يتجدد في كل موسم للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب نادي ريال مدريد الأسباني لكرة القدم، طموح الفوز بجائزة الكرة الذهبية، لأفضل لاعب في العالم، والتتويج في البطولات مع النادي «الملكي». والتحدي الأبرز الذي يواجهه النجم البرتغالي في الموسم الجديد، هو تحطيم رقم الهداف التاريخي لريال مدريد، المهاجم السابق راؤول غونزاليس، برصيد 323 هدفاً، وكما أشارت التقارير، فإن فارق 9 أهداف يفصل بين رونالدو وطموحه الجديد لا سيما وأن رصيده الحالي مع «الملكي» يبلغ 314 هدفاً قبل انطلاق موسم 2015- 2016. وتحدثت تقارير إعلامية، عن أن ثمة أسباباً فنية من شأنها مساعدة رونالدو على تحطيم رقم راؤول بسهولة، وزيادة رصيده من الأهداف في الموسم الجديد. وفي قراءة فنية، أشارت التقارير الى أن تغيير مركز رونالدو من لاعب جناح إلى رأس حربة صريح، كما لمّح مدرب الفريق الجديد رافايل بينيتيز، سيسهل كثيرا مهمة تسجيل الأهداف على رونالدو بسبب اقترابه من منطقة الجزاء التي سجل منها 41 هدفاً في الموسم الماضي. التحول التكتيكي كثيرا ما تردد في وسائل إعلامية مختلفة، أن من أبرز اللمسات التي من الممكن أن يضعها بينيتيز على الهيكل التكتيكي لريال مدريد هو تغيير مركز رونالدو من الجناح الأيسر إلى مركز رأس الحربة الصريح، ليحل مكانه في الجهة اليسرى الويلزي غاريث بايل ليتمكن هذا الأخير من اللعب في المركز المفضل له. ويتنبأ بعض المحللين بأن تلك الصيغة التكتيكية في هذة التركيبة الهجومية الجديدة المحتملة لريال من شأنها ان تساعد رونالدو على تسجيل عدد أهداف أكثر، كونه سيصبح على مقربة من منطقة الجزاء. ولعل صف صحيفة «ماركا» الاسبانية، البرتغالي بالمهاجم الصريح يعد دليلاً على تلك القراءة الفنية لمستقبل رونالدو الهجومي. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هو السبب الذي جعل رونالدو يسجل هذا العدد الهائل من الأهداف وهو يلعب في مركز الجناح الأيسر؟. ولماذا لم يقم البرتغالي جوزيه مورينيو أو الإيطالي كارلو انشيلوتي عندما دربا «الملكي» على تغيير مركز رونالدو من الجناح إلى رأس الحربة إذا كان ذلك يساعده على زيادة غلة أهدافه في الموسم ؟. في جميع المواسم التي لعبها رونالدو مع ريال تحت قيادة مورينيو أو انشيلوتي، كان يتمركز في الجناح الأيسر سواء في رسم الأول التكتيكي 4-2-3-1 أو في خطة الثاني 4-3-3، إذا اعتمد المدربان في الجمل التكتيكية عند بناء الهجمات على تحول رونالدو من الجناح الأيسر إلى مركز المهاجم الثاني. وهذا التحول التكتيكي هو ما يساعد اللاعب ويضعه وجها لوجه أمام حراس المرمى لهز شباكهم. اصرار مورينيو وانشيلوتي على تمركز رونالدو في الجهة اليسرى لم يكن عبثاً تكتيكياً، فحين يتوغل النجم البرتغالي داخل منطقة الجزاء من تلك الجهة العكسية لقدمه اليمنى ستكون زوايا التسديد أكثر، وفرصة التسجيل أكبر فضلاً عن المساحة الخالية التي سيتقدم بها من الخلف بفضل تحركات (رأس الحربة) المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة. ففي كرة القدم الحديثة الأفكار التكتيكية التي يضعها المدربون في الخطة الفنية هي التي تجعل اللاعب أقرب لمنطقة الجزاء، وهي التي تجعله أكثر قابلية لتسجيل الأهداف. قراءة في الأرقام ربما عدد الأهداف التي سجلها رونالدو من منطقة الجزاء، تعتبر الوقود الذي يدفع بوسائل الإعلام الأسبانية لحث بينيتيز على تغيير مركز «الدون» من الجناح الأيسر الى مركز رأس الحربة، ولكن تبقى الأرقام مجرد معلومة، ويبقى السر الأهم في تفسيرها. في ذات مرة صرح مورينيو بأن ريال مدريد يلعب من أجل أن يقوم رونالدو بتسجيل الأهداف. ولعل في تحليل مضمون هذا التصريح، تلميح دقيق على أن سر تفوق رونالدو في التسجيل ليس بسبب المركز بدليل أن رأس الحربة يشغله بنزيمة، ولكن الفضل يعود لتحركات لاعبي الفريق عند بناء الهجمات. كما أن ثمة استدراك آخر يقف في طريق لغة الأرقام التي يعتمد عليها من يدفع باتجاه تحويل رونالدو لرأس الحربة، بحجة عدد أهدافه من منطقة الجزاء فكم عدد الأهداف التي سجلها رونالدو من ركلاات الجزاء ؟. ربما يريد بينتينز تحويل مركز رونالدو، ولكن ليس من الضروري أن يساهم تغيير مركزه في زيادة عدد أهدافه، فتحطيم رقم راؤول قادم لا محالة، ولكن تخطي عدد 61 هدفاً في الموسم الواحد، يحتاج أن ننتظر ماذا سيفعل رونالدو في منطقة الجزاء إذا تم تغيير مركزه الى رأس حربة صريح.
مشاركة :