القاهرة 23 أكتوبر 2020 (شينخوا) اعتبر خبراء مصريون، أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية شريك مثالي لمصر، لأنه لا يفرض أية شروط سياسية لتمويل المشروعات، على عكس معظم البنوك والصناديق الأخرى في العالم. وقال الخبير الاقتصادي أبوبكر الديب، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية شريك هام لمصر في السنوات الأخيرة، حيث ضخ البنك حوالي 600 مليون دولار أمريكي لدعم بناء عدد من المشاريع في مصر. وأضاف أن الحكومة المصرية تعيد بناء البنية التحتية للبلاد بالكامل تقريبا، وهذا يتطلب مليارات الدولارات، مشيرا إلى أن ميزانيات الحكومة والبنوك المصرية لا يمكنها تغطية تكاليف مثل هذه المشروعات العملاقة. وتابع أنه "لهذا السبب، سيلعب البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية دورا رئيسيا في إعادة بناء البنية التحتية لمصر، لأنه يسهل إجراءات الحصول على القروض، على عكس معظم البنوك الغربية". وأنشأت الصين، هذه المؤسسة المالية متعددة الأطراف، والتي بدأت فعليا عملياتها في يناير 2016، بـ 75 عضوا مؤسسا، بهدف يركز أساسا على دعم التنمية المستدامة من خلال تعزيز البنى التحتية وقطاعات إنتاجية أخرى في آسيا وأماكن أخرى بالعالم، ووصل الآن إلى 103 أعضاء معتمدين في جميع أنحاء العالم. وأوضح الخبير المصري، أن أحد المشروعات التي يمولها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية هو تحسين خدمات الصرف الصحي في المناطق الريفية لأكثر من 800 ألف شخص في مصر، مضيفا أن البنك يدعم هذا المشروع بقرض قيمته 300 مليون دولار أمريكي. وأردف أن هناك مشروعا كبيرا آخر هو تمويل مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان في صعيد مصر، والذي يهدف إلى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية من خلال 40 محطة، وأشار الديب إلى أن البنك وافق على تمويل يصل إلى 210 ملايين دولار لتمويل هذا المشروع الضخم. وأوضح أن مقرضين آخرين قاموا أيضا بتمويل مشروع بنبان الذي سيساعد في تقليل الانبعاثات الغازية عالميا من خلال خفض أكثر من نصف مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا. ورأى الديب، أن هذه المشاريع ستساعد مصر في تطوير بنيتها التحتية في مجالات الخدمات والطاقة، مؤكدا أن مشروعا مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية سيساعد مصر على تصدير الطاقة النظيفة إلى جيرانها. وكشف عن أن المجمع الذي أقيم على 37 كم مربع سيساعد مصرعلى زيادة استخدامها للطاقة المتجددة إلى 22 بالمائة من إجمالي استخدامات الطاقة المحلية بحلول عام 2020. وقال الخبير المصري، إنه على الرغم من تأسيسه قبل بضع سنوات، إلا أن تأثير وإنجازات البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية يتزايدان بسرعة، مشيرا إلى أنه انتقل من آسيا والمحيط الهادئ وبدأ تعاونا كبيرا مع الدول الأفريقية. ويضم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الآن 10 أعضاء وتسعة أعضاء محتملين من إفريقيا، ويعتبر الأعضاء الأفارقة المعتمدون في البنك مسؤولون عن أكثر من 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا ويمثلون أكثر من 46 في المائة من سكان أفريقيا. في نوفمبر وديسمبر 2018، قام وفد رفيع المستوى من البنك بزيارة مصر مرتين على التوالي، حيث أجرى الوفد محادثات مهمة مع المسؤولين الحكوميين وبنوك الاستثمار في مصر، لإقامة مشروعات مشتركة خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة. وخلال الزيارتين، أعرب وفد البنك عن استعداده لضخ أموال جديدة للاستثمار في قطاع البنية التحتية في مصر، وتحديدا في تطوير السكك الحديدية وشبكة حافلات النقل العام وتوسيع خطوط مترو الأنفاق وتحديث الموانئ والمطارات المصرية وتطوير قطاع الطاقة المتجددة. بدوره، قال الخبير الاقتصادي كريم العمدة، وهو محاضر بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية يمثل قفزة كبيرة في المعايير الدولية والشفافية، مؤكدا أن الصين خلقت فرصة لإدارة التمويل العالمي بآلية جديدة بمزيد من الشفافية بعيدا عن السيطرة وهيمنة الولايات المتحدة. وأشار إلى أن مصر تعتبر عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي يمول عددا من الاستثمارات الضخمة في مصر. وأوضح العمدة لـ "شينخوا"، أن الدول الأفريقية بما فيها مصر ترحب بالاستثمارات الصينية، ونوه بأن أفريقيا بحاجة إلى الكثير من مشروعات البنية التحتية. وأضاف أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية يقدم استثمارات كبيرة تساعد في تحقيق التنمية دون شروط سياسية. وقال إن القاهرة تتطلع للانفتاح أكثر على بكين، مؤكدا أن مصر تشعر بالراحة في التعامل مع الصين لأنها لا تخلط بين الاستثمار والسياسة. وتابع أن الصين لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، متوقعا أن ينمو دور البنك الآسيوي في المستقبل ويمتد الى كل مكان في العالم./نهاية الخبر/
مشاركة :