كشف مصدران في الحكومة السودانية، أمس، أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مستعد للمضي في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، بمجرد موافقة البرلمان الانتقالي، الذي لم يُشكل بعد، على الخطوة. ولم يتضح بعد متى سيُشكل المجلس. وقال مصدر رفيع: إن رئيس الوزراء حمدوك سيوافق على المضي في الخطوات التي بدأها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في إقامة العلاقات مع إسرائيل، شريطة أن يوافق المجلس التشريعي بعد تكوينه على قرار إقامة العلاقات مع إسرائيل. وقال المصدران الكبيران في الحكومة السودانية: إن حذر الخرطوم يعكس مخاوف من أن تؤدي خطوة كبيرة كهذه على صعيد السياسة الخارجية، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية عميقة، إلى إفساد التوازن، وتعريض الحكومة أيضاً للخطر. وفي غضون ذلك، أفادت مصادر محلية في تل أبيب أن وفداً إسرائيلياً زار الخرطوم للبحث في إقامة العلاقات بين البلدين، بعد أكثر من شهر على توقيع الإمارات معاهدة السلام مع إسرائيل. وأقلعت طائرة من مطار بن غوريون قرب تل أبيب، أمس الأول، متوجهة إلى العاصمة السودانية، حسبما ظهر على موقع تتبع مسار الطائرات «فلايت رادار». وأوضحت مصادر إسرائيلية أن وفداً إسرائيلياً زار السودان، أمس الأول، للبحث في إقامة العلاقات بين البلدين، في تأكيد لما أوردته وسائل الإعلام المحلية. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عبّر، أمس الأول، عن أمله في أن يعترف السودان «بسرعة» بإسرائيل. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد، يوم الاثنين الماضي، عن استعداده لشطب السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، بعدما وافقت الخرطوم على دفع تعويضات بقيمة 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأميركيين وعائلاتهم. وتناولت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية صباح أمس، المحادثات في الخرطوم، لافتة إلى إعلان محتمل من قبل الرئيس ترامب عن الاتفاق «في الأيام القليلة المقبلة». وفي تصريح لوسائل الإعلام المحلية، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين، إن إسرائيل «قريبة جداً من إقامة علاقات مع السودان»، وهو ما أكده مستشاره الخاص للشؤون الخارجية آري شاليكار. ويعيش السودان منذ الإطاحة بنظام عمر البشير، مرحلة انتقالية يتقاسم فيها عسكريون وقادة الحركة الاحتجاجية إدارة البلاد لحين إجراء انتخابات عامة مقررة في العام 2022. وتواجه الحكومة الانتقالية صعوبات اقتصادية في ظل انخفاض حاد في قيمة العملة المحلية (الجنيه السوداني)، الأمر الذي زاد من الأصوات المنادية برفع العقوبات التي كانت واشنطن فرضتها على السودان في تسعينيات القرن الماضي. وتوصف الخطوة الأميركية برفع العقوبات بأنها تاريخية وداعمة للحكومة السودانية الساعية لطي صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد. ووضعت السودان على القائمة الأميركية للدول الإرهابية في عهد عمر البشير في العام 1993، الذي كان استقبل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن على الأراضي السودانية. وأكدت واشنطن أنه لا صلة بين رفع العقوبات عن السودان وإقامة علاقات بينه وبين إسرائيل.
مشاركة :