بواخر وفنادق عائمة تجوب النيل بين أسوان والأقصر

  • 10/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مصر تحاول استعادة نشاطها السياحي من خلال إعادة تنظيم رحلات البواخر والفنادق العائمة في نهر النيل بين مدينتي الأقصر وأسوان في الجنوب، بعد فرض إجراءات وتدابير إضافية تضمن السلامة الصحية للمسافرين بمن فيهم الأجانب الذين رجعوا بأعداد قليلة إلى البلاد. الأقصر (مصر) – كان الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير، والروائية البريطانية أغاثا كريستي، من أوائل السياح الذين اكتشفوا مصر من خلال السياحة وسط نهر النيل الخالد، التي أطلقها توماس كوك في منتصف القرن التاسع عشر بعد أن أسس أول وكالة أسفار. ومنذ قيام توماس كوك بإطلاق الرحلات النيلية في مصر وحتى اليوم، يتواصل إقبال السياح من الأجانب والمصريين والعرب للقيام برحلات نيلية على متن البواخر السياحية والفنادق العائمة و”الدهبيات النيلية” العاملة بين مدينتي الأقصر وأسوان في جنوب مصر. وقد تجاوز عدد البواخر والفنادق العائمة، إلى جانب الدهبيات النيلية، والمطاعم العائمة أيضا، والتي تعمل ضمن ما يسمى بقطاع السياحة النيلية، قرابة 300 منشأة سياحية نيلية. وبعد توقف دام لشهور جراء جائحة كورونا، سمحت السلطات المصرية للبواخر السياحية والفنادق العائمة العاملة بين مدينتي الأقصر وأسوان، باستئناف الرحلات اعتبارا من الأول من شهر أكتوبر من العام الجاري. وبحسب وزارة السياحة المصرية، فقد تم فرض إجراءات وتدابير إضافية، حيث باتت البواخر السياحية والفنادق العائمة ملزمة بها للحصول على تصريح بعودة الإبحار في النيل، بما يحقق الحماية للسياح والعاملين من الإصابة بفايروس كورونا. ويواصل قطاع الرقابة على المنشآت السياحية والفندقية، بوزارة السياحة في مصر، فحص البواخر والفنادق العائمة، التي تقدمت بطلبات لتوفيق أوضاعها بما يتناسب مع الإجراءات الوقائية المتبعة في ظل جائحة كورونا، ومنحها تصاريح لاستئناف رحلاتها بالتنسيق مع وزارة الصحة. رحلات نيلية انطلقت بالفعل بين الأقصر وأسوان بطاقة إشغال نسبتها 50 في المئة من الطاقة الاستيعابية، وعلى متنها سياح من فرنسا وإسبانيا رحلات نيلية انطلقت بالفعل بين الأقصر وأسوان بطاقة إشغال نسبتها 50 في المئة من الطاقة الاستيعابية ووفقا لتصريحات عبدالفتاح العاصي، مساعد وزير السياحة في مصر للرقابة على المنشآت السياحية والفندقية، فإن لجان الفحص مستمرة في أعمال التفتيش تباعا على البواخر والفنادق العائمة، التي تقدمت بطلبات للحصول على شهادة السلامة الصحية المعتمدة للتشغيل مجددا، حيث يتم السماح بالتشغيل بنسبة إشغال 50 في المئة فقط من الطاقة الاستيعابية. وقال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية في صعيد مصر، إن وزارة السياحة حريصة على استعادة حركة السياحة النيلية إلى عملها مجددا، وتعمل على القيام بكافة الإجراءات التي تحقق عودة هذا القطاع السياحي المهم ببلاده لما كان عليه قبيل جائحة كورونا. وأشار إلى أن اجتماعا مهمّا عقد بين وزير السياحة خالد العنان، ومحمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، جرى خلاله بحث المشاكل المتعلقة بالقطاع السياحي على مجرى نهر النيل. وبحسب عثمان فقد وافق الوزيران خلال الاجتماع على استمرار تقديم الدعم للمنشآت السياحية والفنادق العائمة بمجرى نهر النيل وجدولة الديون المتأخرة على تلك المنشآت خلال السنوات الماضية، والتأكيد على حزمة من التوصيات تُبشّر