أنقرة - واشنطن: «الشرق الأوسط» قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية أمس، إن «بلاده طلبت من حلف شمال الأطلسي تمديد انتشار بطاريات صواريخ (باتريوت) التي أرسلها للدفاع عن أراضيها ضد هجوم محتمل من سوريا وذلك لأن التهديد لا يزال قائما». وأرسلت تركيا طلبها إلى أندرس فو راسموسن الأمين العام للحلف وستراجعه كل من ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة التي أرسلت كل منها بطاريتين بعدما طلبت أنقرة المساعدة من الحلف في تعزيز الأمن على طول حدودها مع سوريا. وجرى نشر البطاريات الست في مطلع 2013 لمدة عام في ثلاثة أقاليم بجنوب تركيا قرب الحدود. وقال المسؤول التركي لـ«رويترز» إنه يتوقع أن يوافق حلفاء بلاده على الطلب. وتركيا من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد وتصدرت دعوات للتدخل الدولي في الصراع وتدعم المعارضة المسلحة وتأوي نحو 700 ألف لاجئ سوري. وأصبحت الحدود نقطة مشتعلة في الحرب الأهلية التي تمضي حاليا في عامها الثالث وتكرر سقوط قذائف من سوريا داخل تركيا، وهو ما دفع الجيش التركي إلى الرد بالمثل. من جهة أخرى وعلى صلة بالموضوع، قالت مصادر مطلعة، إن «شركتي (رايثون) و(لوكهيد مارتن) الأميركيتين لصناعة الأسلحة تبحثان كيفية تحسين عرضهما لإنشاء نظام دفاع صاروخي من طراز (باتريوت) لتركيا بعدما ذكرت أنقرة أنها قد تتراجع عن اتفاق مؤقت بقيمة 4.3 مليار دولار مع الصين». وقال مصدر مطلع على المحادثات لكن غير مسموح له بالتحدث علانية في الأمر، أول من أمس «هناك مناقشات داخلية تدور حول تحسين عرض (الباتريوت)». وأكد مصدر ثان أن المناقشات الأولية تجري داخل قطاع صناعة الأسلحة والحكومة الأميركية حول كيفية تعديل العرض ليكون أكثر قدرة على المنافسة مع عرض تقدمت به شركة صينية وآخر قدمته مجموعة أوروبية. وذكر المصدران أنه لم يتخذ أي قرار وأنه من الضروري إتاحة الوقت لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لحسم أمرها. وكانت تركيا أعلنت في سبتمبر (أيلول) أنها اختارت نظام «إف.دي - 2000» الصيني للدفاع الصاروخي والجوي طويل المدى مفضلة إياه على عروض من «رايثون» الأميركية و«يورو سامب - تي» الفرنسية الإيطالية. وأضافت أن الصين قدمت أكثر الشروط تنافسية بما يتيح الإنتاج المشترك في تركيا لكن القرار أثار قلق دول حلف شمال الأطلسي التي تخشى من نمو النفوذ الصيني. وأثار وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولون آخرون في الحكومة الأميركية المسألة بعدما اختارت أنقرة نظام الدفاع الصاروخي الذي تنتجه شركة «تشاينا» لتصدير واستيراد الآلات الدقيقة وهي شركة تخضع للعقوبات الأميركية لانتهاكها قانونا أميركيا يحظر تصدير الأسلحة لإيران وكوريا الشمالية وسوريا. وقال أحد المصدرين، إن «الشركتين الأميركيتين تبحثان إمكانية تخفيض قيمة عرضهما لتكونا قادرتين على منافسة العرض الصيني والذي لا يشمل إمكانية استهداف الصواريخ متوسطة المدى». وذكر المصدران أن الشركتين تراجعان أيضا اتفاقيات التعويض وصفقات الإنتاج المشترك المدرجة في العرض الأميركي. وأضافا أن العرض الأميركي أشمل ويمنح تركيا قدرات أكبر من النظام الصيني فضلا عن الصيانة المستمرة والمساعدة الفنية لنظام الدفاع الصاروخي «باتريوت». وقال المصدران إن «العرض يشمل أيضا ترتيبات للإنتاج المشترك».
مشاركة :