أعلنت شخصيات فلسطينية مستقلة اليوم (الخميس)، عن رفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية لدى القضاء الفلسطيني على خلفية "وعد بلفور" في سابقة تعد الأولى من نوعها. وجرى تقديم الدعوى باسم مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المستقلة و"التجمع الوطني لمتابعة حقوق الشعب الفلسطيني" بهدف تحميل الحكومة البريطانية المسؤولية عن تداعيات وعد بلفور. وتأتي الخطوة قبيل حلول ذكرى مرور 103 أعوام في الثاني من الشهر المقبل، على وعد بلفور، وهو ما اصطلح على رسالة أرسلها وزير خارجية بريطانيا الأسبق آرثر جيمس بلفور عام 1917 إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد ليونيل روتشيلد بتأييد بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وقال رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة منيب المصري في مؤتمر صحفي في رام الله، إن "جميع المصائب التي حدثت للفلسطينيين هي ناتجة عن وعد بلفور الذي أعطى لليهود جميع الحقوق السياسية على حساب الشعب الفلسطيني". وأكد المصري السعي إلى "محاكمة ومحاسبة بريطانيا عن نتائج هذا الوعد من خلال المراكمة على ما تم اتخاذه من إجراءات مشابهة خلال السنوات الماضية". وأعلن أن الدعوى التي تم رفعها أمام القضاء الفلسطيني سيتم الذهاب بها إلى القضاء الإقليمي والدولي وسيتم رفعها في لندن ضمن خطوات لاحقة لمحاسبة بريطانيا على وعدها "غير القانوني". من جهته، قال رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية داخل إسرائيل محمد بركة إن القضاء الفلسطيني صاحب أهلية وصلاحية للنظر في الدعوى المقدمة ضد بريطانيا. وذكر بركة أنه سيتم العمل على رفع الدعوى القضائية في كل دولة يتيح فيها القانون ذلك، كما يحق لكل فلسطيني لديه جنسية دولة أخرى مقاضاة لندن بصفة فردية في البلد الذي يقيم فيه. وأضاف أن بريطانيا "بصفتها مسؤولة عن الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين نتيجة لوعد بلفور يجب أن يتم مقاضاتها من خلال كافة السبل المتاحة فلسطينيا". وفي السياق، أعلن نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر عن إطلاق حملة إعلامية محلية وعربية ودولية موازية للتحرك القضائي ضد بريطانيا وتعزيزا لتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني. فيما قال رئيس الفريق القانوني للدعوى المرفوعة المحامي نائل الحوح إنه بعد اجراء المشاورات القانونية ثبت أن القضاء الفلسطيني صاحب اختصاص في محاكمة بريطانيا خاصة بعد اعتراف العالم بدولة فلسطين في الأمم المتحدة كدولة غير عضو عام 2011. وذكر الحوح أنه تم الاتفاق على أن الدعوى تحمل الطابع السياسي وتستهدف تحميل بريطانيا المسؤولية عن الأثر الذي ترتب على وعد بلفور ما يفتح باب المجال بمطالبتها بتعويضات عن ذلك. يذكر أن "وعد بلفور" جاء بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية قبل أن يخرج بشكل خطاب موجه من آرثر بلفور وزير الخارجية البريطانية في 2 نوفمبر عام 1917.