د. عبدالمجيد الجلاَّل: تَقَاعَسَ المجتمعُ الدولي فرُفعَ الحظر!

  • 10/22/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت إيران في تحقيق اختراق دولي مهم ، لجهة رفع حظر تصدير واستيراد السلاح عنها ، وتمكينها كما قال وزير دفاعها ، من تلبية احتياجاتها من السلاح، وتصدير ما لديها من سلاح ، لحلفائها في المنطقة ، وأضاف : لدينا تفاهمات عسكرية مع روسيا والصين ، لمرحلة ما بعد انتهاء حظر التسلح ! وكانت إيران قد وقعت عام 2015 ، مع الولايات المتحدة ، وروسيا ، والصين ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وألمانيا ، اتفاقا لتسوية قضية برنامجها النووي ، وقد نص الاتفاق، على رفع العقوبات الدولية عن طهران ، وإلغاء الحظر على تسلحها في غضون 5 سنوات، وقد تضمن ذلك في سياق القرار الأممي 2231 الصادر من مجلس الأمن الدولي .وفي محاولة ، لمنع رفع الحظر ، تقدمت إدارة الرئيس تـرامب بمشروع ، لتمديده، ولكن ، من المؤسف جداً ، أنَّ 11 دولة من أعضاء مجلس الأمن ، ومنها ، فرنسا ، وألمانيا ، وبريطانيا ، قد امتنعت عن التصويت على المشروع الأميركي، كما عارضته روسيا والصين. ولم تصوّت عليه، إلا دولة واحدة هي جمهورية الدومينيكان .من جهتها ، وعلى الفور ، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية _ التي انسحبت من الاتفاق النووي في 2018 _ فرض عقوبات إضافية على بعض المصارف الأساسية في إيران بشكل فردي، ووضع العالم أمام خيار التعامل معها أو مع إيران. كذلك ، قامت إدارة الرئيس ترامب ، بتفعيل آلية «سناب باك» والتي تنص على إعادة فرض جميع العقوبات الأممية على إيران إذا انتهكت التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وتتأهب لمنع روسيا والصين من الإقدام على أي محاولات لانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران ، وهي بالمناسبة ، عقوبات اقتصادية قاسية ، تأتي ضمن سياسة الضغوط القصوى التي تعتمدها حيال طهران، والتي تسببت بتراجع كبير لقيمة الريال الإيراني في مقابل الدولار. ولكن حلفاء أمريكا الأوروبيين اعتبروا أنَّ الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي ، يجعلها تفقد الحق في إعادة تفعيل آلية سناب باك ، فلا يحق لها بالتالي إعادة فرض العقوبات.من جهته ، وبَّخ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حلفاء بلاده الأوروبيين واتهمهم ، بمساندة إيران ، وتشجيعها ، على التمرد على القرارات الدولية ، وخلق الفوضى والنزاعات في المنطقة. على كل حالٍ ، وعلى إثر رفع الحظر عنها ، أدعت إيران أنَّها قد ألحقت خسارة تاريخية بالولايات المتحدة ، التي فشلت ، على الرغم من كل محاولاتها ، وخطواتها غير القانونية ، لإدامة فرض حظر السلاح ، وفق الادعاء الإيراني !لقد استثمرت إيران تقاعس المجتمع الدولي في فرض إرادته ، بتمديد الحظر ، بإعادة تخطيط منهجها في التسلح ، فقال وزير الدفاع الإيراني إنَّ انتهاء حظر التسلح ، فرصة كي نستورد احتياجاتنا من الأسلحة ونصدر أسلحتنا للآخرين !! وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان أصدرته ، إن رفع حظر التسلح سيسمح لإيران باستيراد وتصدير السلاح وإجراء التعاملات المالية المرتبطة بذلك وفقا لسياساتها الدفاعية. كما كشف مسؤول رفيع في الصناعات العسكرية الإيرانية ، عن استعداد بلاده لتصدير أسلحة بمليارات الدولارات خلال العام الحالي ، والاستمرار في إعداد وبناء منظوماتها الدفاعية والهجومية ، وتحديداً ، في المجالات الجوية ، والصواريخ ، والمعدات البحرية ، والمروحيات ، وأجهزة الرادار، والاتصال ، والقتال البري ، كما ستواصل تطوير قدراتها الصاروخية ، وطائراتها المسيرة، التي نجحت من خلالها ، في تأكيد دورها في تأزيم المنطقة. إذن ، العالم ، والمنطقة ، ستعاني كثيراً ، من مشاريع التسلح الإيرانية الجديدة ، بعد سنوات من تحجيم قدراتها العسكرية ، وإضعافها ، وخاصة في الدول التي ترتبط معها بميليشيات ، كاليمن ، والعراق ، وسوريا ، ولبنان، ومن شأن ذلك إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار ، في هذه الدول ، الخاضعة ، للهيمنة الإيرانية القاسية ! خلاصة القول ، تقاعس المجتمع الدولي ، ومجلس الأمن ، في لجم الطموحات الإيرانية العدوانية ، سيؤدي إلى إشاعة الفوضى والأزمات ، ليس في منطقة الشرق الأوسط ، فحسب ، بل في مناطق عالمية واسعة ، وعندئذٍ ، سيدفع العالم كله أثمان تقديم مصالحه الضيقة ، على أمن واستقرار العالم.

مشاركة :