متابعة : صفاء العبد مع اقتراب موعد انطلاقة منافسات موسم الكرة الجديد تبقى الأنظار شاخصة نحو السد باعتباره أحد أبرز أقطاب الكرة القطرية وواحدا من الفرق التي تمتلك حظوظا كبيرة على صعيد المنافسة بقوة على أبرز ألقاب الموسم ومنها لقب النسخة الرابعة والأربعين لدوري النجوم الذي بات يطرق الأبواب .. فالحديث عن الألقاب والإنجازات الكبيرة لا يمكن أن يكون حديثا واقعيا ومتكاملا دون الحديث عن السد .. هذا الفريق الذي ينفرد بالعديد من الأرقام القياسية على صعيد الألقاب الكبيرة حيث حقق ما لم يحققه غيره حتى الآن فكان بطلا للدوري ( 13 ) مرة ، وبطلا لكأس سمو الأمير ( 15 ) مرة ، ثم بطلا لكأس سمو ولي العهد ( 5 ) مرات قبل أن تتحول الى مسماها الجديد " كأس قطر " .. والى جانب كل ذلك ينفرد السد أيضا في كونه قد حقق للكرة القطرية ما لم يحققه غيره عندما توج بلقب دوري أبطال آسيا مرتين إضافة الى إحرازه المركز الثالث في كأس العالم للأندية خلف برشلونة الإسباني وسانتوس البرازيلي قبل خمسة أعوام .. ولأنه كذلك فإن من المنطق طبعا أن يستحوذ الفريق على كل هذا الاهتمام من قبل المراقبين الذين يبحثون عن الجديد الذي يمكن أن يعزز به " الزعيم " مساعيه وتطلعاته للموسم الجديد لا سيما وأن السد ، بات يتحدث اليوم وبكل قوة عن عزمه على استعادة لقب الدوري ، الذي كان قد فقده قبل موسمين لمصلحة لخويا ، الى جانب حرصه على الدفاع عن لقبه كبطل لأغلى الكؤوس ، وكذلك السعي الى ظهور أفضل وأقوى في النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا بعد أن كان قد ودع النسخة الحالية في دور الستة عشر على يد فريق لخويا .. غير أن السؤال هنا هو .. ما الجديد في السد .. ؟ الإجابة تكاد تكون محدودة جدا لكنها في غاية الأهمية .. فالإضافة الوحيدة في الفريق ، الذي ظل متمسكا بمدربه المغربي حسين عموته ، تمثلت باستقطابه لنجم عالمي كبير هو الإسباني تشافي القادم من صفوف برشلونة حيث سيكون المحترف الرابع في صفوفه الى جانب ثلاثة محترفين متواصلين في تواجدهم معه وهم الجزائري نذير بلحاج والكوري الجنوبي جونج سوو لي والبرازيلي موريكي .. ومع أن هناك من كان ينتظر متغيرات أخرى على مستوى المحترفين في هذا الفريق إلا أننا نرى أن ما فعله كان عين الصواب خصوصا وأن محترفيه الثلاثة يتمتعون بإمكانات طيبة وبإمكانهم أن يخدموا الفريق بالشكل المطلوب الى جانب أن الإبقاء عليهم يعكس شكلا من أشكال الاستقرار الفني الذي يمكن أن يمهد لمسيرة أكثر ثباتا وأفضل مستوى خلال الموسم الجديد .. غير أن الثبات على المحترفين في الفريق لم ينعكس على لاعبيه المحليين .. فقد غادر الفريق اثنان من لاعبيه المهمين وهما المهاجم يوسف أحمد الذي انتقل الى العربي ، والمدافع المهدي علي الذي انضم الى صفوف الغرافة .. ومع أن الجهاز الفني للفريق أدرى بمدى حاجة الفريق الى مثل هذين اللاعبين إلا أننا نرى أن ابتعادهما عنه يمكن أن يمثل خسارة كبيرة لـ" الذيابة " بحكم ما يمتلكه كل منهما من إمكانات تؤهلهما فعلا لخدمة أي فريق يلعبان في صفوفه .. واذا ما كان بالإمكان القبول برحيل يوسف أحمد لسبب أو لآخر فإن رحيل المهدي علي قد يثير التساؤل فعلا لأن الكل يعلم بأن الفريق يعاني من نقص حقيقي في قدراته الدفاعية ، فما بالك بلاعب يجيد اللعب في مركزي قلب الدفاع والظهير الأيمن ..؟ قد يرى البعض أن وجود الكوري سوو لي وابراهيم ماجد ومحمد كسولا يمكن أن يعوض عن غياب المهدي علي لكننا نتحدث هنا عن موسم كامل وطويل قد يواجه فيه الفريق إصابات أو غيابات لسبب أو لآخر مع الإشارة أيضا الى أن السد يعاني أصلا من بعض المشاكل على مستوى إمكاناته الدفاعية وهو ما كان يجعلنا ننتظر منه تعزيز إمكاناته في هذا الجانب وليس التخلي عن ركيزة مهمة من ركائزه الدفاعية .. ومع ذلك نعود لنقول إن أهل مكة أدرى بشعابها وإن الجهاز الفني هو من يحدد حاجة الفريق هنا أو هناك رغم إصرارنا على أنه قد يكون بحاجة الى تطعيم صفوفه بلاعب أو أكثر في الدفاع وكذلك بلاعب أو أكثر يجيد اللعب في مركز الارتكاز دون الاعتماد فقط على بلحاج وطلال البلوشي لا سيما وأننا جميعا نتذكر كيف عانى الفريق في وسطه في تلك الحالات التي كان يغيب فيها طلال البلوشي بسبب الإصابات في بعض مباريات الموسم الماضي .. نقول ذلك ونحن ندرك طبعا أن السد ، الذي عودنا في مواسم سابقة على أن يكون متخما بالعديد من الأسماء الكبيرة وبدكة بدلاء حافلة بلاعبين لا يقلون قدرة عن زملائهم الأساسيين ، ما زال يعاني على ما يبدو من مشكلة ضعف دكته وبالتالي قلة خيارات مدربه ولكن دون أن نقلل في مثل هذا القول من إمكانات لاعبيه الشباب الذين قد نشهد لهم حضورا أكبر ودورا أكثر فاعلية في الموسم الجديد حيث نرى أن الفريق سيكون أكثر حاجة هذه المرة الى مهاجمه الصاعد حمزة الصنهاجي بعد رحيل يوسف أحمد وكذلك الحال مع جاسر يحيى وصالح بدر ومشعل الشمري وغيرهم .. ومع أن الفريق قد يعاني من مشكلة محدودية خياراته على مستوى رأس الحربة أيضا بسبب عدم امتلاكه لأكثر من لاعبين اثنين فقط في هذا المركز وهما موريكي والصنهاجي ، إلا أن ذلك لا يلغي حقيقة أن الفريق سيبقى من بين أكثر الفرق خطورة على مستوى الهجوم مثلما كان عليه في دوري الموسم الماضي الذي سجل فيه ( 68 ) هدفا وهي أعلى حصيلة تهديفية في البطولة ويتفوق فيها حتى على الفائز باللقب فريق لخويا .. كما أن هذا التفوق يمكن أن يتعزز أكثر فأكثر بوجود لاعب كبير مثل الإسباني تشافي الذي سيتواجد بين ثلاثي الإسناد الهجومي في عمق الملعب بين خلفان إبراهيم في اليسار وحسن الهيدوس في اليمين دون أن ننسى طبعا تواجد لاعب آخر كبير يمكن أن يخدم الفريق حتى في مركز رأس الحربة وهو اللاعب علي أسد الذي أثبت ويثبت في كل مرة أنه من بين اللاعبين الذين يعرفون الطريق جيدا الى مرمى الخصوم .. في كل الأحوال وبرغم بعض الملاحظات الفنية نقول إن السد يبقى ركيزة كبيرة وأساسية من ركائز المنافسة في مختلف بطولات الموسم الجديد حيث نأمل منه الكثير مما يمكن أن يقدمه وبالمستوى الذي يمكنه من تأكيد قدرته على أن يكون متميزا فعلا بعروضه ونتائجه وإنجازاته أيضا .
مشاركة :