شيع أمس جثمان الإعلامي سعود الدوسري، الذي توفي داخل مقر سكنه في باريس وأديت الصلاة على الميت بجامع الملك خالد بأم الحمام في الرياض، بعد صلاة العصر. حضرت مراسم التشييع جموع غفيرة من المواطنين بحضور وزير العمل الدكتور مفرج بن سعد الحقباني، شقيق الفقيد، وعدد كبير من المسؤولين والإعلاميين، ومحبي الفقيد ومتابعيه خلال مسيرته الإعلامية، ودفن في مقبرة أم الحمام، وقد خيم الحزن على الجميع، داعين الله أن يغفر له ويرحمه. وبرحيل الزميل سعود الدوسري يفقد الإعلام السعودي نجماً لامعاً قدم الكثير خلال مسيرته في العقدين الماضيين، وهو من الجيل الأول من المذيعين السعوديين الذين التحقوا بالإعلام الخاص الناشئ في بداية التسعينيات. وقد بدأ حياته الإعلامية في إذاعة القرآن الكريم كمتعاون في قراءة نشرات الأخبار في نهاية الثمانينات ميلادية وكان طالباً وقتها في الجامعة، ثم ما لبث أن عين رسمياً في اذاعة الرياض وكان مذيعاً لنشرة الاخبار ولم يدم طويلاً حتى انتقل إلى إذاعة mbc fm في لندن عام 1994 أيضاً كمذيع لنشرة الأخبار وكان نشاطه مقصورا على نشرات الأخبار والبرامج السياسية. لكنه كان يحب الفن ويمتلك صوتاً رائعاً في قراءة الأشعار وبالمصادفة قدم برنامجاً فنياً على الهواء نجح ذلك البرنامج ومن هنا بدأ التحول في مسيرته من مذيع لنشرة الأخبار إلى مذيع برامج فنية وشعرية فقدم على إذاعة mbc fm برنامجين (سمر حتى السهر وليلة خميس) وحصل على أكبر عدد من المستمعين. بعدها واصل في مجال الإعلام لكن عبر الشاشة المرئية شاشة mbc فقدم من خلالها البرنامج الصباحي صباح الخير يا عرب عام 1995. كما شارك في تقديم تقارير وقراءة النشرات الإخبارية على قناة mbc 1وبعد ذلك انتقل إلى محطة أوربت عام 1996 ليجسد على متنها فصولاً جديدة من حياته الإعلامية الناجحة. حيث قدم مجموعة من البرامج المباشرة من ضمنها برنامج حنين الذي يسلط الضوء على الفنانين العرب ضمن مقابلات شخصية، وبرنامج ليلكم فن المباشر من القاهرة . بعدها عاد إلى الرياض ليقدم برنامج التوك شو من الرياض وأيضاً أبرز قدرة كبيرة على استضافة ومحاورة كافة شرائح المجتمع من وجهاء ومسؤولين وفنانين وغيرهم وبعد هذا البرنامج انتهى مشوار سعود الدوسري في الأوربت. في عام 2008 عاد سعود إلى مجموعة mbc ومن خلال مشواره الإعلامي، أثبت سعود قدرته على كسب محبة الجمهور العربي من خلال برامجه المتنوعة التي قدمها، مما خوله للحصول على جائزة أفضل مذيع عربي عام 1995 من إحدى المجلات، وفي عام 2010 حصل على جائزة جوردون أووردز كأفضل مذيع عربي. وقدم عدة برامج على قناة mbc منها برنامج نقطة تحول الذي كان له عدة لقاءات مع عدد من الشخصيات المشهورة. ثم بعد ذلك قدم برنامج ( تستاهل ) وهو برنامج ثقافي شعبي تعتمد فكرته على تقديم خدمة إنسانية لأحد الأشخاص من خلال الإجابة عن الأسئلة المقدمة للضيف. وكان آخر ظهور له من خلال تقديم برنامج ليطمئن قلبي على شاشة روتانا خليجية، في رمضان 2015 وقد تميز الدوسري في هذا البرنامج بعمق أسئلته وشموليتها التي دلت على ثقافته الواسعة، فكان ختاماً مشرفاً لمذيع سعودي ولد كبيراً واستمر نجماً متوهجاً في الفضاء السعودي بإبداعه وأخلاقه وابتسامته الدائمة. وقد عانى سعود من مرض بالقلب منذ أكثر من 15 عاما وكان سعود في رحلة علاجية وقد عثر عليه مفارقا الحياة داخل مسكنه في العاصمة الفرنسية باريس إثر أزمة قلبية. الترحم على الفقيد عقب دفنه
مشاركة :