كذبة "المقاومة" وهرطقات "السيد"

  • 8/10/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تزييف التاريخ كما يبدو، بات خلال الفترة الزمنية الماضية حكراً على ما يعرف في العالم العربي بتيار "المقاومة" تارةً، و"الممانعة" تارةً أخرى. في لحظة تاريخية في يومٍ ما، كانت تل أبيب مضطرةً لسحب قواتها من أراضٍ لبنانية محتلة بناء على تفاهم دولي معين. وعلى الفور، أخذت شريحة معينة بعد ذاك، بتجيير ذلك "الانتصار" لقوتها الضاربة، لوضع غشاوةً معينة في عيون المتابعين والمراقبين العرب حول قوتها التسليحية "الإيرانية"، ولخلق تصور نمطي معين، أن ذاك السلاح –وإن كان خارج إطار الدولة– فهو سلاحٌ شرعي، وقد يأتي يوماً ما ويضطر له هذا المحور، وذلك من باب إضفاء الشرعية على "ترسانة" تعارض وجودها فئة كبرى في الشارع اللبناني. ومع مر السنين وبالفعل –ووفق منظور محور المقاومة– تحقق ذلك، حيث وجد نفسه أمام ضرورة استخدام ذلك السلاح المكدس، لكن ليس في محلة الطبيعي الذي هيئ له الجمهور العربي عبر إقناعه أنه سلاح لمقاومة إسرائيل. فسرعان ما تبدل ذلك المبدأ، بمجرد توجيه ذلك السلاح "الإيراني" إلى صدر الشعب السوري الجريح. نسي السيد أو تجاهل شريحة كبرى من الشارع اللبناني، قدمت تضحيات وشهداء ومن كافة الطوائف. سنة لبنان على سبيل المثال، ومسيحيوها قدموا مئات الأرواح والجرحى في مواجهة إسرائيل، لكن من باب الصوت الأعلى، جير كل ذلك لشريحة أخرى، قد تكون قدمت تضحيات، لكن لا حق لها بإلغاء الآخر. الحديث هنا عن جمهور المقاومة في ضاحية بيروت الجنوبية. الأهم من ذلك، الاستخفاف بعقول شريحة كبرى في العالم العربي، وفي لبنان على وجه الخصوص. انتهاج من يوصف بـ"سيد المقاومة" حسن نصر الله سياسة الصراخ، كان منتظراً، وإن زاد عن حده في هذه الفترة، فإن ذلك بقدر ما بات الحزب يخسره في سورية. والأهم، تساقط "أوراق التوت" الإيرانية في المنطقة. فما تشهده الساحة اليمنية من عزم على تصفية السلاح السائب في يد مجموعات أقل ما يمكن وصفها بـ"المتطرفة" لم يكن برداً وسلاماً على السيد حسن، الذي خرج مرات عديدة بعد قيام الحرب ضد جماعة الحوثي التي قد تختلف معه في تفصيل عقائدي، لكن تبعيته بموازاة أنصار الله في اليمن للجهة التي ترعى إرهابهما الاثنين كانت مبرراً لدخوله عالم الردح الإعلامي، والنحيب. المشكلة تكمن في الحقيقة التي يعيها البعض لكنه كان مضطراً لمواصلة تأييد ذلك المحور. لكن حتماً أن قواعد الحزب الشعبية ومؤيديه لم تعد كما كانت عليه في السابق، فحزب الله، وأمنيه حسن نصر الله، قبل التوغل في سفك الدم السوري، ليس هو بعدما تلطخت يداه بدماء السوريين. بالمناسبة، القضية التي لطالما تغنى نصر الله بها –قضية فلسطين– هي الأخرى لم تطلها يد الدم وآلة القتل الخاصة به. مخيم اليرموك على أطراف دمشق وهو الأكبر من حيث اللاجئين الفلسطينيين، طالته أيضاً آلة قتل سلاح حزب الله، وسيده المتباكي على القضية منذ عقود من الزمن. هنا قتل نصر الله الناطور، ولم يحصل على العنب..!

مشاركة :