ودّعت الساحة الرياضية الأربعاء قبل الماضي واحداً من روادها البارزين في ميدان صياغة وتنظيم العمل المؤسسي بالقطاع الشبابي والرياضي في بداية تسجيل الأندية رسمياً بالمنطقة الوسطى وتنظيم الإشراف على أنشطتها وبرامجها عقب انتقال مهمة الإشراف عليها من وزارة الداخلية إلى المعارف ثم إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن الهجري المنصرم. برحيل الأستاذ صالح محمد حمد القاضي (1353-1442هـ) -رحمه الله- بعد معاناة طويلة مع المرض إثر اصابته بجلطة دماغية عام 1423هـ وقبل 14 شهر تعرض لجلطة مماثلة أدخلته في غيبوبة تامة إلى أن توفاه الله. عاش القاضي يتيماً حين تُوفي والده وله من العمر خمس سنوات فربته والدته تحت أنظار ابن عم والده ووالد زوجته الشيخ عبدالله القاضي -رحمهم الله-. وللفقيد من الأبناء ثلاثة أولاد: أحمد - عصام - ممدوح. بجانب أربع بنات: فريدة - وفاء - دلال - نجلاء. عاصر ناديه منذ تأسيسه ورأَسَه واقترح تغيير اسمه من اليمامة إلى الرياض قيادي من طراز فريد وبالنظر إلى سيرة هذا القيادي الراحل نقول كان صالح رمزاً رياضياً خدم وطنه في مجالات عدة تعليمية وتربوية ورياضية واجتماعية لأكثر من ستة عقود وارتبط اسمه بأولويات تاريخية. حاز على الشهادة الابتدائية من مدارس الرياض عام 1369هـ وتخرج في المعهد العلمي الثانوي عام 1376هـ، ونال بكالوريوس شريعة من كلية الشريعة في مكة المكرمة عام 1379هـ، ليعين بعدها كأول مدير لثانوية عنيزة -مسقط رأسه- لمدة ثمانية أشهر عيّن بعدها كأول مدير لثانوية اليمامة بالرياض التي تعد أول ثانوية في العاصمة العام 1380هـ وعمره 27 عاماً. بعد انتقال مهام الإشراف الرياضي من وزارة الداخلية إلى المعارف 1380هـ، كان القاضي من أوائل الرواد الذين تشرفوا بخدمة الحركة الرياضية في مواقع رسمية وبعد عامين انتقلت اللجنة الرياضية العليا من وزارة المعارف إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتحول مسمى النشاط الرياضي إلى إدارة رعاية الشباب بوزارة العمل وكان د. عبدالله العبادي -رحمه الله- أول مدير لها. مدير رعاية الشباب قبل 57 عاماً بدأت مسؤوليات صالح الرياضية بتعيينه مساعداً ثم مديراً عاماً لإدارة رعاية الشباب بالمنطقة الوسطى عام 1385هـ، وبعد سنوات عُين نائباً لرئيس الاتحاد السعودي لرياضة الجمباز ثم رئيساً للاتحاد لمدة سبع سنوات. شارك القاضي بتمثيل المملكة في عدة محافل رسمية رياضية بجانب اجتماعات اللجان الأولمبية خلال مسيرته العملية. ترأس بعثة المنتخب الكروي وترأس بعثة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم خلال زيارته الودية لباكستان عام 1386هـ وكان المنتخب يضم في صفوفه نخبة من نجوم الكرة السعودية آنذاك أمثال الغراب وعمر رجخان وأحمد الدنيني وعثمان بخيت وسلطان مناحي وعبدالله يحيى وعلي داود وكريم المسفر ونادر العيد. عاصر ناديه منذ تأسيسه لقد عاصر الراحل مسيرة الحركة الرياضية في الوسطى منذ أوائل السبعينيات الهجرية وعمره آنذاك 17 عاماً فبدأ بنادي أهلي الرياض (الرياض حالياً) مع تأسيسه عام 1373هـ، ولعب في خانة الظهير الأيمن وكان يزاول تدريباته مع فريقه بملعبه جوار مكائن الكهرباء جنوب مستشفى الملك سعود (الشميسي سابقاً) حتى عام 1376هـ، وكان يرأس النادي مؤسسه الشيخ عبدالله الزير -رحمه الله- الذي تبنى الفريق ودعمه بالأدوات الرياضية اللازمة واضطر القاضي إلى ترك الكرة لارتباطه بدراسته الجامعية التي أنهاها عام 1379هـ ثم اختير عضواً في أول مجلس إدارة رسمي لنادي أهلي الرياض تشكل عام 1380هـ، برئاسة محمد الصائغ وعبدالله الزير نائباً وضم في عضويته بجانب القاضي عبدالعزيز الدوس وعبدالعزيز العسكر وعبدالعزيز الغيث وصالح الكنعان وناصر العمير. ثم ترأس القاضي ناديه لأول مرة بعد استقالة ناصر العمير الذي خلف الصائغ بعد وفاته -رحمه الله- أواخر الثمانينيات الهجرية عام 1392هـ، واستمر حتى عام 1401هـ وقبلها تغيير اسم النادي من أهلي الرياض إلى اليمامة. القاضي اقترح تغيير الاسم للرياض ثم قام صالح القاضي بطرح اقتراح تحويل اسم النادي من اليمامة إلى الرياض كما جاء على لسانه في حديث سابق مع الزميل «خالد الدوس» وتقاعد القاضي عن عمله الحكومي في عام 1406هـ ليتفرغ للمحاماة كمستشار شرعي وقانوني وتوقف عن أعمال المحاماة بعد مرضه عام 1422هـ. عالج أزمة الهلال الإدارية ويروي للصفحة نجل الفقيد الأكبر أحمد صالح القاضي (66 عاماً) موقفاً شهماً لوالده يتذكره في صغره حينما استضاف معسكراً لفريق الهلال في منزله عام 1385هـ قائلاً: «تعرض الهلال آنذاك لأزمة إدارية بعد استقالة رئيسه ومؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وقيامه بتسليم النادي لرعاية الشباب وكتب في جريدة الرياض مقاله الشهير بعنوان (الهلال جنازة تنتظر الدفن) وكان والدي في تلك الفترة مديراً لرعاية الشباب فتصدى للمهمة بكل مسؤولية كمسؤول عن كل الأندية وعانى الهلال من فراغ إداري وكانت أمامه مباراة دورية مهمة ضد الشباب فما كان من والدي إلا أن طلب من اللاعبين الاجتماع في بيتنا بالملز ضحى يوم المباراة وأقام لهم مائدة غداء من مطعم فندق زهرة الشرق وعندما اقترب موعد المباراة توجهوا لملعب الصائغ وهزموا الشباب بهدف الكبش ثم عادوا لمنزلنا لتغيير ملابسهم بعد المباراة وأذكر من نجوم الهلال الحارس عبدالله سوا وحميد جمعان وسلطان مناحي والكبش وسمارة ومبارك عبدالكريم. القاضي في حديث مع رائد الرياضة الأمير عبدالله الفيصل ويظهر عبدالرحمن بن سعيد «رحمهم الله» في ملعب الصائغ 1385هـ الفقيد مع حفيدتيه لمى ولولو الحسيني ضوئية لبطاقة مدير رعاية الشباب سابقاً صالح القاضي 1389هـ الراحل مع ابنه أحمد وحفيده صالح بن عصام بعد نيله إجازة المحاماة القاضي خلال رئاسته البعثة مع لاعبي المنتخب الكروي في باكستان 1386هـ
مشاركة :