صراعات بين قادة «نهضة» تونس على الأموال القطرية

  • 10/19/2020
  • 22:12
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تدور داخل حركة «النهضة» الإخوانية في تونس صراعات وانشقاقات، أشعلتها الأطماع الداخلية بين القيادات والكوادر، التي تنوعت بين رئيس الحزب راشد الغنوشى، الذي كشف عن وجهه الخفي ورغبته في البقاء على رأس الحركة، وأطماع القيادات والكوادر الإخوانية التي ترغب هي الأخرى في جمع المغانم والأموال القطرية ما يهدد بتصدع هذه الحركة.وظهرت مؤخرا تسريبات من داخل الحركة برهنت على وجود انشقاقات من شأنها إضعاف الجماعة الإخوانية، وتمثلت فيما سميت برسائل «مجموعة المائة»، وهي تيار داخل الحركة يهدد بالإطاحة بقيادة الحزب، حيث كشفت الرسائل المسربة نية رئيس الحركة الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2024، ما دفع تلك المجموعة إلى غلق باب التشاور والاتجاه نحو التصعيد، فالأمر بات يتجاوز مناكفات تنظيمية وصراعات على القيادة داخل الحركة، بل امتد إلى خلاف شديد أصبح على مرأى ومسمع من الرأي العام التونسي. أزمة غير مسبوقةالجميع بات يرى الغنوشي الشخصية التي تعاني أمراضًا «زعامتية» تجر الحركة نحو الهاوية والانشقاق، هكذا قال الإعلامي والمحلل السياسي التونسي لطفي العماري -في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط- المصرية حيث أكد أن حركة «النهضة» الإخوانية تعيش أزمة غير مسبوقة، وكل المعطيات تشير إلى أنها تسير نحو الانشقاق والتفتت والدليل على ذلك أن أحد قادتهم قال: نتوقع استقالة 30 من كبار قيادات الحركة.وأضاف العماري إن الغنوشي يصر على القيادة ودهس كل مَنْ يقف أمامه للبقاء على رأس النهضة، فيما يصر خصومه على الإطاحة به، أو يلتزم بالانسحاب من قيادة الإخوان بعد أن قضى دورتين متتاليتين، مؤكدًا: الحركة تسير نحو تصدع كبير لتصبح حزيبات إخوانية متناحرة تلهث على مغانم وشهوات السلطة وهذا سر الانقسام داخلها.وقال: الصراع داخل الحركة على مَنْ سيصبح رجل قطر الأول بعد الغنوشي، الذي لا يريد ترك منصبه مدى الحياة؛ ليصبح بذلك الصراع بين كهل يريد البقاء على رأس القيادة وبين كوادر إخوانية ساعية إلى تحصيل الأموال والمغانم. مشيرًا إلى أن المؤتمر المزمع عقده داخل الحركة أواخر العام الجاري، سيكون مؤتمرًا صوريًا وسيتم خلاله التمديد للغنوشي، وستكون الشرارة التي ستعصف بالحركة وتفتح باب الانشقاقات والاستقالات والانسحابات حتى داخل البرلمان، ومن ثم تتفرق قواعد النهضة بين حزيبات متصارعة فيما بينها.خلافات علنيةمن جانبه، قال المحلل السياسي التونسي بولبابة سالم إن الخلاف الداخلي في الحركة لم يعد خلافًا مستترًا، بل أصبح خلافًا معلنًا تتناوله كافة المنصات الإعلامية، موضحًا أن «مجموعة المائة» تضم قيادات بارزة من الصفوف الأولى، من بينهم مَنْ يتطلع لخلافة الغنوشي، ورسائلهم واضحة تطالب بتنحي رئيس الحركة عن القيادة، في المقابل يتجاهل الغنوشي كافة مطالبهم، ما خلق صراعًا قويًا وتصعيدًا وتراشقًا بالاتهامات بين الطرفين عبر صفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي ينذر بحجم الانشقاق الكبير في صفوفهم.وأكد أن الصراع سيحتدم في الفترة القادمة وصولا إلى المؤتمر، الذي سيشهد نقطة تحول كبيرة داخل الحركة، لأن «مجموعة المائة» تريد أن يعلن الغنوشي تنحيه قبل المؤتمر، وعلى الجانب الآخر يرغب الغنوشي والموالون له الاستمرار في القيادة؛ الأمر الذي سيدخلهم في صراع حاد من شأنه إحداث تصدع يغير معالم الحركة.فشل وانقساماتفيما قال المحلل السياسي أيمن العبروقي إن الانقسامات في صفوف الإخوان ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج للسياسات التحالفية، حيث إن الانقسامات ظهرت بعدما فشلت «النهضة» فشلًا ذريعًا في قيادة البلاد منذ 2011، بجملة من السياسات الخاطئة والتعيينات العشوائية، وتفاقم الصراع بين أجنحتها على المواقع ضمن السلطة السياسية وما تدره من أموال متأتية من الداخل والخارج، ولكن ما جد في الآونة الأخيرة هو أن تلك الخلافات باتت معلنة للجميع من خلال «مجموعة المائة»، التي خرجت للرأي العام تفضح ما يحدث في المطبخ الإخواني.وأضاف: الآن يريد الغنوشي فرض سطوته على الحركة والترشح مجددًا لقيادة (النهضة) مدى الحياة، ليعزز من الانقسامات الداخلية والصراعات، الأمر الذي دفع البعض داخل الحركة إلى إعلان استيائهم وفضح ما يحدث في الداخل ليتأجج الصراع بشكل كبير، وبات على الغنوشي إما أن يقر بأنه لن يترشح وإلا سيحدث انقسام كبير.ورأى المحلل السياسي التونسي، أنه إذا أقر المؤتمر التجديد مرة أخرى لراشد الغنوشي على رأس الحركة، سيحدث انقسام تاريخي داخليًا على غرار ما حدث لحزب «نداء تونس»، فالحركة تعيش وضعًا صعبًا للغاية، ينذر بتشرذم وانقسام غير مسبوق.

مشاركة :