استضافت المملكة اجتماع الطاولة المستديرة التشاوري الذي عُقد لمناقشة إطلاق الهيئة الاستشارية المقترحة من قبل منظمة الأمم المتحدة، والتي ستسند إليها شؤون الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك الاجتماع افتراضيًا ضمن أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة بالرياض، وكجزءٍ من المناقشات الأولية حول إمكانية تشكيل هيئة استشارية للأمم المتحدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي الموثوق به والآمن والمستدام، بما يدعم حقوق الإنسان ويحقق السلام والازدهار. وبدأ الاجتماع بشرح موجز من ممثلة الأمم المتحدة، يو بينغ شان، عن خطة الأمم المتحدة و رؤية الأمين العام. وأوضح نائب مدير مركز المعلومات الوطني، مشاري المشاري, أنه لا يمكن الفصل ما بين البيانات والذكاء الاصطناعي فالأولى هي الوقود والثانية هي المحرك. بدوره، بيّن مدير الجامعة الأمريكية في السليمانية العراق البروفيسور بروس فيرغسون, أن الذكاء الاصطناعي قد يحسن جودة التعلم ويمكن الوصول إليه بسهولة. من جانبه، أكد مدير الذكاء الاصطناعي في معهد ألان تورينغ في بريطانيا، أدريان ويللر, أنه يجب مشاركة الجميع في مستقبل هذه التقنيات لأنها ستؤثر على حياتهم. وتُعد المملكة العربية السعودية عضواً مساهماً في مشاورات الخبراء التي ستشكل مرحلة استشارية قبل التشكيل المقترح للهيئة التي ستتبع الأمم المتحدة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، تحدث في وقتٍ سابقٍ عن خارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة في شكلٍ تقريرٍ حول التعاون الرقمي، وأعلن نيته بدء المناقشات حول تشكيل هيئةٍ استشارية تضم مختلف الجهات المعنية تقود التعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. وتتألف الهيئات الاستشارية التابعة للأمم المتحدة عادة من الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة المعنية، والشركات المهتمة، والمؤسسات الأكاديمية، ومؤسسات المجتمع المدني. ويقع على عاتق كل عضوٍ توفير المعرفة والأفكار حول الموضوعات المتخصصة التي تُعنى بها الهيئة، والوصول إلى موقف مشترك بشأن الأولويات والتوصيات التي ستتم مشاركتها مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وقد رصدت خارطة طريق الأمم المتحدة الخاصة بالتعاون الرقمي فجوة في التنسيق والتعاون والحوكمة الدولية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، على الرغم من الاهتمام الكبير بالتكنولوجيا لدى مختلف الجهات المعنية في كافة أنحاء العالم. ويسلط تقرير الأمم المتحدة الضوء على الحاجة إلى مزيد من المناقشات حول الذكاء الاصطناعي، لا سيما فيما يتعلق بالمخاوف الأخلاقية والمعنوية، بما في ذلك تجنب مخاطر اتخاذ الآلات لقراراتٍ تتعلق بحياة وموت البشر. وأقر التقرير بنقص التمثيل والشمولية في المناقشات العالمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، فضلاً عن الحاجة لمزيدٍ من التنسيق لضمان تمكين كافة الدول من الوصول إلى المبادرات الحالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وأشار التقرير إلى أن القطاعات الحكومية ستستفيد من القدرات والخبرات الإضافية للمشاركة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستطلاع مجالات الرقابة أو الإدارة الوطنية لاستخدام هذه التقنيات. وفي أحد محاور القمة قال رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي: نعتز في المملكة العربية السعودية باستضافة هذا النقاش التشاوري حول تشكيل هيئة استشارية تُعنى بمجال الذكاء الاصطناعي وتتبع الأمم المتحدة، حيث تلتزم المملكة بدعم المجتمع الدولي والمساهمة في المناقشات العالمية لبلورة مستقبل الذكاء الاصطناعي للبشرية جمعاء. وتأسست الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي عام 2019م، وهي مؤسسة حكومية تعتمد المعايير العالمية تُعنى بتطوير برامج الذكاء الاصطناعي وأنظمتها في المملكة العربية السعودية، وقيادة الابتكار العالمي، وتمكين التنمية الاقتصادية بمساندة الذكاء الاصطناعي. وتستضيف الهيئة خلال الفترة القادمة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وهي منصة دولية تجمع صناع القرار والخبراء والمختصين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة من داخل وخارج المملكة، بما في ذلك الشركات التقنية الرائدة والمستثمرين ورجال الأعمال تحت شعار "الذكاء الاصطناعي لخير البشرية".
مشاركة :