«المهمة المستحيلة» تواجــه فرقــة الشــر استعارة ذكية بطاقة

  • 8/10/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كان فيلم المهمة المستحيلة في جزئه الأول مرتجلاً، ففي الثاني كانت المهمة طائشة، وفي الثالث تصحيحية، لأنها صححت الفوضى العارمة التي تسبب بها جون وو. أما في الجزء الرابع فقد نضجت المهمة، وهنا في الخامس بوسعنا أن نقول إنها اكتملت. فيلم المهمة المستحيلة ـ أمة مارقة في نسخته الخامسة يعطي المشاهد بالضبط ما يتوقع مشاهدته. قصة محورية محكمة جداً تأخذك من بداية الفيلم إلى آخره في رحلة من الإثارة والمتعة دون لف أو دوران في متاهات القصص الجانبية، وحرص بطل الفيلم توم كروز على نقل متابعيه بحرفية إلى أجواء القصة مجسداً إياها بواقعية ومواجهاً فريق الاتحاد وشروره. إذا كنت تعرف طبيعة أفلام هذه السلسلة فسيعجبك هذا الجزء، أما إذا كنت غريباً عليها فعليك تفعيل عملية اللا تصديق في ذهنك حتى تدخل أجواء الفيلم وتتقبل ما يحدث في عالمه. حبكة ذكية في أذكى حبكة منذ انطلاق السلسلة، تواجه فرقة مهمة مستحيلة التحدي الأصعب في تاريخها وهو مواجهة فرقة أخرى شريرة تعرف باسم الاتحاد. وزعيمها يواجه زعيم فرقة المهمات المستحيلة. الاتحاد خططت لكثير من الكوارث التي تسببت في مقتل المئات في حوادث متسلسلة حول العالم. العميل إيثان هانت (توم كروز) هنا هائم على وجهه وبلا وطن، خصوصاً بعد أن يختطفه الكيان المضاد الاتحاد لتعذيبه والحصول على بعض المعلومات لكنه يتمكن من الهرب ليبدأ هجومه المضاد لسحق ذلك التنظيم والقضاء عليه. يتمتع الفيلم بقيمة فنية وإنتاجية عالية تمثلت في تمكن طاقمه من تنفيذ مشاهد الحركة والمطاردات بحرفية شديدة وبراعة لم نشاهدها في الأجزاء السابقة. فلدينا مشهد إيثان هانت متعلق بطائرة عسكرية وهي تقلع في مشهد كلاسيكي آسر، ولدينا مشهد محاولة اغتيال رئيس الوزراء النمساوي، ومشهد الغوص متبوعاً بمطاردة دراجات حابسة للأنفاس. متألق وسجين توم كروز في سن 53 يبدو متألقاً أكثر من أي وقت مضى، وقد صرح مؤخراً بأنه مستعد لتصوير المهمة المستحيلة السادسة، ما يعكس نجاح السلسلة من جهة، لكن من جهة أخرى يبدو أن كروز أصبح سجين إيثان هانت، حاله كروبرت داوني الممثل الآخر المسجون داخل الرجل الحديدي، لا يستطيعان تنويع أدوارهما. الجميل أن هانت هو إنسان وليس بطلاً خارقاً، فنراه يضعف ويتعب ويحتاج إلى تدخل من رفاقه لإنقاذه في مواقف معينة، وهذا يساعد كثيراً لخلق الرابط الإنساني الضروري بين الشخصية وجمهورها. الفيلم هذه المرة يحاكي أفلام جيمس بوند كثيراً وكأنه يتباهى بأن هانت هو بوند الأمريكي، ونرى بطلته الحسناء ريبيكا فيرغسون بملامح فتاة بوند من حقبة الستينات وتظهر في لقطات مستعارة بوضوح من فيلم دكتور نو عام 1962. خيال واقعي على قدر الخيال الذي قد يصفه البعض بالمجنون في الفيلم، فهو كذلك لا يخلو من الواقعية. فكروز اشتهر بأداء كل أدوار المجازفة والخطر من المهمة الأولى حتى الأخيرة، وقد أوردت تقارير إخبارية عن الممثل أنه خاض تمارين غوص تمكن خلالها من كتم أنفاسه تحت الماء مدة وصلت ست دقائق ونصف من أجل تصوير مشهد الغوص الذي صور في لقطة واحدة كاملة دون انقطاع. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة لكروز الذي أصبح مدمناً للإثارة، فلقطة التعلق بالطائرة المذكورة آنفاً في هذا العرض طبيعية وخالية من المؤثرات الخاصة وتم تصويرها أربع مرات خلال يومين على مسؤولية الممثل دون شبكة أمان. أحداث الفيلم سريعة وممتعة وتوم كروز متألق جداً في هذا الجزء كما في الجزء السابق ويؤدي دوره بواقعية شديدة ما أضفى مصداقية تامة انعكست على درجة الحرفية العالية التي ظهر بها الفيلم. هذا الفيلم جميل جداً ويستحق المشاهدة وهو أفضل مهمة مستحيلة حتى اليوم. المخرج والكاتب كريستوفر مكواري وهو عادة يكتب أفضل مما يخرج كما يظهر لنا في مشهد الأوبرا الساحر في فيينا المكتوب بصورة جميلة، اقتبس بذكاء شديد من عمل كتبه هو بنفسه عام 1995، إذ جاء بزعيم العصابة المرعب كايزر سوزيه من فيلم المشتبهين الاعتياديين The Usual Suspects، ووضعه هنا كزعيم الاتحاد، الفرق أن سوزيه هنا تقمصه ببراعة تستحق الثناء الممثل شون هاريس. بطولة: توم كروز، جيريمي رينر، سايمون بيج، ريبيكا فيرغسون، آليك بولدوين، فينغ ريمز، شون هاريس.

مشاركة :