وداعاً .. صاحب الفضل والعطاء

  • 8/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نؤمن جميعًا أن الموت هو الحقيقة الوحيدة التي يجمع البشر جميعًا عليها، وأنه البلد الذي لم يرجع منه غائب، ولذلك كانت كلمات جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم "عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعمل ما شئت فإنك مجزيّ به". رحل عن عالمنا بالأمس رجل عرف عنه الاخلاص، وحب الوطن فهو وجيه معروف عنه العطاء لكل من حوله انه الشيخ علي بن عبدالله الجفالي، هذا الرجل صاحب البسمة الوضيئة التي لا تفارق وجهه رحل بعد حياة زاخرة بالعطاء، وصنيع المعروف والصدقة الجارية، فقد كانت حياته أنموذجًا صادقًا للمواطن السعودي الناجح الذي يحمل بين جوانحه كل معاني الرجولة والأخلاق الكريمة، ولم يكن ليمضي هذا الحدث دون أن نوفي الرجل حقّه علينا، وذلك بما خلفه من أعمال تشهد بثقل ميزانه ونصاعة صفحته، فلقد دخل الراحل معترك العمل الخيري ليصبح من رموزه ونظر نظرة ثاقبة الى الحاجات الملحة والضرورية للمجتمع فكان من أعماله "جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية" تلك الجمعية ذات الهدف الانساني والتنموي الرائد في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة هذه الفئة التي تحتاج للرعاية والتأهيل حتى ينتظموا ضمن نسيج المجتمع، فما أعظمه من عمل وما أزكاه عند الله عز وجل. ولم تتوقف مسيرة العطاء المؤسسي الخيري في حياة الشيخ علي بن عبدالله الجفالي لتقف عند هذا الحد بل كانت زاخرة، ومضيئة لتكتمل المسيرة فكانت "مؤسسة الشيخ علي بن عبدالله الجفالي الخيرية" مؤسسة أخرى تضاف الى ما تقدم، تخدم المجتمع المدني وتؤدي دورًا بارزًا وشاملا لشرائح المجتمع على كافة الصعد من دعم مادي ثابت، واطعام، وكساء، وتحمّل نفقات علاج وتعليم ودعم لجمعيات ومراكز خيرية ماديًا لتؤدي دورها الخدمي في كافة انحاء المملكة، ولا يقف دورها عند هذا الحد بل قامت بدورها في التكوين الفكري والثقافي للمجتمع فكان من أعمالها اقامة المسابقات القرآنية في الجامعات السعودية، وخدمة التراث الإسلامي في مجال النشر فقامت بطباعة كتاب "الكشف والبيان في تفسير القرآن الكريم" للإمام الثعلبي. كل ذلك هو قليل من كثير قدمه الشيخ علي بن عبدالله الجفالي ذلك الرجل الذي خلف إرثًا عظيمًا من الخير والعطاء الذي يبقى ذكره ويجعل منه الغائب الحاضر فإن كنّا قد فقدناه جسدًا فقد وجدناه عملاً، كما ترك رحمه الله ذرية طيبة صالحة لهم الأخلاق العالية، والسمات الطيبة والمكانة الرفيعة والأعمال الخيرة.. حفظهم الله جميعًا وبارك فيهم، وكم يصعب علينا أن نقول وداعًا إلاّ أنّ سنة الحياة تجعلنا نقولها رغمًا عنّا "وداعًا، صاحب الفضل والعطاء" نسأل الله تعالى لنا ولجميع المسلمين حسن الخاتمة، ونسأل لفقيدنا الشيخ علي بن عبدالله الجفالي الجنة، كما نسأله سبحانه لأهله وذويه الصبر والسلوان.. "إنّا لله وإنّا إليه راجعون".

مشاركة :