علق الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك المساعد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، على انتشار ظاهرة السرقة بأسلوب الخطف وأخرهم حادث فتاة المعادي، قائلا: انتشرت في الأيام الماضية ظاهرة الخطف والسرقة بأسلوب انتقامى به سحل وركل وتعذيب للضحايا، وعندما تبحث الظاهرة من منظور نفسى نجد أن هؤلاء الجناة يعانون من اضطرابات شخصية مضادة للمجتمع ونظمه وتقاليده وأعرافه، والملامح أو السمات التى تميز الشخصية المضادة للمجتمع نجدها شخصية منزوعة الضمير، ولا تبالى بالقيم والأعراف ولا الدين لديها قدرة على اختراق القوانين والنظم وتتلذذ بالإيقاع بالضحايا وتعذيبهم وإيقاع الألم بهم لاتخشى العقوبة. وتابع "فخري": غالبا يصاحب تلك الشخصيات الإدمان على المخدرات وارتكاب جرائم جنسية بشكل انتقامى، فالشخصية المضادة للمجتمع تتمتع بالسادية أى التلذذ بعذاب الآخرين، فالمشاعر منعدمة لديهم، ولا يعرف التواصل، وإذا قدر لا يعفى، وغالبا ما تتنشر تلك الشخصية بين مروجى الشائعات والاستيلاء على المال العام وتخريب ممتلكات الغير، ويتفننون في اختراق القانون ويتمتعون بنسب ذكاء عالية تمكنهم من ارتكاب جرائمهم باحترافية وقدرة عالية ويمارسون أساليبهم الإجرامية حتى مع أقرب الناس لهم منزوعى الضمير والأخلاق، ونجد أن هذا الاضطراب بدأ يترسخ في الشخصية كاضطراب من سن الثامنة عشرة، وغالبًا تمتلىء مؤسسات الأحداث بتلك النماذج من الشخصية المضطربة. وأشار إلى أن أساليب التنشئة داخل البيت لها دور أساسى في تغلغل تلك السمات ونمو تلك الاضطرابات سواء في الذكور أو الإناث، فغالبا ما نجد ان تلك الشخصيات نمت في أسر، الأب فيها مدمن لا يلتزم بالأخلاقيات أو الأعراف، ولديه انحلال خلقى وأنانى متمركز حول نفسه، متمرد على البيئة المحيطة به، يستبيح المحرمات من شذوذ وجنس محرم وأموال الغير، يبعد كل البعد عن القيم الدينية وممارسة شعائر وأخلاقيات الأديان السماوية، ويثمن قيمة المادة والبحث عنها بالطرق غير المشروعة، ودائما تلك الشخصيات تقع بالضحايا الأضعف ومنعدمى الحيلة وقليل الخبرة والفطنة.وأضاف أستاذ علم النفس وتعديل السلوك أن تغليظ العقوبة فقط على تلك النماذج ليس هو الحل، بل هناك بجانب العقوبة إعادة تعديل سلوكيات تلك الشخصيات من خلال التأهيل وتطبيق الثواب والعقاب على السلوكيات الصادرة من تلك الشخصيات، وتدريب تلك الشخصيات على حرف أو مهن تنمى لديهم الإحساس بالقيمة والدور المجتمعية من خلال عمل شريف، مع التركيز على برامج الوقاية من خلال اكتشاف تلك النماذج منذ الصغر والعمل على إعاده تشكيل سلوكياتهم بشكل إيجابي.
مشاركة :