اقترب باريس سان جرمان الفرنسي كثيرا الصيف الماضي من التتويج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه عندما خسر النهائي بصعوبة امام بايرن ميونيخ الألماني (صفر-1)، وهو ما يجعله يدخل نسخة الموسم الحالي متطلعا إلى تحقيق الأفضل وسط مخاوف من قدرته على تكرار إنجاز الموسم الماضي. لعبت خبرة العملاق البافاري في المسابقة القارية العريقة دورا كبيرا في حسمه المباراة النهائية في 23 آب/أغسطس الماضي في لشبونة والتي ودعها بالدموع نيمار دا سيلفا، النجم البرازيلي للنادي الباريسي المملوك من دولة قطر في أول مباراة نهائية في تاريخه. بعدها بشهرين تقريبا، سيبدأ رجال المدرب الألماني توماس توخل الثلاثاء حملة تحقيق الحلم القاري على أرضهم أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي في قمة تعيد إلى الأذهان خروجهم المخيب على يد "الشياطين الحمر" من الدور ثمن النهائي للمسابقة العام الماضي. كان سان جرمان في طريقه الى بلوغ ربع النهائي بعدما فاز 2-صفر ذهابا في مانشستر، بيد أنه صدم إيابا بريمونتادا ضيوفه الذين فازوا 3-1 من ثلاثة أخطاء دفاعية، بينها ركلة جزاء جدلية في الوقت بدل الضائع. مباراة الغد تعيد ذكريات واحدة فقط من عدة هزائم مؤلمة للنادي الباريسي في مسابقة دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة، لكن الحقيقة هي أن باريس سان جرمان يجب أن يعتبر المرشح الأوفر حظًّا أمام مانشستر يونايتد وتصدر المجموعة الثامنة التي تضم أيضا لايبزيغ الألماني الذي بلغ دور الاربعة في النسخة الاخيرة للمسابقة، وباشاك شهير بطل تركيا. ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان هذا هو الموسم الذي سيذهب فيه نادي العاصمة حتى نهاية المشوار وإحراز اللقب الذي لطالما حلم به وتحديدا منذ ملكيته من شركة قطر للاستثمارات الرياضية والتي صرفت أموالا طائلة لضم النجوم من أجل جعل الفريق ثاني ناد فرنسي يحمل الكأس ذات الأذنين الطويلتين بعد مرسيليا. كان مدربه الألماني توخل أول من اشتكى من أن فريقه أضعف مما كان عليه الموسم الماضي، حيث رحل العديد من اللاعبين الأساسيين هذا الصيف، بالاضافة إلى أنه استهل موسمه الجديد مثقلا بالإصابات والإيقاف وحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد. - "أخرق ومتسرع" - رحل المدافع الأيمن الدولي البلجيكي توما مونييه والهداف التاريخي للنادي الدولي الأوروغوياني إدينسون كافاني بمجرد انتهاء عقديهما في حزيران/يونيو الماضي ولم يشاركا معه في الدورة المجمعة للمسابقة القارية في لشبونة. انتقل الاول الى صفوف بوروسيا دورتموند الالماني، والثاني إلى مانشستر يونايتد ومن المرجح أن يواجهه الثلاثاء. بقي القائد المخضرم البرازيلي تياغو سيلفا حتى المباراة النهائية في لشبونة وانضم بعدها الى تشلسي الانكليزي، لكنه اشتكى من أن المدير الرياضي للنادي الباريسي مواطنه الدولي السابق ليوناردو كان "أخرقا ومتسرعا" في رفضه لعرضه بالبقاء في صفوفه. وقال سيلفا "ليس معي فقط. كافاني هو أفضل هداف في تاريخ باريس سان جرمان. أنا أقول هذا حتى يتقدم النادي ولا يرتكب نفس الأخطاء في المستقبل". يبدو أن توخل يتفق مع هذا الرأي بالنظر إلى علاقته الصعبة على ما يبدو مع ليوناردو. وقال الألماني الذي ينتهي عقده الصيف المقبل، في وقت سابق من هذا الشهر: "سنفعل كل ما في وسعنا ولن نقبل أبدا الأعذار، لكن علينا مواجهة الواقع وهو أننا فقدنا لاعبين". وألمح توخل إلى احتمالية عدم فوز باريس سان جرمان باللقب القاري دون تعزيز صفوفه "إذا بقينا على هذا النحو لا يمكننا التحدث عن نفس الاهداف. ربما يمكننا المنافسة ولكن لا يمكننا أن نطلب نفس الأشياء من مثل هذا الفريق المنقوص عندما يتعين علينا مواجهة فرق مثل مانشستر سيتي وليفربول (الانكليزيان) وأتلتيكو مدريد (الاسباني)، التي عملت بقوة في سوق الانتقالات". وأردف الالماني (47 عاما) "في موسم مثل هذا، حيث سيخوض اللاعبون العديد من المباريات الدولية، ومع فيروس كورونا ومن دون فترة تحضيرية للموسم، ونظرا للجدول الذي لدينا، أنا قلق من أننا سندفع الثمن في تشرين الاول/اكتوبر، تشرين الثاني/نوفمبر، كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير". ورد ليوناردو قائلا "لم يعجبنا ما قاله. والنادي لم يعجبه ولم يعجبني أنا أيضا"، مضيفا "إذا قررت البقاء، عليك احترام سياسة النادي الرياضية والقواعد الداخلية والوضع في النادي". - تعاقدات جديدة متأخرة - تصريحات توخل دفعت النادي الى ابرام العديد من التعاقدات قبل إغلاق سوق الانتقالات الصيفية في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر، حيث ضم لاعبي خط وسط جديدين هما الدولي البرتغالي دانيلو بيريرا على سبيل الإعارة من بورتو والبرازيلي رافينيا في صفقة مدتها ثلاث سنوات من برشلونة الاسباني. كما تم الاستعانة بخدمات المهاجم الدولي الايطالي مويس كين على سبيل الإعارة من إيفرتون الانكليزي لتعزيز الهجوم الذي يقوده نيمار وكيليان مبابي إلى جانب الارجنتينيين انخل دي ماريا وماورو ايكاردي، لكن النادي لا يملك أسماء رنانة في خط الدفاع. تغلب باريس سان جرمان على نيم برباعية نظيفة الجمعة في افتتاح المرحلة السابعة، وكان الخامس على التوالي في دوري الدرجة الأولى الذي بدؤوه بهزيمتين متتاليتين، ومع ذلك تبقى علامات استفهام حول آفاقهم على المدى الطويل هذا الموسم. وسيعاني باريس سان جرمان في بداية مشواره القاري من غياب مجموعة من اللاعبين الذين يبتعدون منذ فترة عن الملاعب أبرزهم المدافع الأيسر الدولي الإسباني خوان برنات بسبب إصابة في الركبة. ومن المتوقع أن يغيب ثنائي خط الوسط الدوليان الإيطالي ماركو فيراتي والأرجنتيني لياندرو باريديس عن مباراة الثلاثاء بسبب الإصابة، فيما سيستفيد توخل من نجمه دي ماريا الذي يغيب عن المنافسات المحلية بسبب الإيقاف.
مشاركة :