قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالباري بن عواض الثبيتي - في خطبة الجمعة -: كيف يودع الرب قلباً أنس به وناجاه، وتلذذ بآياته وكلامه، الله لا يجافي عبداً علق قلبه به، بل سيقربه ويدنيه ويعز شأنه ويعليه. وأضاف: سورة من القرآن نزلت على قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآنسته، ومسحت آلامه وغسلت أوجاعه، وسكبت في نفسه الطمأنينة، احتبس الوحي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فترة من الزمن، فتربص المتربصون وشكك المشككون فأنزل الله: "والضحى والليل إذا سجى.. ما ودعك ربك وما قلى"، جلت هذه السورة علو شأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومحبة الله له وقربه وفضله "ما ودعك ربك وما قلى"، وكيف يودع الرب قلباً أنس به وناجاه وتلذذ بآياته وكلامه، الله لا يجافي عبدا علق قلبه به، بل سيقربه ويدنيه ويعز شأنه ويعليه. وقال: هذه الآية تخاطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتخاطب كل مؤمن ومؤمنة صدق مع الله، وتسكب في النفس شعور ود الله وقربه ومعيته، وتفيض السعادة والرضا والحلاوة، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه". وأضاف: "وللآخرة خير لك من الأولى"، إن عاقبة كل أمر لك خير من أوله، ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - يصعد في درج المعالي، ويمكن الله له دينه، وينصره ويسدد له أحواله، حتى مات، وكل يوم يمضي من عمره يزيده الله تعالى فيه عزا على عز ونصرا على نصر، وتأييداً على تأييد، حتى رأى الناس وقد دخلوا في دين الله أفواجا، والآخرة خير من الأولى في كل أقدار الله، والعبد يتعامل مع رب كريم، يختبر العبد ثم يفرج عنه، وينتهي الأمر إلى سعة، وكل حالة متأخرة من أحوالك فإن لها الفضل على الحالة السابقة.
مشاركة :