الكتب , , مدوناتها , فأشغلتنا التطبيقات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي عنها  , هي المعدنُ البرّاق الذي تُقاس به الأمم فلا خير في أمةٍ لا تقرأ , ولا خير في عقول واهيةٍ أصبح همُها مِلءُ فُوهة معدتِها . القراءة هي المُتبقي من ذاك الماضي الجميل الذي يُذكرنا بتاريخ أبائِنا وأجدادنا وعلمائِنا .. فالذكرياتُ في غاية الروعة عنهم , فصفحاتهُم في الكتب خُلدت بماء الذهب .. بنوا ..فأحسنوا البناءَ ..  هي الصورة المذهلة التي نراها لهم عندما نقرأُ سِيرهُم وحياةِ قِصصهِم الماتعة . وجدانيًا القراءة عالمٌ جميلٌ من المتعة الفارهة وأقولها بشكل ممارس لها يوميًا فهي تنقل صاحبها إلى عالم آخر من الوعي والإدراك والتعرف وزيادة الوعي والثقة بالنفس لصقل الشخصية والتي تجعلنا على اطلاع  بالعديد من المعارف والمعلومات وأجمل ما فيها إحاطتنا بكل ما هو مفيد ، لأن القراءة تقضي على الفراغ الذي يُسبب الملل، وتُضفي جوًا من المتعة، وتُعطي للقارئ رأيًا سديدًا فيستمع الناس لنا بكل ثقة . لذا القارئ الحذق يقتنيّ كُتبه بعناية فائقةٍ لتغذية ثقافته وخياله وتمنحه أفكارًا واسعة المدى , فهو سوف يكتبُ ويُحلل ويناقش مواضيعًا عدة في كتاباته فقد يكتب رسالة إلى صديقٍ غاب عنه سنوات , فيها كلمات من العتب والاطمئنان عليه وعلى أسرته فقد يختلف أسلوب الكتابة بحسب الكتابة ومضمونها وثقافة الكاتب فكل ما نقرأه ينسابُ بِنا شعوريًا بكلمات خَطها حُبر قلمُنا على صفحاتٍ من الورق الأبيض بِكامل تفاصيل الحياةِ وألوانِ فُصولها . علميًا لقد أثبتت الدراسات العلمية أن القراءة قبل النوم من الأساليب المتبعة لدى الكثيرين منا للحصول على نوم هادئ فهي تساعد على الشعور بالنعاس ورغبة النوم كما أنها تعطي ذاكرة أفضل ومعلومات عديدة لأحداث وشخصيات وتواريخ وغيرها , وتمنح العقل ذاكرة أفضل حيث أنها تُنشئ نقاط تشابك جديدة في الدماغ تساعد على استدعاء الذاكرة على المدى القصير واستقرار حالته المزاجية. تاريخيًا إن أول كلمة نزلت من القرآن الكريم كانت كلمة “اقرأ”، فالقراءة هي الوسيلة لبلوغ الحكمة وكمال النضج العقلي، وهي التي تُحدث فارقًا كبيرًا في شخصية الإنسان، ليكون التمييز من خلالها سهلًا بين شخصية العالم والجاهل، لذلك لابد من الاهتمام بها وتعليم فلذات أكبدانا على القراءة الماتعة والمفيدة، ولعلنا نسردُ نموذجًا للجاحظ لحبه للقراءة وولعه وعلاقته بالقراءة واقتناء الكتب حالت حتى دون مواجهته لأعباء الحياة رغم فقره , ليشق سبيلهُ للمعرفة رغم كل الظروف المحيطة به . فحكى عنه أبو هفان الشاعر قائلًا: لم أرَ قط ولا سمعت من أحب الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ، , فإنه لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان، حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر. ثقافيًا لو اطلعنا على أبرز الكُتب في القراءة لوجدنا كتاب ” تاريخ القراءة من أروعها وأهمها ”  فمؤلفه هو الأرجنتيني ألبرتو مانغويل , شخصية شغوفة بالقراءة، وقد احترفها لبعض الوقت، إذ عمل قارئاً عند الأديب خورخيه لويس بورغيس، لأن هذا الأخير كان ضريراً كما هو معروف , وبعدما أمضى عمره وهو يقرأ ويجوب العالم بحثًا عن كل شاردة وواردة تتعلق بالقراءة والكتابة. وفي إهدائه الكتاب إلى القارئ، استخدم مانغويل سؤالاً كان قد طرحه الفيلسوف الفرنسي ديدرو: لكن من سيكون السيّد؟ الكاتب أم القارئ؟ ويؤكد مانويل أن القارئ هو السيّد في دلالة من على أهمية القراءة . ————————————————————– ميزان الثقافة القرائية تطور القراءة الرقمية لقد تعددت الوسائل المتاحة للقراءة من الكتب وغيرها إلا أن هناك أنواعًا من القراءة الرقمية مع تطور القراءة عبر الشاشات الرقمية وذلك بإمكانية القارئ التغيير في حجم الخط والمسافات بين الأسطر بالنسبة لكبار السن ومن يعانون من ضعف النظر وإمكانية القراءة بشكل أسرع وجهد أقل وزيادة معدل الفهم العميق. القراءة الصامتة هي القراءة التي تعتمد بشكل أساسي على العينين، فهي قراءة تفتقد إخراج أي صوت سواء مرتفع أو منخفض، ولا يقوم القارئ بتحريك شفتيه , لحصول القارئ على كم هائل من المفردات والمعاني، وتطوير الإمكانيات اللغوية . القراءة الجهرية هي عكس القراءة الصامتة وهي تقوم على النطق بالحروف وإخراجها من مخارجها، ويجب الالتزام بواقع الوقف الصحيح والقراءة , وهي تعتمد على القراءة بصوت مرتفع والتعبير عن المعاني التي يتم قراءتها من أجل الالتزام بالضبط الصحيح لحركات الإعراب. القراءة الحقيقية القراءة الحقيقيّة تُساعدُ القارئ على مواجهة العالم بثقة أكبر، كما تُعطيه قدرة أكبر على إيجاد الحلول المنطقية في حياته اليومية فمن المهم الوعي أكثر بأهميتها بوصفها غذاءً للعقل والروح وقاتلة للملل والفراغ. قراءة الاستماع تختلف هذه القراءة في مجملها لأنها تعتمد على عملية السمع فقط، وتلقي ما يتم سماعه من الآخرين، فهي وسيلة جيدة في الكشف عن المواهب، وكما تعتبر وسيلة فعّالة لذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة المكفوفين.   عماد الصاعدي رئيس التحرير     كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :