باستثناء الحمل والولادة عند المرأة، تتلقَّفُ المصائب الرجال، فتقطف أعمارهم قبل النساء، وطبعا الأعمار بيد الله، ولكن تشير الدراسات والبحوث إلى أن المرأة تعيش أكثر من الرجل على مستوى العالم بمعدل من 5 إلى 10 سنوات، حيث يشير موقع «جامعة بوسطن» أن 85 في المئة من المعمرين في العالم من النساء.وإذا استثنينا سلامة خلايا المرأة مقارنةً بخلايا الرجل، وكذلك حرصها الدائم على مراجعة الطبيب للفحص المنتظم مقارنة بتقاعس الرجال في ذلك، فإن أسبابا أخرى كثيرة تبرر هذا التباين في متوسط الأعمار بينهما، من أهمها ارتفاع نسبة المصابين بسرطان الرئة من الرجال مقارنة بالنساء، واستهلاك الرجال للمخدرات والكحول مقارنة بالمرأة، وأيضا تتزايد مشاكل الاكتئاب والوحدة العاطفية والمشاكل الجنسية لدى الرجال، وبالتالي أعداد المنتحرين حول العالم يتفوق فيها الرجال، رغم أن المرأة أكثر تعرضا للاكتئاب من الرجل، ولكنها أقل شجاعةً في الإقدام على الانتحار، كذلك أمراض الشرايين والأوعية الدموية والقلب وارتفاع الكولسترول نتيجة انخفاض هرمون الإستروجين، ناهيك عن ضغوط الحياة وطبيعتها الصعبة للرجال.وثمة أسباب بيولوجية تعود إلى التركيب البدني والنفسي للرجل، فالرجال أكثر عرضة للموت نتيجة الحروب، ومخاطر الحوادث والحرائق، وألعاب المغامرات الخطرة والعنيفة، ويُشير البعض إلى أن حجم الرجل مقارنة بحجم المرأة قد يكون سببا في وفاته، ويظهر ذلك بوضوح في الحيوانات الضخمة التي يقل عمرها مقارنة بالحيوانات صغيرة الحجم، إلا أن ذلك غير مؤكد عند بني البشر.وبالنظر إلى المظاهرات السياسة والمتمردين حول العالم فهم من الرجال، وكذلك المعتقلين السياسيين، والصحفيين الذي يتواجدون في أرض المعركة، وطبعا هذا لا يعني أن المرأة ليست شجاعة ولا مغامرة، ولكن الأمر يقاس بالنسبة والتناسب كما يقال.بقي أن نقول إن من أسباب وفيات المرأة في الغالب تكون بسبب سرطان الثدي، ومشاكل الحمل والولادة، وفي حوادث السيارة حينما يكون الرجل هو القائد فقط.وبعض المتعصبين من الرجال يرى أن من أسباب موت الرجل قبل المرأة هي المرأة نفسها، بما تسببه له من أزمات قلبية نتيجة الخلافات والمشاجرات، أو حينما يموت عشقا إن كانت من النوع الذي يرفع الراية، وفي كلا الحالتين هي من يودع طويل العمر إلى مثواه الأخير.