في وقت يعيش لبنان بلا حكومة، يذهب إلى مفاوضات لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. مسؤولون لبنانيون سابقون وحاليون وضعوا المفاوضات في إطار المنفعة الاقتصادية في حال التوصل لاتفاق ترسيم الحدود، فيما تكشف مصادر إسرائيلية عن جوانب سرية في هذه المحادثات. وعُقدت الجولة الأولى من المحادثات لفترة وجيزة في مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)، في بلدة الناقورة اللبنانية عبر وساطة أمريكية، الأسبوع الماضي. والهدف المعلن لهذه المحادثات هو حل الخلاف حول الحدود البحرية، بما في ذلك حقول الغاز المحتملة في البحر الأبيض المتوسط. ووصفها وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو في وقت سابق من هذا الشهر بأنها «تاريخية». قواعد اللعبة شبكة «سي إن إن» الأمريكية نقلت عن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق تمام سلام قوله اليوم، إن مفاوضات لبنان الجارية مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية ستغيّر قواعد اللعبة إذا تم الاتفاق عليها، ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الاقتصاد اللبناني. وقال سلام، لبيكي أندرسون في برنامج Connect The World: «يجب أن نكون قادرين على الاستمتاع بهذا المورد، والذي سيكون بالتأكيد عامل تغيير قواعد اللعبة، وسيكون له تأثير إيجابي على اقتصادنا». وقال سلام: «نحن نراقب تطورات الغاز والنفط في منطقة شرق البحر المتوسط مع الدول الأخرى المحيطة بنا، الذين يجتمعون معاً ويعملون على إيجاد حلول موحدة ومربحة لمشاكلهم». لكنّ مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين قللوا من شأن أي آمال في أن تكون هذه المحادثات بداية لعملية سلام أو تطبيع للعلاقات بين البلدين. يقول سلام: «نعم، لقد تعاملنا مع هذا الأمر بحذر شديد لأنه وضع حساس للغاية. آمل أن ننجح وهذا يعتمد أيضاً على ما إذا كان الطرف الآخر يريد بجدية التوصل إلى اتفاق صالح ومستدام في هذا الشأن». دور باسيل مصدر أمني إسرائيلي كبير، كشف اليوم عن انخراط وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل بالمفاوضات معها بشأن ترسيم الحدود. ووفق موقع «العين الإخبارية» نقلت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي عن مصدر أمني قوله إن «باسيل، زعيم التيار الوطني الحر، وصهر الرئيس ميشال عون، اضطلع بدور سري كبير في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود بينهما». وبحسب المصدر، أجرى باسيل لقاءات عدة مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين في دول مختلفة لبحث ملف الترسيم، من دون تسمية تلك الدول. وفي تلك اللقاءات «تعهد باسيل بالحصول على موافقة (حزب الله)، وعمل مع الجانب الأمريكي على إبقاء الملف بيد رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتابع الموضوع مع الأمريكيين عبر وسطاء في واشنطن من أصول لبنانية». وفيما يلتقي الجانبان اللبناني والإسرائيلي مرة ثانية أواخر أكتوبر الجاري، يبقى السؤال قائماً: هل هي مفاوضات «ترسيم حدود» أم أكثر من ذلك؟. ربما نحتاج لبعض الوقت لتتّضح الأمور، بحسب مراقبين يرى بعضهم أن وراء الأكمة ما وراءها. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :