عالجت وزارة النقل خلال العام الماضي 79 % من النقاط السوداء التي تم رصدها وتحديدها على الطرق، وتدخلت لوضع لوحات إرشادية في 21 % من النقاط الأخرى لحين استكمالها. وأكد المشرف العام على الإدارة العامة للتسويق والاتصال المؤسسي بوزارة النقل ناصر بن محمد الراشد لـ«الوطن» أن النقاط السوداء هي المواقع التي تشهد وقوع عدد من الحوادث والإصابات، وفقًا للأرقام والإحصاءات في هذا الصدد، وتتم معالجتها بعد تحليل الأسباب ودراستها من قبل المختصين، بعد تحديد المشاكل وإيجاد الحلول ووضع التوصيات اللازمة لمعالجتها. معايير المفهوم ومع تعريف النقطة السوداء في المفهوم المروري بأنها نقطة أو موقع حيث تقع حوادث السير بشكل متكرر، سواء أدت إلى وفاة الأشخاص أو إصابتهم بأضرار جسدية، أو اقتصرت على وقوع أضرار مادية في الأملاك العامة والخاصة، فإن مجرد تكرار الحوادث في موقع معين يضفي عليه صفة «الخطر» ويستوجب الكشف عليه ودراسته لمعرفة أسباب تلك الحوادث. وتصنف النقاط السوداء عادة إلى: 1ـ بالغة الخطورة. وهي التي تتكرر فيها الحوادث عادة بشكل يومي أو أسبوعي، كما يمكن أن تشهد عدة حوادث في اليوم الواحد أو الأسبوع الواحد، ويمكن أن توقع أكثر من 25 % قتلى وجرحى، كما يمكن أن تتسبب بأضرار مادية جسيمة في المركبات والأملاك. 2ـ متوسطة الخطورة. وهي التي تقع الحوادث فيها عادة بمعدل مرة في الأسبوع أو أقل من 4 مرات شهريا، وتوقع قتلى أو جرحى بين 5 إلى 25 % منها، أو تقتصر 75 % على إيقاع أضرار مادية فقط. 3ـ محدودة الخطورة. وهي التي تقع حوادثها مرة في الشهر أو أقل من 13 مرة سنويا، وأقل من 5 % منها تسفر عن قتلى وجرحى، و95 % تقتصر على أضرار مادية. تصنيفات للمعالجة يشير الراشد إلى أن معالجة النقاط السوداء تنقسم إلى ثلاث تصنيفات، وهي المعالجة الكلية والمعالجة الجزئية والتدخل الإنشائي، وقال «تعمل الوزارة على تجنب حدوث النقاط السوداء في المشاريع الحالية والمستقبلية من خلال العمل على رفع مستوى السلامة على الطرق، حيث عالجت 97 نقطة من أصل 123 نقطة، في حين تم التدخل لمعالجة 26 نقطة منها من خلال وضع اللوحات الإرشادية وأعمال الدهانات وغيرها من الأعمال لحين استكمالها، كما قامت الوزارة بتنفيذ مبادرات الاستدامة، والتي تتلخص في عمل لوحات تفاعلية للسلامة المرورية، وتحديد احتياجات السلامة في عقود الصيانة القائمة، ومراقبة ورفع مستوى السلامة على التحويلات المرورية بشكل أسبوعي، وتحديث مواصفات وكتيبات السلامة، والبدء بتطبيق مراجعة المخططات التصميمية والمشاركة في لجان استلام المشاريع، وغيرها من الآليات التي تكفل رفع مستوى السلامة على الطرق واستدامتها». وأضاف «وزارة النقل تعكف على تنفيذ أعمالها بأعلى معايير السلامة والجودة على الطرق، وضمان استمرار أعمالها وفق الخطة التشغيلية للوزارة، لإنجاز كافة المشروعات ومواجهة جميع التحديات والأزمات، تعزيزا لكفاءة التشغيل والأداء وتقديم خدمات فعالة للمستفيدين، تحقيقا لأهداف ومبادرات رؤية المملكة 2030». تحديد النقاط السوداء يشرح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للسلامة المرورية الدكتور عبدالحميد المعجل لـ«الوطن» طريقة تحديد النقاط السوداء، والتي يتم تحديدها بعد أن يقوم المرور بحصر الحوادث السنوية، حيث تخرج إحصاءاتها وتذهب لمهندسي الأمانة إذا كانت بالطرق الداخلية، وإلى وزارة النقل إذا كانت للخطوط الرئيسة للمدن، ومنها تحسب المواقع التي تتكرر فيها الحوادث. وأشار إلى أن «تحديد عدد الحوادث وكيف وقعت يرجع للأمانة ووزارة النقل، وهما تحددان نقطة دائرية على الطرق أو التقاطعات نصف قطرها 200 متر، وحين تجد أي منهما أن هذه الوصلة تكثر بها الحوادث أو فيها حادث وفاة وحادثي إصابات بليغة، أو منطقة تكررت بها الحوادث بشكل متكرر حتى وإن كانت بسيطة فهذه المنطقة تعد منطقة سوداء». وأضاف «بعد تحديد النقاط تذهب مسألة تلك النقاط إلى المهندسين، وهم يدرسون موضوعها، ويجرون تدقيقات على الموقع، تسمى تدقيق السلامة المرورية، ويزورون الموقع، ويجرون تدقيقا على الطريق وانحناءاته، ووجود الحفر، ووضع الإضاءة، وخشونة ونعومة الأسفلت، ويمكن أن يدققون على وجود معيقات كوجود أشجار معيقة، أو لوحات إعلانية، ويحلون المشكلة ويتابعون العام التالي إن تكررت الحوادث يتم مراجعة التقييم من جديد». التحديد المسبق يشير الدكتور المعجل إلى أن تدقيق السلامة ممكن أن يكون من التصميم قبل التنفيذ، حيث يمكن لمهندسي النقل والمرور إبداء آرائهم قبل شق الطريق وافتتاحه للاستخدام، حيث يخرج مهندسو النقل والمرور للتأكد من سلامته، وحيث يجدون بعض النقاط المؤهلة لأن تكون موضعاً للحوادث كأن تكون الطريق غير مضاءة في كل أو بعض مسارها، ويتم تحديد الخطورة قبل الافتتاح وبعد التنفيذ. ويقول «التدقيق على السلامة المرورية يتم على عدة مراحل قبل التصميم، وأثناء التصميم، وأثناء التنفيذ، وقبل الافتتاح، وبعد الافتتاح، وبعد سنة تتم إعادة التقييم». وأشار إلى أن «هذا الأسلوب من التقييم مطبق منذ حوالي 5 سنوات، حيث تعمل جمعية وكرسي السلامة المروية في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل على التدقيق في هذا الموضوع، وتعطينا الأمانة والمرور النقاط المحددة ونجري عليها التدقيق، وقد عملنا على أكثر من 10 تقاطعات تقريبا، وبدأت وزارة النقل العمل عليها»، مؤكداً أن حلول النقاط السوداء يكون إما حلاً إدارياً كوضع إشارة مرورية، أو تعديل توقيت الإشارة، أو إعادة تنظيم الإشارات في طرق عليها ازدحام شديد، أو تكون حلا هندسيا عن طريق تغيير الأطوال والتصاميم الطولية للطريق، ومعالجة الخلل فيها». التوسع باستخدام التقنية يؤكد المستشار في هيئة تطوير المنطقة الشرقية، خبير السلامة المرورية المهندس سلطان الزهراني أنه «لا يمكن تحديد النقاط السوداء إلا بالتوسع في استخدام التقنية من قبل رجال المرور أو شركة نجم، وتحديث غرف العمليات في جميع مدن ومحافظات المملكة». وقال «تعد المنطقة الشرقية سباقة مقارنة بالمناطق الأخرى في المملكة في هذا الشأن، حيث دأبت منذ 10 سنوات، ومن خلال لجنة السلامة المرورية بالمنطقة التي يرأسها أمير المنطقة، ومن خلال مركز أبحاث السلامة المرورية بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل المتمثل في كرسي أرامكو للسلامة المرورية بالجامعة بالاهتمام بهذا الشأن، وتحديد خارطة لجميع النقاط السوداء بالمنطقة، وعملت الجهات الهندسية على معالجة كثير من هذه النقاط السوداء، وتصنيفها، وهو تصنيف يستند بشكل أساسي إلى درجة الخطورة التي تسببها». وأوضح «تعيين النقاط السوداء يرتكز على إحصاءات الحوادث المرورية من خلال قيام رجال المرور بتحديد الإحداثيات والبيانات لكل حادث بشكل دقيق، حتى تتمكن الجهات الهندسية الممثلة في وزارة النقل والأمانات والبلديات من تحليل بيانات الحوادث المتكررة في موقع ما، ودراسة أسباب وقوع هذه الحوادث، ووضع الحلول اللازمة لتفاديها مستقبلا، كما يتم تصنيف النقاط السوداء حسب تكرار الحوادث وجسامتها لتحديد الأولوية في معالجتها، سواء هندسيا أو إجرائيا عبر زيادة وسائل السلامة المرورية من العلامات الإرشادية أو تقليل السرعة». النقاط السوداء في طرق المملكة 123 نقطة 97 نقطة تمت معالجتها 79 % نسبة النقاط المعالجة 26 نقطة لم تستكمل معالجتها 21 % نسبة النقاط غير مستكملة المعالجة أنواع المعالجة - الكلية - الجزئية - التدخل الإنشائي تحديد النقاط السوداء - حوادث متكررة ـ تنجم عنها إصابات ووفيات ـ تنجم عنها أضرار مادية مراحل تدقيق السلامة المرورية 1ـ قبل التصميم 2ـ أثناء التصميم 3ـ أثناء التنفيذ 4ـ قبل الافتتاح 5ـ بعد الافتتاح 6ـ إعادة التقييم بعد سنة 52 % تراجع الحوادث المرورية في المملكة خلال السنوات الـ7 الأخيرة 38 % نسبة انخفاض أعداد الوفيات بحوادث المرور 56 % نسبة انخفاض عدد المصابين بتلك الحوادث 1.25 مليون إنسان قتلتهم حوادث المرور عالميا 10 % من حوادث المرور في العالم تقع في الشرق الأوسط