لم يعد مهما معرفة من يقف خلف التفجيرات الإرهابية التي تطال مساجدنا، لم يعد مجديا لوم دناءة اختيار المكان ولا انعدام الروح الدينية والوطنية، بله الإنسانية، لم يعد يكفي وصفهم بالفئة الضالة أو خوارج العصر، هؤلاء خارجون عن كل ملة، لعموم قوله تعالى «.. أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا..» (المائدة 32)، وقد نفاهم النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ عن ملته في حديثه بالصحيحين «من حمل علينا السلاح فليس منا»، فات وقت الإصلاح والمناصحة، هم أعداء للدين والأمة والوطن، ومعتد آثم من يتعاطف ويتعاون أو يتستر عليهم، أما المحرض فتلك قصة أخرى. تجاوز الأمر الحديث عن دور مناهجنا وبعض دعاتنا، داعش خدعة كبرى تشترك فيها عدة جهات استخباراتية دولية ومنظمات سرية لعدة دول، وإلا كيف يتواصل ارتفاع أعداد الغربيين الملتحقين بداعش، هل درسوا مناهجنا ووصلهم بعض دعاتنا (آخر الإحصاءات تقول إن هناك 600 ألماني، 700 بريطاني، 1500 فرنسي و200 أمريكي)، بيد أن هذا كله لا يجب أن يصرف نظرنا عن مسؤوليتنا نحن في وجود داعش وتمددها أولا، وثانيا لكيفية مواجهة ما يخصنا منها، لسبب بسيط وهام، أن أدواتها هم أبناء جلدتنا، خرجوا من تحت عباءتنا ليجدوا من غسل عقولهم، فكيف سبقنا هو إليهم وكيف قصرنا نحن في كسب عقولهم؟ منذ البدء، كانت المواجهة فكرية، ومنذ زمن طويل تعالت الأصوات المطالبة بتنقية التراث مما علق به عبر سنين سوداء لطخت أنواره، فبدت بقعا عاتمة على بعض صفحاته، والمطالبة بتجديد الفكر الإسلامي، هذه الفكرة المحورية لأي فكر والتي بشر بها نبينا ــ عليه الصلاة السلام ــ بأن يقيض الله لهذا الدين من يجدد له على رأس كل قرن، أو كما قال ــ عليه الصلاة والسلام، إلا أن كل هذه الأفكار والآراء وصمت بالتطاول على الدين، مع أن معظم المطالبين بها علماء دين، وظلت الكلمة لمنبر واحد لمدرسة واحدة لها اجتهاداتها وإخفاقاتها. منفذو التفجيرات تلقوا توجيههم من دعاة يؤمنون بفكر ديني محدد، للأسف، وجد جذورا له بتراثنا الملتبس، لنقضي عليه يلزمنا تجفيف منابع هذا الفكر ورؤوسه، وكثير منها معروف اسما وعنوانا، ولا تغرنكم التقية التي تتلبسهم بعد كل تفجير، عودوا لدررهم وتغريداتهم ورسائلهم القديمة الجديدة، علينا إطلاق منابر الإسلام الأخرى القائلة بأن الإسلام دين رحمة ومحبة وسلام لا دين تشدد وغلو وتنطع يشكل معينا لفكر هؤلاء المجرمين تنفيذا ومحرضيهم فكريا. Hadeelonpaper@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :