اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة أنّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع الليبي في جنيف "خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار" في البلاد. وقال في مؤتمر صحافي في مقرّ المنظمة الدولية في نيويورك "أهنئ الفرقاء لتغليبهم مصلحة أمتهم على خلافاتهم".اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في ليبيا والاتحاد الأوروبي يدعو إلى تطبيقهالاتحاد الأوروبي هذا ورحّبت المفوضية الأوروبية بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا الجمعة ودعت إلى تطبيقه واستئناف محادثات السلام. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو لصحافيين إن "اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم أساسي لاستئناف الحوار السياسي"، مؤكدا أنه "من المهم جدا كذلك أن يطبّق هذا الاتفاق".ألمانيا من جهتها، وصفت ألمانيا التي تعمل كوسيط في البحث عن تسوية سياسية للنزاع في ليبيا، اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع الجمعة بين المتحاربين في هذا البلد بأنه "أول نجاح حاسم" في ذلك الاتجاه. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان إن المفاوضات الجارية "تؤدي إلى أول نجاح حاسم"، معتبرا أنه "أساس جيد لإيجاد حل سياسي مقبل".تركيا أما الرئيس التركي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فشكك في "مصداقية" وقف إطلاق النار "الدائم" الذي وقع عليه طرفا النزاع الليبي وبإمكانية استمراره. وقال إردوغان الداعم لحكومة الوفاق الوطني الموقعة على الاتفاق إن "اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لم يتم في الحقيقة بأعلى المستويات، بل بمستوى أقل. سيكون تحديد إن كان سيدوم مسألة وقت". وأضاف "يبدو لي أنه يفتقد إلى المصداقية". وقارن اردوغان بين وقف إطلاق النار المعلن في ليبيا واتفاقات مماثلة أعلنت بين أذربيجان وأرمينيا في ناغورني قره باغ في الأسابيع الأخيرة لكنها انتهكت. وقال إردوغان، الذي تعد بلاده الداعم الرئيسي لحكومة طرابلس المعترف بها من قبل الامم المتحدة، "تم إعلان وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان. هل التزم الأرمن بوعدهم؟ لا. آمل ألا يكون (مصير هذا الاتفاق) متماثلا وأن يتم إحترم وقف إطلاق النار".وقف إطلاق نار دائم ووقّع طرفا النزاع في ليبيا "اتفاقا دائما لوقف إطلاق النار" ب"مفعول فوري" بعد محادثات استمرت خمسة أيام جرت في جنيف برعاية الأمم المتحدة. وفي بيان أكد رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج أن الاتفاق "على وقف اطلاق نار دائم يحقن الدماء ويرفع المعاناة عن المواطنين ويمهد الطريق لنجاح المسارات الأخرى الاقتصادية والسياسية". وانزلقت ليبيا في الفوضى منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بالرئيس الأسبق معمر القذافي وأدت إلى مقتله في 2011. وتشهد البلاد صراع على السلطة بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس من جهة، وسلطة في شرق البلاد يجسّدها المشير خليفة حفتر المدعوم من البرلمان المنتخب ورئيسه عقيلة صالح. ويتلقى الطرفان دعما من دول مختلفة. فالمشير خليفة حفتر مدعوم من مصر وروسيا والإمارات العربية المتحدة بينما يتلقى فايز السراج دعما من تركيا. ومنذ إعلان الطرفين المتحاربين في ليبيا وقف الأعمال العدائية في آب/أغسطس الماضي، تسارعت المفاوضات في الأسابيع الأخيرة لتحديد شروط وقف دائم لإطلاق النار.رحيل المرتزقة وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز لوسائل الإعلام إنه "اتفاق وطني وشامل ودائم وأثره فوري". وأضافت أن وقف إطلاق النار يفترض أن يرافقه خروج "المرتزقة والمقاتلين الأجانب ... من ليبيا خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر اعتبارا من اليوم". وأضافت أن الجانبين اتفقا على أن "كل الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة الموجودة على الخطوط الأمامية ستعود إلى ثكناتها". وبين نيسان/أبريل 2019 وحزيران/يونيو 2020، حاول المشير حفتر احتلال طرابلس عسكريا لكنه لم ينجح. وأدت هذه المواجهات إلى سقوط مئات القتلى وأجبرت عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار. وبالنسبة للسكان المنهكين من القتال والانقسامات، يشكل وقف إطلاق النار الدائم بصيص أمل.
مشاركة :