أكدت هيئـة تقـويم التعليـم والتدريـب، أهمية تعزيـز جـودة التعليـم والتدريـب، عبـر معاييـر التقويـم والقيـاس والاعتمـاد، وتطبيقهـا بمـا يسـهم إيجابيًّا فـي الاقتصاد الوطنـي، من خلال الارتقاء بنواتج التدريب؛ للمساهمة في تحقيق رؤية 2030 على أرض الواقع، عبر تحفيز منشآت التدريب لرفع جودتها، وتعزيز كفاءة رأس المال البشري، وكفاءة الإنفاق وتحقيق التنافسية والجودة العالمية، والعمل على أن توائم مخرجات التدريب مع ما يحتاجه سوق العمل من وظائف ومهن جديدة، وبما يلبي تطلعات المتدربين وأصحاب العمل وصناع القرار. وأشارت الهيئة، ممثلة في المركز الوطني لتقويم واعتماد التدريب “مركز مسار، إلى أن معاييـر الاعتمـاد المؤسسـي للتدريب قد طورت وفـق منهجيـة شـاملة، بـدأت بتحليـل قطـاع التدريـب فـي المملكة وتحديـد الاحتياجـات، عبـر ورش عمـل، وتقاريـر ودراسـات اسـتقصائية، كمـا روجعت الممارسـات الدوليـة الرائدة فـي مجـال التدريـب، واسـتندت المنهجيـة إلى فحـص مجموعـة متنوعـة مـن الوثائـق والتقاريـر والملاحظـات الـواردة مـن أصحـاب المصلحـة الرئيسـيين بشـأن الوضـع الراهـن لقطـاع التدريـب؛ حيث اتضـح أهميـة تعزيـز الارتبـاط مـع سـوق العمـل وضـرورة رفـع الاهتمـام بالاسـتدامة، إضافة لعـدد مـن نقـاط التركيـز الأخـرى ذات الأهميـة، وقد طبقت المعاييـر بشـكل تجريبـي عبر منصة تفاعلية إلكترونية. وتسـتهدف المعاييـر المحدثة منشـآت التدريـب فـي القطـاع الحكومـي والقطـاع الخـاص والقطـاع الثالـث، التـي تقـدم الخدمـات التدريبيـة وتسـعى إلى تحقيـق معاييـر الجـودة التـي مـن شـأنها تقديـم خدمـات مميـزة للمسـتفيدين، والإسـهام فـي إعـداد الكـوادر الوطنيـة وبنـاء القـدرات، كما تهدف معايير الاعتماد المؤسسي للتدريب -في إصدارها الثاني- إلى دعم منشآت التدريب لمواصلة تطوير عملياتها وتكوين ثقافة تقييم ذاتي محفزة للتطور المستمر، وتحقيق تطلعات سوق العمل، وردم الهوة بين قطاع التدريب ومتطلبات جهات التوظيف، والارتقاء بمستوى جودة المتدربين في قطاع التدريب بالمملكة، وتعزيز التجربة التدريبية لدى المتدربين في منشآت التدريب، ورفع جودة المدربين ودعم مسار التطوير المهني المستمر، وتحقيق التكامل في أنظمة وعمليات الجودة الداخلية في المنشآت التدريبية، ووضع خط أساسي واضح لجودة عمليات التدريب في قطاع التدريب، وإتاحة درجات متفاوتة من الحرية للجهات التدريبية لتشجيع الابتكار في العمليات التدريبية، والتخطيط والتنفيذ المستمر والمواءمة مع سوق العمل، مع تحقيق الفاعلية والاستدامة على مستوى كل منشأة. ويعمل “مركز مسار” مع كل الشركاء والمنشآت التدريبية للانطلاق في عمليات تطبيق المعايير المحدثة، وبناء ثقافة للجودة في قطاع التدريب على المستوى الوطني، وتتكـون مراحـل عمليـة الاعتمـاد المؤسسـي مـن مرحلتيـن، همـا: مرحلـة التأهـل للاعتمـاد، ومرحلـة الاعتمـاد المؤسسـي؛ حيث تتضمـن ثمانيـة معاييـر رئيسـية، و37 معيـارًا فرعيًّا، وسيتبع ذلك مشروع قيد التطوير حاليًّا مع الجهات المعنية، لبناء معايير الاعتماد البرامجي للتدريب؛ بهدف مراجعة واعتماد البرامج المنتهية بمؤهل؛ لإعطاء أصحاب العمل، والمتدربين وصناع القرار تصورًا واضحًا ومستقلًا عن كل برنامج تدريبي بما في ذلك جودة مخرجاته، ولتعزيز التميز والتنافسية بين البرامج والجهات المقدمة لها، من حيث مستويات الجودة والمواءمة مع سوق العمل، وبما يخدم قطاع التدريب في المملكة.
مشاركة :