كتاب «أغنى رجل في بابل».. الثراء على طريقة «أركاد»

  • 10/24/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اختار جورج كلاسون؛ مؤلف كتاب «أغنى رجل في بابل»، أن ينقب عن حكمة الأمور الأخرى، ومعرفة أسرار الأقدمين، وعمد إلى تقديم أفكاره وتبصراته وقراءاته لأفكار السابقين في قالب سردي مشوق وبسيط؛ لذا ليس بمستغرب أن تُمسي كتبه من الكلاسيكيات التي يعود الناس إليها بين فينة وأخرى، متلمسين النصيحة وطلب المعونة. وهو في هذا الكتاب _«أغنى رجل في بابل»_ يحل ضيفًا على بابل التي يرى أنها: «مثال بارز لقدرة الإنسان على تحقيق أهداف عظيمة، باستخدام أي وسيلة تحت تصرفه». صحيح أن بابل اليوم مجرد غبار، ولكن حكمتها لا تزال قائمة على شكل ألواح طينية مطلقة؛ حيث حفر السومريون معرفتهم بالعالم والتاريخ والشعر والشؤون التجارية، فضلًا عن حياتهم اليومية، ووجد علماء الآثار المعاصرون مئات الآلاف من هذه الألواح الرائعة، والتي لا تزال تروي قصصًا رائعة ودائمة. يقيم الكتاب إذًا الحجة على تهافت التنازع الشديد بين أنصار الحداثة والتراث؛ فهو يوظّف الأسطورة/ التراث من أجل الحصول على دروس جيدة في الواقع المعاش. اقرأ أيضًا: كتاب «قواعد السطوة».. أسس السيطرة الناعمةأغنى رجل في بابل يتمحور كتاب «أغنى رجل في بابل» لجورج كلاسون حول شخصية «أركاد» الذي هو أغنى رجل في بابل حقًا، أو الذي يريد المؤلف تعليمنا حكمة جمع الثروة من خلاله؛ فتحصيل الثروة أمر ميسور فقط لأولئك الذين عرفوا السبيل إلى ذلك. «المال وفير لأولئك الذين يفهمون القوانين البسيطة التي تحكم اكتسابه». واللافت في سعي «أركاد» إلى تحصيل الثروة أنه شبيه بسعينا نحن الذين لم ندرك بعد قواعد اللعبة، ففي مطلع الأمر لم يكن يعرف عن أمر الادخار شيئًا، ولما طلب من أحد الحكماء النصيحة نصحه بأن ينفق من دخله قدر حاجته فقط، وأن يدخر الباقي، على أن يستثمر هذا المال المُدخر. غير أن «أركاد» _بطل كتاب أغنى رجل في بابل_ تعرض للخديعة في فاتح الأمر، وما كان من الحكيم الذي استشاره في البداية إلا أن قال له ألا يستثمر أمواله إلا مع أشخاص من ذوي الخبرة والدراية، فضلًا عن ضرورة أن يكونوا من أهل الثقة. وبعد هذه التجربة تمكن «أركاد» من العثور على فلسفته الخاصة في جمع الثروة والتي يلخصها جورج كلاسون على النحو التالي:ادخر، على الأقل، عُشر ما تكسبه.اطلب المشورة من الخبراء حول كيفية استثمار أموالك.استثمر مدخراتك بحكمة؛ حتى تتضاعف من تلقاء نفسها، وتبدأ الدورة من تلقاء نفسها.اقنع بمعيشتك، ولا تنفق المال بحماقة.ابحث عن الفرصة على الفور، هذا هو المعنى الحقيقي للحظ السعيد. اقرأ أيضًا: كتاب Nudge.. ثالوث التحيز والخطأ والاختيارإدارة الربح وحماية الأصل يواصل كتاب «أغنى رجل بابل» بسط أفكار وأطروحات الحكيم «أركاد» حول جمع الثروة، فيروي لنا الكتاب أن الملك سرجون طلب من «أركاد» تعليم مواطني بابل قوانين جمع الثروة، فالتقاهم في معبد التعلم العظيم، وبدأ في تلقينهم مبادئه لمراكمة الثروة وتعظيم الربح. «العائد الصغير والآمن مرغوب فيه أكثر بكثير من المخاطرة». يشدد «أغنى رجل في بابل» على أمرين: استثمار الأرباح؛ فلن يمسي أحد ثريًا إن هو دفن أمواله في الأرض أو احتفظ بها دون استثمار، بل ستنخفض قيمتها بعد فترة من الزمن. أما المبدأ الثاني الذي يشدد عليه بطل كتاب «أغنى رجل في بابل» فهو ضرورة الحفاظ على رأس المال (الأصل)، فمن المهم أن تستثمر أموالك، لكن الأهم ألا تخسرها، فعندما تفكر في استثمارها عليك أولًا أن تحسب حساب المخاطر. ونصح «أركاد» مريديه أيضًا بألا يستثمروا أموالهم في مشاريع لم يفهموها أو مع رجال ليسوا ماهرين في المشاريع التي روجوا لها. اقرأ أيضًا: كتاب Creative Living.. دربك نحو السعادةلمن تُقرض أموالك؟ كان «رودان»؛ وهو شخصية أخرى في كتاب «أغنى رجل في بابل»، لديه من المال الكثير لكنه لم يكن يدري ماذا يفعل به، ولجأ إليه كثير من الناس لاقتراض بعض المال، ولما لم يعلم ماذا يتوجب عليه فعله حيال ذلك ذهب إلى «ماثون»؛ الرجل الحكيم، وطلب منه المشورة. فأخبره الحكيم _والدرس لنا نحن أيضًا كما يشدد جورج كلاسون_ أنه لا ينبغي له أن يساعد الآخرين أبدًا إذا كان ذلك يعني ذلك تحمل أعبائهم على كتفيه، كما نصحه بإعارة أمواله فقط لأولئك الذين لديهم الوسائل لسداده، والذين يمكنهم مساعدته فيما بعد في تحقيق مكسب ما. يمكنك أن تنظر إلى حكايات وشخصيات كتاب «أغنى رجل في بابل» _خاصة شخصية «شارو ندا»_ على أنها حكايات بسيطة وأن ما يقدمه معروف؛ فجميعنا يدرك أهمية العمل الجاد والادخار وما إلى ذلك، لكن فضيلة الكتاب تكمن في محاولة مساعدتنا في تطبيق هذه القواعد، وعدم الاكتفاء بالقناعة النظرية بها. اقرأ أيضًا: كتاب «خرافة ريادة الأعمال».. مراحل نضج الشركات كتاب How to Win Friends and Influence People.. قواعد النجاح والتأثير كتاب «فكر تصبح غنيًا».. المصدر السري للثروة

مشاركة :