تعوّل حملة بايدن على "نجومية" أول رئيس أسود للولايات المتحدة وشعبيته لزيادة الإقبال على التصويت في صفوف الناخبين الشباب والمتحدرين من أصول إفريقية، والذين يعدّون شريحة أساسية من شأن كسب الديمقراطيين تأييدها أن يعزّز بشكل كبير حظوظهم بالفوز بالرئاسة. وكان إقبال الأمريكيين من أصول إفريقية على التصويت في انتخابات 2008 و2012 قياسيا، لكنّه تراجع في انتخابات 2016، ما ساهم في فوز ترامب على حساب منافسته حينها هيلاري كلينتون. والثلاثاء وجّه أوباما تسجيل فيديو للناخبين الشباب، قال فيه إن "أحد أكثر الأمور إلهاما هذا العام هو رؤية هذا العدد الكبير من الشبان الأمريكيين ينظّمون بحماسة (معركة) التغيير ويناضلون من أجله"، وتابع أوباما "جيلكم يمكن أن يكون الجيل الذي يخلق في أمريكا واقعا جديدا أكثر إنصافا يعامل فيه النظام الجميع بشكل متساو، ويمنح فرصة للجميع". وقال أوباما "هناك حراك متنام من أجل العدالة والمساواة والتقدّم في عدد كبير من القضايا"، وإن "ذاك الزخم لن يستمر إلا إذا فزنا في الانتخابات"، وتابع "انا أعرف جو أكثر من أي شخص آخر تقريبا"، وأضاف "أنا على ثقة بأنه سيكون رئيسا عظيما"."مسألة وجودية" على الرغم من أن الرئيس الجمهوري أمضى القسم الأكبر من ولايته في محاولة التخلّص من الإرث السياسي لسلفه، إلا أن الرئيس السابق لا يعتبر الانتخابات "مباراة ضغينة مع ترامب"، وفق كبير المستشارين الاستراتيجيين السابق لأوباما ديفيد آكسلرود. وصرّح آكسلرود لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن أوباما "يرى في الأمر مسألة وجودية للبلاد وللديمقراطية"، واعتبر أن توفير الديمقراطيين دعم أوباما الميداني لبايدن حتى هذه المرحلة كان خيارا استراتيجيا.دونالد ترامب وباراك أوباما: أيهما ألحق الهزيمة بتنظيم داعش؟ترامب يتجول في أمريكا للحشد وأوباما يعقد تجمعاً لدعم نائبه السابق"ليس جدياً" و"غير كفوء" وسيء".. تبادل شديد للانتقادات بين ترامب وأوباما وقال آكسلرود "كان من الذكاء عدم الإفراط في استغلال" شعبية أوباما، موضحا أن الديمقراطيين استعملوا ورقة أوباما في "حملات رقمية موجّهة تحديدا لدوائر انتخابية يحتاجون فيها إلى رفع نسب مشاركة الشبان وأصحاب البشرة الملونة".ترامب يصمم على أن جائحة كوفيد-19 باتت شبه منتهية وفي حين غاب بايدن في الأيام الأخيرة عن الأضواء، سعى ترامب لاستعادة الحماسة التي كانت سائدة في صفوف الجمهوريين قبل أربع سنوات، وذلك عبر تنظيم تجمّعات في الولايات التي ستشهد معارك انتخابية حامية. وهو يجمع في خطابه التفاؤل، إذ يواصل التأكيد على أن جائحة كوفيد-19 باتت شبه منتهية، والتركيز على إلصاق تهمة الفساد ببايدن واتّهام نجله هانتر بالاستفادة من منصب والده لإبرام صفقات. والأربعاء ردّت كامالا هاريس التي اختارها بايدن نائبة له، على الهجمات التي تستهدف نجل بايدن خلال زيارة تجريها في كارولاينا الشمالية لحضّ الناخبين على الاقتراع المبكر. وقالت هاريس "من الأمور التي أحبّها في بايدن عدم مهاجمته أولاد الآخرين أو تطرّقه إليهم". وكان من المفترض ان ترافق السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا زوجها إلى كارولاينا الشمالية، لكن مشاركتها في التجمّع ألغيت احترازيا بسبب "سعال" لا تزال تعاني منه منذ إصابتها بكوفيد-19. ويشارك ترامب الأربعاء في تجمّع انتخابي في غاستونيا في كارولاينا الشمالية، لكن حملة بايدن تتّهمه بمخالفة توصيات مكافحة فيروس كورونا في الولاية. وحتّى الآن، أدلى 40 مليون أمريكي على الأقل بأصواتهم وفق مرصد الانتخابات في جامعة فلوريدا، ويشكّل هذا الرقم نحو 30 بالمئة من إجمالي المقترعين في انتخابات 2016. ومن بين الذين اقترعوا بشكل مبكر السناتور عن يوتاه ميت رومني، العضو الجمهوري الوحيد في مجلس الشيوخ الذي صوّت لصالح إدانة ترامب في المحاكمة التي كانت ترمي لعزله. وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية رفض رومني الإفصاح عن هوية المرشّح الذي صوّت له، لكنّه قال "لم أصوت للرئيس ترامب".
مشاركة :