جدّدت دول «مصر واليونان وقبرص» إدانة التجاوزات التركية في شرق البحر المتوسط بغرض التنقيب عن الغاز، مؤكدين أنهم قدموا نموذجًا ناجحًا في ترسيم الحدود فيما بينهم، جاء ذلك خلال الجولة الثامنة من اجتماعات قادة الدول الثلاث، أمس الأربعاء، في العاصمة القبرصية نيقوسيا في إطار آلية التعاون التي تجمع دولهم.وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، إنه تم خلال جلسة المباحثات الثلاثية مناقشة سبل التصدي للسياسات الاستفزازية في شرق المتوسط، وانتهاكات قواعد القانون الدولي، والتهديد بالقوة المسلحة، ودعم التطرف والإرهاب. مضيفًا إنه تم أيضًا مناقشة سبل تحقيق السلام في منطقة شرق المتوسط. وتابع السيسي: أكدنا ضرورة التصدي للسياسيات غير القانونية وجددنا دعمنا لمساعدة نيقوسيا لحل الأزمة القبرصية وتوحيد شطري الجزيرة.حل شاملكما تطرّق الرئيس المصري إلى التطورات في ليبيا، وأكد أن الحل السياسي الشامل الذي يعالج كافة جوانب الخلل في الأزمة الليبية يظل هو السبيل الأوحد لتحقيق الاستقرار بهذا البلد، وفقًا لما تم الاتفاق عليه في مسار برلين وإعلان القاهرة الصادر في يونيو 2020؛ وشدد على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وضرورة خروج كافة القوات الأجنبية منها، وتفكيك الميليشيات الإرهابية ونزع أسلحتها، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة.وأشار السيسي إلى أن مباحثاته في قبرص ركّزت على مختلف جوانب وتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط؛ حيث تم الاتفاق على ضرورة استمرار الجهود لتسوية القضية الفلسطينية على أساس مقررات الشرعية الدولية، وإنهاء حالة الجمود الراهنة واستئناف المفاوضات سعيًا لتحقيق هذا الهدف المنشود.وحدة سورياوبشأن الوضع في سوريا، قال إنه أشار إلى أن استئناف الحوار بين كافة الأطراف على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 يمثل المرجعية الرئيسية للتسوية السياسية بكافة مكوناتها وعناصرها، وأعرب عن إدانته أي تواجد عسكري غير مشروع على الأراضي السورية أو مساعٍ لتغيير التركيبة السكانية بمناطق الشمال السوري، وجدّد التأكيد على دعم وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.وقال إن المحادثات تطرقت أيضًا إلى قضية المهاجرين، ولفت إلى أن مصر لا تستغل قضية المهاجرين لابتزاز شركائها الأوروبيين «كما تفعل دول أخرى».ويرى الرئيس المصري أن منتدى غاز شرق المتوسط ساهم في وضع إطار للتوافق على محددات ومشروعات مشتركة في مجال الغاز، مؤكدًا أن اجتماع أمس شهد مناقشات بنّاءة وتوافقًا حول قضايا المنطقة.مرتزقة تركيامن جانبه، أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أن تركيا تزيد من التوتر وتقوّض الاستقرار الإقليمي وتتدخل في سوريا وترسل مرتزقة إلى ليبيا وإلى إقليم كاراباخ.وقال أناستاسيادس: أكدنا على ضرورة اتخاذ إجراءات قوية ضد كل مَن يدعم الجماعات المسلحة والإرهابية في المنطقة. مشيرًا إلى أن العلاقات الثلاثية ليست ضد أي دولة، وإنما تهدف للسلام والاستقرار في شرق المتوسط.كما دعا تركيا لاحترام القوانين الدولية وعدم انتهاك السيادة القبرصية. ووصف عمليات التنقيب التي تقوم بها تركيا في مياه اليونان بشرق المتوسط بأنها «غير قانونية».وأوضح الرئيس القبرصي أنه تمت مناقشة دعم وتعزيز التعاون الثلاثي في مجالات عدة، خاصة الطاقة، مشيرًا إلى ترحيبه بإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، مؤكدًا على ضرورة وقف تدفق الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط.تجاوزات أنقرةبدوره، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: لا نريد إقصاء تركيا ولكن سلوكها يؤدي لذلك.وأدان ممارسات القيادة التركية، مؤكدًا أنها تظلم الشعب التركي. محذرًا من أن أنقرة تتسبب بمخاطر في شرق المتوسط، مبينًا أن النظام التركي يتبع سياسة توسعية تهدد المنطقة، ويواصل انتهاك القانون الدولي وتقويض القانون. وتابع قائلًا: ممارسات تركيا أدت لمشاكل داخل حلف الناتو، ونطالب دول الاتحاد الأوروبي بوقف بيع السلاح لتركيا».يُذكر أن أنقرة صعّدت خلافاتها مع أثينا ونيقوسيا حول التنقيب عن الغاز والنفط في مناطق متنازع عليها في البحر المتوسط بإرسال سفن تنقيب وإقامة مناورات عسكرية في شرق المتوسط، ردًا على توقيع اليونان وقبرص اتفاقية مشتركة لترسيم الحدود مع مصر في شرق المتوسط، تقصيها من الاستفادة من خيرات في هذه المنطقة الاقتصادية المهمة.
مشاركة :