أمر رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، اليوم (الإثنين) بفرض حظر التجول في كافة محافظات البلاد ابتداء من يوم غد (الثلاثاء). وقالت الرئاسة التونسية في بيان إن هذا الأمر جاء خلال "إشراف رئيس الحكومة صباح اليوم بقصر الحكومة بالقصبة على جلسة عمل بحضور وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، وعدد من القيادات الأمنية العليا". وأشارت إلى أن رئيس الحكومة "أذن لكافة الولاة (المحافظون) بإعلان حظر التجول بجهاتهم انطلاقا من يوم غد "، دون أن تُوضح أسباب هذا القرار، وما إذا كان حظر التجول نهاري أم ليلي، وتوقيت العمل به. لكنها لفتت في المقابل، إلى أنه تم خلال هذا الاجتماع التطرق إلى الوضع الصحي بشأن مرض "كوفيد-19"، و كذلك الأمني بالبلاد، ومدى امتثال المواطنين لإجراءات حظر التجول، والأحداث التي شهدتها مدينة الشابة من محافظة نابل، على خلفية قرار الاتحاد التونسي لكرة القدم تعليق نشاط فريق الهلال الرياض الشابي. ومع ذلك، رجح مراقبون أن يكون حظر التجول مُرتبط بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة لاحتواء مرض "كوفيد-19"، خاصة وأن عددا من محافظات البلاد، منها محافظات إقليم تونس الكبرى (4 محافظات)، سبق لها أن أعلنت حظر التجول الليلي في سياق التدابير المعمول بها للحد من انتشار هذا المرض. وتشهد تونس خلال هذه الفترة انتشارا سريعا لمرض "كوفيد-19"، الأمر الذي دفع وزير الصحة التونسي، فوزي مهدي، إلى التأكيد على أن بلاده دخلت في مرحلة عدوى مجتمعية تستوجب مزيدا من اليقظة والمتابعة. ودفع هذا الأمر العديد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني إلى مطالبة الحكومة بإعلان الحجر الصحي الشامل في البلاد، لكن رئيس الحكومة، هشام المشيشي، رفض ذلك، حيث إعتبر خلال حديث تليفزيوني بثته القناة الوطنية الأولى في ساعة متأخرة من مساء أمس، أن الحجر الصحي الشامل "غير ممكن حاليا". وأقر في حديثه، بأن "الوضع الصحي صعب جدا، ومرشّح لأكثر صعوبة"، ومع ذلك "لا يمكن التعاطي مع هذا المرض بحلول ظرفية مثلما تم في الفترة الأولى، وفرض حجر صحي شامل غير مجد بالنسبة لمجابهة "كورونا" في الوقت الحالي"، على حد تعبيره. وأضاف أن فلسفة إدارة الأزمة في هذه الفترة تُدار من الناحية العلمية من قبل اللجنة العلمية، وهي تقوم بمتابعة لتطور الوضع المرضي، وعلى ضوء تقريرها الحكومة تقرر الإجراءات"، لافتا في نفس الوقت إلى أن "مواجهة هذا المرض يجب أن تكون بالتباعد والالتزام بارتداء الكمامات. ولم تصدر وزارة الصحة التونسية، حصيلة جديدة لضحايا هذا المرض، علما وأن آخر حصيلة نشرتها مساء يوم (السبت) الماضي، تضمنت الأرقام المُسجلة أيام (الأربعاء) و(الخميس) و(الجمعة) الماضية، حيث تم خلالها تسجيل 114 حالة وفاة، و5 ألاف و752 إصابة مؤكدة. ورفعت تلك الحصيلة إجمالي عدد الوفيات المُسجلة في البلاد بسبب "كوفيد-19" إلى 626 وفاة، وإجمالي عدد الإصابات إلى 40 ألفا و542 إصابة، وذلك منذ ظهور هذا المرض في البلاد في شهر مارس الماضي.
مشاركة :