البلاد – مها العواودة الأسطل الذي يحمل جواز سفر أردنيا، دخل الأراضي التركية وعائلته الصغيرة قبل ثماني سنوات بحثًا عن العمل ولقمة العيش، حال مئات الفلسطينيين الذين خدعتهم شعارات أردوغان الزائفة حول مساندته للفلسطينيين ودفاعه عن قضيتهم، فعمل بمكتب وكالة الأناضول محررًا ليغادرها بعد عام متجها إلى العمل في وكالات وأماكن أخرى آخرها مركز للأبحاث. وتعرض الأسطل لعملية اختطاف ممنهجة، بعد عملية اقتحام من قبل مجهولين لمنزله وتفتيشه في غياب الأسرة وتم سرقة أجهزة لاب توب وكاميرات تصوير وأوراق الخاصة بالأسرة، بعدها بـ15 يوماً وتحديداً يوم 21 سبتمبر الماضي ظهر الأسطل بعد خروجه من أحد مكاتب العقارات في مدينة سكاريا حيث كان يرغب في تغيير مكان سكنه بعد عملية اقتحام منزله.وأخبرت عائلته “البلاد” بأن الأجهزة الأمنية التركية قامت باقتحام منزل الأسطل بعد اعترافها باختطافه واعتقاله في سجونها بعد شهر من المراوغة والكذب والتضليل بتهمة ملفقة وهي “التجسس لصالح دولة عربية”، وصادرت كل أجهزة المحمول والكمبيوتر وهددت زوجته وابنتيه بعواقب وخيمة إذا تحدثن لأية وسيلة إعلامية، ولم تكتف بذلك بل فرضت عليهن الإقامة الجبرية في المنزل. وقال حسام الأسطل شقيق المعتقل في السجون التركية لـ”البلاد”، إن أحمد يعاني من مرض السرطان منذ سنوات وبحاجة للعلاج المستمر، ونظرًا لفرض الإقامة الجبرية على أسرته في تركيا من قبل أجهزة الأمن التركية، يحاول ذووه التنسيق مع الصليب الأحمر لزيارته والاطمئنان على صحته. وناشد الأيوبي كل المنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام الحرة للتحرك العاجل من أجل الضغط على نظام أردوغان للإفراج عن الصحافي الفلسطيني أحمد الأسطل وباقي زملائه من سجون أردوغان. مصير الأسطل الذي لا يزال مجهولًا داخل السجون التركية ليضاف إلى سلسلة إرهاب أردوغان الذي يصفق للفلسطينيين أمام الشاشات ويقمعهم في الأراضي التركية وداخل سجون نظامه، والتي كان آخرها جريمة قتل الفلسطيني زكي مبارك أبريل 2019 داخل سجن “سيليفري” المعروف بـ “مسلخ أردوغان”، وتعذيب سامر شعبان وغيرهم الذين اكتووا بنار سجون نظام أردوغان، بينما كشف تقرير للجنة حماية الصحافيين عن اعتقال تركيا 47 صحافيًا العام الماضي فقط. اختطاف الصحافي الفلسطيني أحمد الأسطل 45 عامًا والأب لابنتين جامعيتين نهاية سبتمبر الماضي من قبل الأجهزة الأمنية التركية، التي أنكرت جريمتها في بادئ الأمر ثم اعترفت بها وبررتها بمزاعم ملفقة، جريمة جديدة تضاف إلى سجل نظام أردوغان الأسود الحافل بانتهاكات حقوق الصحافيين، والزج بالفلسطينيين داخل أقبية الموت والتعذيب في سجونه، حيث الصعق بالكهرباء والاعتداء الجنسي. من جانبه، قال محامي العائلة زيد الأيوبي لـ”البلاد”، إن اختطاف الأسطل جريمة دولية خطيرة تهدد الحقوق والحريات وحرية الصحافة، سيما وأنها ترتكب في سياق جرائم ممنهجة مماثلة ومتكررة بتعليمات مباشرة من أردوغان وتنفذ بعلمه وإشرافه، مؤكداً أنه سيتم التواصل مع المنظمات الحقوقية الدولية والمجلس الدولي لحقوق الإنسان والمدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية من أجل تحريك قضايا جنائية دولية ضد أردوغان ورموز نظامه المسؤولين عن هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحافيين العرب العاملين في تركيا. وأشار إلى أن كل ما تحدثت به وسائل الإعلام التابعة لأردوغان وأبواق تنظيم الإخوان الإرهابي حول التهم المنسوبة للصحافي الأسطل باطلة ومردودة على مخابرات أردوغان، التي تلفق التهم لكل من يعارضهم أو لا يتفق معهم، مع الإشارة إلى أن نظام أردوغان يحتجز منذ عام ٢٠١٣ أكثر من ٤٠٠ صحافي تركي، البعض منهم تم الحكم عليه بالسجن لمدة ٢٠٠ سنة.
مشاركة :