طرابلس - استؤنفت الرحلات الجوية الجمعة بين العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي، وهما مقر السلطتين المتنافستين في البلاد، عقب عام ونصف العام من التوقف، في ما يبدو علامة تهدئة قوية بين المعسكرين. وتتنازع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج والمعترف بها من الأمم المتحدة وسلطة في شرق البلد بدعم من الجيش الوطني الليبي حول السلطة في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ 2011. وجرت معارك دموية بين الطرفين، لكن شهدت الأشهر القليلة الماضية عدة جلسات تفاوض برعاية الأمم المتحدة بهدف إنهاء الأزمة. وجاء في بيان لحكومة الوفاق الوطني، "أثمرت الجهود التي بذلها رئيس المجلس الرئاسي السيد فائز السراج، والنائب برئاسة مجلس الوزراء السيد أحمد عمر معيتيق، بنجاح لاستئناف الرحلات الجوية بين مطاري معيتيقة وبنينا" في بنغازي ثاني أكبر مدن البلد والواقعة على مسافة نحو ألف كلم شرق العاصمة. وأضاف البيان أن الاستئناف جاء "بهدف تسهيل حركة تنقل المواطنين بين المنطقتين الشرقية والغربية". وأفاد بـ"وصول طائرة شركة الخطوط الجوية الأفريقية صباح الجمعة لمطار بنينا الدولي تحمل على متنها وفدًا من الشركة ومصلحتي المطارات والطيران المدني". وانقطعت الرحلات التجارية بين المدينتين قبل عام ونصف، عقب اطلاق الجيش الوطني الليبي هجوما لتحريرطرابلس في نيسان/ابريل 2019 فشل في تحقيق هدفه بعد 14 شهرا من القتال بسبب الدعم التركي للمجموعات المسلحة سواء بالسلاح او المرتزقة. وتسيطر حكومة الوفاق الوطني والقوات الموالية لها على غرب البلاد في حين يسيطر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على الشرق وجزء من الجنوب. وتعيش ليبيا الثرية بالنفط حالة من انعدام الأمن منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 إثر ثورة شعبية. ورغم أن استئناف الرحلات الجوية يعكس جهودا للتهدئة، يواصل طرفا النزاع تبادل الاتهامات بتوظيف جماعات "إرهابية". وستتولى شركة الخطوط الجوية الأفريقية وثلاث شركات طيران ليبية أخرى التأكد من "مدى جاهزية شركاتهم لاستئناف الرحلات الجوية" بين المطارين، وفق بيان حكومة الوفاق الوطني.وألغت شركة الخطوط الجوية الأفريقية نهاية أيلول/سبتمبر رحلات بين مدينتي طرابلس وسبها (جنوب غرب) عقب انتشار جماعة مسلحة في مدرج مطار سبها لمنع الطائرات من الإقلاع. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان دعا خلال زيارة إلى الجزائر الخميس التقى خلالها الرئيس عبدالمجيد تبون إلى مشاركة أوسع لدول جوار ليبيا في البحث عن تسوية سياسية للأزمة القائمة فيها. وقال لودريان عقب لقائه الرئيس عبد المجيد تبون، إنّ "دور دول الجوار أساسي لأنها أولى الجهات المعنية بالمخاطر التي تشكلها هذه الأزمة ويمكنها أن تلعب دور استقرار مع الجهات الليبية على عكس تدخّل القوى الخارجية". وذلك في إشارة الى تركيا. واستؤنفت العملية السياسية الليبية في أيلول/سبتمبر الماضي، ومن المقرّر عقد المباحثات المقبلة في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر في العاصمة التونسية. وتعهّدت الدول الرئيسية المنخرطة في الأزمة الليبية - بمن فيها تركيا وروسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر - في كانون الثاني/يناير في برلين باحترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة ووقف جميع التدخّلات، وهي التزامات لم تحافظ عليها انقرة. وتمكن الفرقاء الليبيون من إحراز تقدم في مباحثاتهم سواء في المغرب او في مصر وسط آمال بالوصول الى تفاهمات واسعة حول الدستور ونظام الحكم وتقسيم الثروات تنهي الأزمة قريبا.
مشاركة :