دبي في 20 أكتوبر / وام / استضافت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة علي وانغ الباحث والمستشار الصيني خلال محاضرة "مساجد الصين النشأة.. والتاريخ.. والحضارة" في استعراض تاريخي للإسلام في بلد تجاوز المليار نسمة. وطالب الباحث والمؤرخ المستشار جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بتعلم اللغة الصينية وتقوية الجانب البحثي مع الصين ..مؤكدا أن الأرشيف الصيني والمكتبات المنتشرة في أرجاء الصين تزخر بالكنوز التاريخية الإسلامية والعربية التي تتطلب منا البحث عنها وكشفها. قدم الندوة الدكتور حمادة هجرس بحضور عدد من المهتمين والإعلاميين يتقدمهم الباحثان التراثيان عبدالله بن جاسم المطيري و رشاد بوخش والأديب عادل المدفع والمستشار التراثي راشد بن هاشم والفنان والخطاط خالد الجلاف والإعلامي محمد صالح بداه . وقال المحاضر الدكتور حمادة هجرس إن الإسلام دخل إلى الصين عن طريق محورين : المحور البري الذي جاء إليها من الغرب وتمثل في فتح تركستان الشرقية في العصر الأموي في منطقة كاشغر، وفي أواخر القرن الأول الهجري وصلت فتوحات "قتيبة بن مسلم الباهلي" الحدود الغربية للصين، وعلى الرغم من أن الفتوحات الإسلامية لم تتوغل في أرض الصين إلا أن طريق القوافل بين غرب آسيا والصين كان له أثره في انتشار الإسلام عن طريق التجار في غربي الصين وعرف هذا بطريق الحرير وكان من أسباب انتشار الاسلام حول المنطقة. وأضاف أن المحور الثاني هو المحور البحري وتمثل في نقل الإسلام إلى جنوبي وشرقي الصين ففي نهاية عصر الخلفاء الراشدين وتحديدا في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وصل وفد من التابعين إلى الصين في سنة 21 هجرية ثم توالت البعثات الإسلامية على الصين حتى بلغت 28 بعثة في الفترة ما بين 31 هجرية - 651 ميلادية و 184 هجرية - 800 ميلادية وتوالت البعثات الدبلوماسية والتجارية على الصين عبر هذا المحور البحري وأخذ الإسلام ينتشر عبر الصين ابتداء من الساحل الجنوبي. وذكر علي وانغ أن الإحصائيات الرسمية للحكومة الصينية تشير إلى أن عدد المسلمين في الصين بحدود 24 مليون نسمة بينما تقول إحصائيات غير رسمية أن عددهم يتجاوز 120 مليون نسمة من 10 قوميات . وأضاف وانغ أن المسلمين تمكنوا من الاندماج في المجتمع الصيني خلال فترة الحكم المغولي في الصين وحتى الآن وعلى الرغم من اندماج العرب المسلمين في الصين مع كافة الفئات والشرائح والديانات المختلفة المنتشرة في المجتمع الصيني إلا أنهم تمكنوا من المحافظة على العادات والتقاليد الإسلاميّة والتمسك بشرائع الدين الإسلامي الأمر الذي ساعدهم في تولي مناصب عالية ومهمة في عهد الدولة المغوليّة بالإضافة إلى الظهور والانتشار السريع للفن الإسلاميّ في الصين وحرص المسلمون على تثبيت أنفسهم في مختلف مناطق الصين من خلال المصاهرة مع الأسر المسلمة في الصين من الصينيين والعرب وغيرهم من الأجانب. وأوضح أنه يوجد في الصين نحو 35 ألف مسجد منها 24100 مسجد في مقاطعة شينجيانج وحدها بينما يوجد في العاصمة بكين 70 مسجدا وبنيت المساجد في الصين وفق هندسة معمارية تنقسم إلى نظامين أحدهما مسجد بهيكل خشبي يعكس الطراز المعماري الصيني التقليدي الذي ينتمي إلى الهندسة الإسلامية مع اللمسة التراثية الصينية والآخر مبني على الطراز المعماري العربي القائم على المواد المحلية وتم بناء وإعادة بناء أغلب المساجد الصينية القائمة منذ عهد سلالة تانغ وسونغ ويوان ومينغ وتشينغ.
مشاركة :