مسيرات المعارضة تهاجم عمران خان والجيش في باكستان

  • 10/22/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت باكستان بوم الجمعة الماضي مسيرتَين للمعارضة ضد حكومة عمران خان وسيطرة الجيش الباكستاني المطلقة على النظام السياسي المحلي كله، إذ تشكّل هذه الاحتجاجات بداية حقبة من الاضطرابات السياسية الكبرى في البلاد، وتطرح المعارضة الموحّدة تحديات صعبة على خان وقائد الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا. في 16 أكتوبر تطرّق نواز شريف إلى أول مسيرة جمعت 11 حزباً من المعارضة تحت راية تحالف "الحركة الديمقراطية الباكستانية" في مدينة "جوجرانوالا" في مقاطعة "البنجاب" الباكستانية عبر رابط فيديو من لندن، فكثّف زعيم "الرابطة الإسلامية الباكستانية" هجومه على الجيش الباكستاني واعتبر باجوا والملازم فايز حميد، رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني النافذ، العقل المدبّر وراء انتخاب عمران خان في عام 2018، وأضاف شريف: "الجنرال قمر جاويد باجوا هو الذي أنهى حكومتي، لقد زوّر الانتخابات في عام 2018 وفرض عمران خان غير الكفؤ على البلد، الجنرال باجوا هو المذنب المباشر ويجب أن يقدم تفسيراً لما حصل، ويقف فايز حميد أيضاً وراء هذه الأحداث". ليست المرة الأولى التي يتّهم فيها شريف الجيش بالتدخل في السياسة الباكستانية، فقد استهدف هذه المؤسسة سابقاً خلال اجتماع متعدد الأطراف شَهِد أيضاً على نشوء "الحركة الديمقراطية الباكستانية" في الشهر الماضي، لكنها المرة الأولى التي يذكر فيها باجوا وحميد بالاسم. نظّمت "الحركة الديمقراطية الباكستانية" مسيرة أخرى في عاصمة باكستان التجارية "كراتشي" في 18 أكتوبر، وتزامن هذا التحرك أيضاً مع الذكرى الثالثة عشرة للهجوم الذي أودى بحياة زعيمة "حزب الشعب الباكستاني" ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في تلك المدينة، وفي المسيرة عمد فضل الرحمن العضو البارز في "جمعية علماء الإسلام" ورئيس "الحركة الديمقراطية الباكستانية"، إلى مهاجمة خان بدوره، وقال ابن بوتو ورئيس "حزب الشعب الباكستاني" بيلاوال بوتو زرداري إن خان يجب أن يتذكر حياة ومصير الحكام الدكتاتوريين الآخرين، ثم أضاف: "لن يكون مصيرك مختلفاً عنهم"! تمثّلت "الرابطة الإسلامية الباكستانية" بابنة شريف ورئيسة الحزب مريم نواز وزوجها صفدر عوان، نقيب متقاعد في الجيش، وشخصيات أخرى، وفي تحوّل دراماتيكي للأحداث غرّدت مريم نواز في صباح 19 الجاري: "الشرطة حطّمت باب غرفتي في الفندق الذي كنت أقيم فيه في كراتشي واعتقلت النقيب صفدر"، ومنذ ذلك الحين انتشرت أخبار مفادها أن عوان اعتُقِل بتهمة "انتهاك حرمة" ضريح محمد علي جناح في المدينة. ورغم تجدّد هجوم المعارضة على خان والجيش الباكستاني، يشكك المراقبون السياسيون حتى الآن بقدرة هذه الحملة على إحداث تغيير حقيقي في إسلام أباد، وتكثر الأسئلة أيضاً حول صِدْق نوايا رئيس "الحركة الديمقراطية الباكستانية" فضل الرحمن كزعيم ملتزم بمبادئ الديمقراطية، ويعوّل أعضاء التحالف المعارِض على احتمال حصول انشقاق واسع، فإذا قرر الجيش التخلي عن خان، فقد يوصل الرحمن إلى السلطة، لكن ذلك يعني أن يتسلّق هذا الأخير على أكتاف الأحزاب الأخرى المشارِكة في التحركات الراهنة للوصول إلى الحُكم. على صعيد آخر، كان لافتاً أن تستعمل مريم نواز لهجة تصالحية تجاه الجيش خلال مسيرة "كراتشي"، على عكس والدها، ونتيجةً لذلك ثمة احتمال في أن تعقد صفقة مع الجيش في مرحلة معينة من المستقبل، أو ربما يقوم والدها بصفقة مماثلة. يبدو أفضل سيناريو بنظر الكثيرين حماسياً وبعيد المنال في آن، وهو يقضي بعودة الجيش الباكستاني إلى الثكنات العسكرية نهائياً تحت ضغط "الحركة الديمقراطية الباكستانية" التي انطلقت منذ الشهر الماضي. *أبهيجنان ريج*

مشاركة :