وفاة والد الطفل الفلسطيني الذي قضى حرقاً متأثراً بجروحه

  • 8/9/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

توفي أمس السبت (8 أغسطس/ آب 2015) سعد دوابشة والد الطفل الفلسطيني الذي قضى قبل أسبوع في حريق أضرمه يهود متطرفون، متأثراً بجروحه وشارك آلاف الفلسطينيين في تشييعه وسط مخاوف من أن تؤجج وفاته التوتر في الأراضي الفلسطينية. وكان الطفل الفلسطيني علي دوابشة (18 شهراً) قتل حرقاً في 31 يوليو/ تموز عندما ألقى متطرفون يهود من نافذة منزل العائلة التي تركت مفتوحة بسبب الحر، زجاجة حارقة ما أدى إلى اشتعال النيران في المنزل. أما والدة الطفل ريهام (26 عاماً) فهي مصابة بحروق من الدرجة الثالثة في كل جسمها تقريباً وما زالت في حالة حرجة في أحد مستشفيات إسرائيل، بينما بدأ الابن الثاني للزوجين أحمد دوابشة (أربعة اعوام) يتعافى ببطء. وقالت وسائل إعلام محلية إن الطفل لم يعد يخضع للتنفس الاصطناعي وفتح عينيه وتعرف على الأشخاص المحيطين به. وقالت الطبيبة مارينا روبنشتاين للإذاعة الاسرائيلية «لقد استعاد وعيه ويتواصل مع أقربائه، لكن وضعه لا يزال خطيراً وسيخضع للعديد من الجراحات على أن يلازم المستشفى لفترة طويلة». واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان أن سعد دوابشة هو «أحد ضحايا الإرهاب والتطرف والحقد الإسرائيلي الدفين على كل ما هو عربي وفلسطيني». وأكدت أن «المقاومة الباسلة في الضفة الغربية تتجهز للرد على جريمة استشهاد الرضيع علي وارتقاء والده اليوم (أمس) سيجعل المقاومة أشد حرصاً على إيلام العدو والثأر لدماء أبناء الشعب الفلسطيني». وفي لحظات تحول منزل العائلة الصغيرة في قرية دوما المحاطة بمستوطنات إسرائيلية في شمال الضفة الغربية، إلى رماد. وكتب على الجدران السوداء كلمة «انتقام» و»دفع الثمن» وهي العبارة التي يستخدمها المستوطنون وناشطو اليمين المتطرف الإسرائيلي. وتستند هذه السياسة الانتقامية إلى مهاجمة أهداف فلسطينية وعربية إسرائيلية وحتى جنود إسرائيليين. وهي تشمل هجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ويقول المستوطنون إنهم يردون بذلك على تدمير المستوطنات العشوائية التي تعتبر غير شرعية ليس في نظر الأسرة الدولية وحدها بل بموجب القانون الإسرائيلي أيضاً، وعلى القرارات الإسرائيلية التي يعتبرونها مخالفة لإرادتهم في الاستيطان في الأراضي المحتلة وإزالة أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية من «إسرائيل الكبرى». ويتهم الفلسطينيون مع منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان ومعارضين إسرائيليين السلطات الإسرائيلية بعدم التعامل بجدية مع هذا النوع من الهجمات ما جعل المسئولين عنها يفلتون من العقاب في أغلب الأحيان. إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو أعربت عن عزمها على ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة الذين وصفوا بـ «الإرهابيين»، على الرغم من أنها واحدة من الحكومات الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وفرضت السلطات الإسرائيلية الاعتقال الإداري للمرة الأولى منذ سنوات على يهودي متطرف. ويسمح هذا الإجراء بسجن المشتبه بهم بدون اتهام لفترة غير محددة. وهو يطبق عادة على الفلسطينيين. واعتقلت السلطات أيضاً مئير اتينغر الذي يشتبه بأنه يقف وراء أعمال العنف الأخيرة في الضفة الغربية. وإذا كان هجوم قرية دوما أثار استياء كبيراً في إسرائيل فلأنه حدث أيضاً غداة هجوم آخر شنه يهودي متطرف هاجم مسيرة مثليين في القدس ما أدى إلى مقتل فتاة وجرح خمسة اشخاص آخرين طعنا بسكين. واعتبر أنور دوابشة، أحد أقرباء العائلة، في حديث لـ «فرانس برس» أن «هذه الجريمة ارتكبها مستوطنون بالتوافق مع سلطات الاحتلال»، مشيراً إلى أنه «من المستحيل أن اسرائيل بجيشها وأجهزة استخباراتها ليس لديها حتى الآن أي معلومات حول الهجوم». وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن السلطة ستقدم ملف مقتل الطفل دوابشة إلى المحكمة الجنائية الدولية. والسبت شرح جثمان سعد دوابشة لتقديم أدلة جديدة إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتجمع آلاف الأشخاص بعد ظهر السبت للمشاركة في تشييع سعد دوابشة في دوما ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الطفل علي وعائلة دوابشة. ولف جثمان سعد دوابشة بالعلم الفلسطيني. وفي دوما وقرى فلسطينية أخرى يبدي مواطنون خشيتهم من اعتداءات جديدة من دون أي أمل بتلقي الحماية من القوات الإسرائيلية أو الفلسطينية، وخصوصاً أن قوات الأمن الفلسطينية ممنوعة من دخول أكثر من 60 في المئة من الضفة الغربية المحتلة ولا يمكنها أيضاً التحرك في غالبية المناطق الأخرى من دون ضوء أخضر إسرائيلي. ولذلك أعلنت السلطة الفلسطينية تشكيل «لجان شعبية» مؤلفة من مدنيين لحماية السكان. من جهته، دعا منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف إلى «تقديم مرتكبي هذا العمل الإرهابي أمام العدالة» لأنه لا يجدر السماح «للمتطرفين بتصعيد الوضع والسيطرة على جدول الأعمال السياسي».

مشاركة :