بالمزيد من الخير لقطاع السياحة النيلية في مصر. ولفت رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بصعيد مصر، إلى أن هناك رحلات نيلية انطلقت بالفعل بين مدينتي الأقصر وأسوان وعلى متنها سياح يحملون الجنسية الفرنسية والإسبانية. ومن المعروف أن نهر النيل يحظى بمكانة خاصة لدى المصريين منذ قديم الزمان وحتى اليوم. الرحلات تعود إلى النهر الخالد بإجراءات وتدابير تحمي المسافرين السفر عبر النيل متعة قديمة وكما يقول رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أيمن أبوزيد، فإن مصر هي “هبة النيل”، وذلك كما قال المؤرخ اليوناني هيرودوت عند زيارته إلى مصر في القرن الخامس قبل الميلاد، وأنه منذ القدم وهب نهر النيل الحياة للقاطنين على ضفتيه، وهو اليوم يهب للسياحة المصرية المزيد من التفرّد الشيء الذي جعلها تتميز عن الكثير من المقاصد السياحية في بقية بلدان المنطقة. وأشار أبوزيد إلى أن نهر النيل كان مقدسا لدى المصريين القدامى، وكان القيام بأي أعمال تلوّث مياه النهر المقدس، تعتبر أعمالا محرّمة في عقيدتهم، وكانت مياه النهر تمثل جزءا أساسيا من طقوس العبادات وغسل الموتى لديهم، وقد تغنى المصريون القدامى بالنهر المقدس، وجعلوا له عددا من الآلهة والأرباب. ولفت رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، إلى أن المصريين ورثوا عن أجدادهم قدسية نهر النيل، وأقاموا له متحفا خاصا فوق ربوة جبلية بمدينة أسوان، يوثّق تاريخ النهر وكل ما يتعلق به من زراعات وحرف وأدوات صيد وملاحة نهرية، ويروي قصص تقديسه وآلهة وأرباب النيل، مرورا بمسار النهر الخالد في كل بلدان القارة الأفريقية. وقالت الناقدة والمترجمة المصرية، رشا سلامة، إن نهر النيل ارتبط بثقافة المصريين من خلال تاريخه، ومن خلال أفلام وأغانِ وأشعار وروايات محلية وعالمية. ومن بين الأفلام والأعمال الدرامية التي تشتهر بين المصريين فيلم “عروس النيل”، الذي يستحضر قصة عروس النيل في مصر القديمة والتي كانت تقدم قربانا للنهر ليفيض بمائه ويزداد فيضانه فتزيد رقعة الزراعات، وتتوفر الحبوب، وذلك بحسب الأساطير المصرية القديمة، إضافة إلى فيلم “صراع في النيل”، وهذان الفيلمان من بطولة الفنان الراحل رشدي أباظة وذلك إلى جانب المسلسل الدرامي “ومازال النيل يجري”. وتشير سلامة إلى الكثير من الشعراء الذين تغنوا بنهر النيل الخالد، وإلى الأغنية ذائعة الصيت للفنان محمد عبدالوهاب، التي كتب كلماتها الشاعر محمود حسن إسماعيل، والتي يقول فيها “سمعت في شطك الجميلِ ما قالت الريحُ للنخيلِ.. يسبح الطيرُ أم يغني ويشرح الحبَ للخميلِ”. وترى الناقدة والمترجمة المصرية سلامة، أنه وكما جذب نهر النيل الخالد عيون الشعراء، فقد جذب أقلام الكتاب والروائيين الأجانب مثل الروائية الشهيرة أغاثا كريستي أحد أشهر كتاب روايات الجريمة، والتي كتبت خلال رحلة نيلية لها على ظهر أحد البواخر السياحية بين مدينتي الأقصر وأسوان، روايتها المعروفة “موت فوق النيل”. ويذكر أن مدينتي الأقصر وأسوان، تشتهران بنمطين سياحيين في مصر، هما السياحة الثقافية المرتبطة بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، والسياحة النيلية، حيث تعمل العشرات من البواخر والفنادق العائمة في رحلات تستمر لمدة ليال بين المدينتين، مرورا بمدن إسنا وإدفو وكوم أمبو، وهو النمط الذي انضم له مؤخرا ما بات يعرف بسياحة “الدهبيات النيلية”، وهي سياحة تجتذب العائلات والساسة والمشاهير في بلدان أوروبا.

مشاركة :