مناظرة أخيرة مضبوطة بين ترامب وبايدن من دون ضربة قاضية

  • 10/24/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ناشفيل- (أ ف ب): تبادل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه في الانتخابات الرئاسية الديمقراطي جو بايدن خلال مناظرة ثانية وأخيرة مساء الخميس الاتهامات بالفساد وتواجها بشأن إدارة أزمة كوفيد-19 من دون أن يوجه أي منهما ضربة قاضية للآخر من شأنها أن تغير معادلة الاستحقاق الرئاسي المقرر بعد 12 يوما. واتسمت المناظرة بين المرشحين بالانضباط والاحترام النسبي. وبدا أن ترامب المتخلف عن خصمه في استطلاعات الرأي، يسعى لعكس صورة أكثر انضباطا بعد مناظرة أولى صاخبة وفوضوية. واتهم بايدن بالرغبة في «فرض إغلاق جديد» في البلاد بسبب جائحة كوفيد-19، فرد المرشح الديمقراطي قائلا إنّ «شخصًا مسؤولاً عن هذا العدد الكبير من الوفيات يجب ألا يكون قادرًا على البقاء رئيسًا للولايات المتحدة»، متّهمًا الرئيس بأنّه «لا يزال من دون خطة» للتعامل مع الجائحة. وتوقّع بايدن أن تواجه البلاد «شتاء قاتمًا» بسبب الجائحة التي حصدت حتى الآن أرواح أكثر من 222 ألف شخص في الولايات المتّحدة. وأضاف السياسي المخضرم «لا يوجد عالم واحد جدّي في العالم يعتبر أنّ (كوفيد-19) سيختفي قريبًا»، في وقت لا يكفّ الملياردير الجمهوري عن القول إنّ الجائحة ستزول سريعًا. وردّ ترامب الذي وصل إلى مكان المناظرة في ناشفيل في ولاية تينيسي من دون كمامة بعد ثلاثة أسابيع من إصابته بفيروس كورونا المستجدّ، «نحن نحاربه (الفيروس) بحزم شديد». وأضاف «لدينا لقاح آتٍ، إنّه جاهز، سيتم الإعلان عنه في الأسابيع المقبلة»، من دون أن يحدد الموعد الدقيق لجهوزية اللقاح المرتقب. وعلى الرّغم من أنّ النقاش كان حادا بين المرشحين اللذين تبادلا الاتّهامات مرارًا بشأن ملفّات عدّة، إلا أنّ هذه المناظرة الثانية بدت أكثر لياقة وأكثر هدوءا من مناظرتهما الأولى التي جرت في أواخر سبتمبر في كليفلاند بولاية أوهايو وانتهت إلى فوضى عارمة ومشادّة كلامية مفتوحة بينهما. لكن ثمة شكوكا حيال أمكانية ان تغير المناظرة التي جرت في جامعة بيلمونت المعادلة في الانتخابات. وقال آرون كال، الأستاذ في جامعة ميشيغان والمتخصّص في المناظرات الرئاسية، لوكالة فرانس برس إنّ «المرشّحين استخلصا بوضوح الدروس من مناظرتهما الأولى التي تعرضت لانتقادات كثيرة». وأوضح «لكن مع بقاء 12 يوما قبل موعد الانتخابات وإدلاء عشرات ملايين الأمريكيين بأصواتهم بشكل مبكر قد يكون قد فات الأوان لحصول تغيير جذري في نتيجة الاقتراع». وصوت أكثر من 50 مليون أمريكي وهو عدد غير مسبوق، مبكرا فيما تظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الناخبين حسموا أمرهم. وأظهر استطلاع للرأي أعدته جامعة كوينبياك على الصعيد الوطني تقدم بايدن بنسبة 51% مقابل 41% لترامب. وأضاف كال أنّ «بقاء الأمور على حالها بعد هذه المناظرة سيعتبر على الأرجح خبرًا سارًّا لحملة بايدن، الذي يتمتّع بتقدّم مستقرّ في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وفي الولايات الرئيسية». وبعدما اتهمه ترامب بالسعي إلى اعتماد سياسة «اليسار الراديكالي»، أشار بايدن إلى أنه فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي على مرشحين آخرين أكثر تجذرا في التيار اليساري منه. وقال ساخرا «إنه تائه بعض الشيء ويظن أنه يواجه شخصا آخر. لكنه يواجه جو بايدن». ولتجنب الفوضى والصخب اللذين رافقا المناظرة الأولى، قرر المنظمون هذه المرة قطع مايكروفون أحد المرشحين خلال الدقيقتين الأوليين من تولي المرشح الآخر الكلام عن كل سؤال حول الجائحة والمسائل العنصرية والتغير المناخي فضلا عن السياسة الخارجية وغيرها. وطلب ترامب من جو بايدن توضيحات بشأن تهم بالفساد تحيط بنشاطات نجله هانتر في الصين وأوكرانيا عندما كان المرشح الديمقراطي نائبا لباراك أوباما من 2009 إلى 2017. وقال ترامب الذي كثف في الأيام الأخيرة من هجماته الشخصية على نزاهة خصمه «جو، أظن أنك مدين بتفسير للشعب الأمريكي»، مضيفا «كنت نائبا للرئيس عندما حصل ذلك وما كان ينبغي أن يحصل». فردّ عليه بايدن «لم أتلقّ يومًا بنسًا واحدًا» من أيّ جهة أجنبية. وكان المرشح الديمقراطي قد تجنب حتى الآن الرد على اسئلة متعلقة بهذه المسألة. وأكد مرارا خلال المناظرة «هذا غير صحيح». وشن هجوما مضادا على الرئيس الأمريكي آخذا عليه عدم قبوله بنشر سجلاته الضريبية وسأله «ماذا تخفي؟».

مشاركة :