زي النهاردة.. ثورة القاهرة الأولى 1798

  • 10/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم 22 أكتوبر عام 1798 وقعت ثورة القاهرة الأولى، وذلك عندما سمع المصريون بهزيمة الفرنسيين أمام أسوار عكا وقدوم أسطول العثمانيين إلى أبي قير استجمعوا قوتهم وثاروا على المحتل يوم 22 أكتوبر 1798 أي بعد نحو 4 أشهر من قدوم الاحتلال.ومن أسباب خروجهم قتل الفرنسيس لمحمد كريم حاكم الإسكندرية لاتهامه بالعمل ضد الوجود الفرنسي في مصر، فرض الفرنسيين ضرائب على الشعب وتدقيقهم في إحصاء الممتلكات الشخصية، هدم نابليون لابواب الحارات، وانهزام الفرنسيين في موقعة النيل أمام الاسطول الإنجليزي وسماع المصريين بأن الباب العالي أرسل جيشًا لفتح مصر.خرج المصريون بكل ما لديهم من سلاح وشوم وحراب على الجنود الفرنسيين يقتلوهم، وتحصنوا بأسوار الحارات وفي الأزقة ونصبوا المتاريس على مداخلها، ولكن فاتهم أن يحتلوا الأماكن المرتفعة المطلة على الحارات، فسارع نابليون باحتلالها ونصب مدافعه فوق مآذن جامع السلطان حسن وانهالت القنابل منه ومن القلعة على جامع الأزهر مبعث الثورة وكل ما يحيطه من بيوت وحوانيت.استمر الضرب حتى المساء حتى تدخل أعضاء الديوان الذي شكله نابليون من المشايخ المتعاونين مع الفرنسيين فركب المشايخ إلى كبير الفرنسيس ليرفع عنهم هذا النازل ويمنع عسكره من الرمي المتراسل ويكفهم ما انكف المسلمون عن القتال. فقبل نابليون وقف الضرب ولكنه أرسل جنوده إلى الأزهر فدخلوا الجامع يخيولهم عنوة وربطوها بصحنه وكسروا القناديل وحطموا خزائن الكتب ونهبوا ما وجدوه من متاع، ولم يخرجوا منه إلا بعد أن ركب الشيخ محمد الجوهري إلى نابليون وطلب منه متوسلًا أن يخرج جنوده من الجامع الأزهر فقبل نابليون.ولكن هذا المشهد البربري هو أعمق مشهد في الحملة الفرنسية طوال فترة وجودها في مصر فهو مشهد غاص في أعماق الذاكرة المصرية حتى اليوم وصبغ رؤية المصري للاحتلال الفرنسي والأوروبي بصفة عامة. وحكم على ثلاثة عشر شيخًا من الأزهر بالاعدام وأعدم الكثير ممن قبض عليهم ومعهم سلاح وقدر عددهم بنحو ثمانين شخصًا من قادة الثورة إلى جانب الكثيرين من عامة الشعب، وكتب نابليون في مراسلاته لرينييه يقول "في كل ليلة نقطع نحو ثلاثين رأسًا أكثرها لزعماء الثورة وفي اعتقادي أن هذا سيعلمهم درسًا نافعًا".وعا المصريون الدرس وعرفوا أن الاحتلال هو الاحتلال مهما تلون بألوان مبهجة من تقدم علمي أو إداري أو تنظيمي فالتقدم إن لم يأت بأيدي وعقول أهل البلد فسوف يأتي تفضلًا من السيد المحتل إلى العبيد أو يأتي مشروطًا بخلع عباءة الهوية المصرية.

مشاركة :