25 أكتوبر 2020 / شبكة الصين / أقامت الصين يوم 23 أكتوبر اجتماعا هاما حضره الرئيس الصيني شي جين بينغ، وذلك لإحياء الذكرى السبعين لدخول جيش متطوعي الشعب الصيني إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والذي قام بتلبية حاجة الجارة الكورية للمساعدة، وكانت هذه المساهمة الصينية هامة لدول الجوار في تاريخ يتسم بالدموية والحروب التي خلفت أضرارا جسيمة حتى في صفوف المدنيين. فالحرب الكورية والتي امتدت من 1950 إلى 1953، والمتمثلة في هجوم أقامته الولايات المتحدة الأمريكية على كوريا، ورغم قصر مدة هذه الحرب إلا أنها تتسم بالدموية الاستثنائية، حيث خسرت البشرية أكثر من 5 ملايين شخص نصفهم من بين صفوف المدنيين الأبرياء، ليتم تقييم خسائر الحرب الكورية بأنها خلفت خسائر أعلى من الخسائر المدنية للحرب العالمية الثانية. طلبت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المساعدة الصينية، لتعبر قوات متطوعي الشعب الصيني نهر "يالو" في الـ19 من أكتوبر 1950، وذلك لتقديم المساعدة لدول الجوار، ودخل حوالي 2.9 مليون جندي من متطوعي الشعب الصيني ساحة القتال لتصل هذه المعركة إلى توقيع هدنة في 1953، لكن رغم الهدنة، تبقى هذه الحرب إحدى النقاط الهامة في تغيير مسار السياسة الدولية الحديثة. ورغم الخسائر الجسيمة التي خلفتها هذه الحرب، إذ خسرت الصين أكثر من 197 ألف شخص من بين المتطوعين، إلا أن الصينيين يعتبرون هذه الحرب بأنها "مقاومة العدوان الغاشم"، وهو ما تم وصفه أيضا من قبل الرئيس الصيني بأنها حرب من أجل العدالة والسلام، ليظهر الشعب الصيني المتطوع في شكل البطل الشجاع في تاريخ هذه الحرب من أجل النصر والسلام. إن تاريخ بعض الدول ربما لم يُظهر بشكل شامل دور الصين في هذه الحرب وتجاهله، لكن إذا تمعّنا جيدا في شجاعة وتقدم الصفوف المتطوعة للشعب الصيني، نرى أن "روح حب الأمة الصينية" موجود في داخل الصيني منذ القدم، وأن الصين لعبت دورا حاسما وهاما للوصول إلى الهدنة بين جميع الأطراف، وهو ما يمثل حجر الأساس للدور الصيني في الشؤون الآسيوية والعالمية. إن الصين ساهمت في حماية حدودها حين وصول الهجوم الأمريكي إلى نهر "يالو" ومناصرة الشعب الكوري فقط بعد بضعة أشهر من تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وهو ما يفسر عدم جاهزية الجيش الصيني بصفة كاملة لخوض حرب دامية في ذلك الوقت، الأمر الذي جعل الشعب الصيني ينضم بكل طواعية إلى ساحة المعركة، ليكون بذلك رمزا للتكاتف والتعاون بحثا عن السلام والعدالة، وهو ما أشاد به شي جين بينغ خلال كلمته في الذكرى الـ70 لحرب المقاومة الكورية، حيث أثنى على تماسك الشعب والجيش الصيني جنبا إلى جنب من أجل حماية العدالة، كما أكد شي أن الصين "لا تسعى أبدا إلى الهيمنة أو التوسع وتعارض بحزم سياسة القوة"، وهذا ليس فقط في تاريخ الحرب الكورية، بل هو أيضا منهج الصين الحديثة والتي تتمسك بروح الاشتراكية بخصائصها الجديدة والتي لا تبحث على إقامة سياسة هجومة، بل لا تسمح بأي مساس بسيادتها ولا بمصالح الشعب الصيني. إن المساهمة الصينية في الحرب الكورية هي رسالة واضحة بأن الصين شعبا وجيشا وحكومة على أهبة الاستعداد للصمود أمام أي عدوان خارجي، كما أن الانتصار الصيني في هذه الحرب هو دفاع على السيادة الصينية، وهو انتصار لروح "الشجاعة والمقاومة العادلة"، فالصين منذ أولى مقاوماتها في العصر الحديث وحتى الآن، تؤكد على أنها لن تسمح بأي مساس بمصالح الشعب وحياته الرغيدة ولا تسعى إلى زرع الكراهية بل تبحث عن تعزيز التنمية العالمية، حيث تؤكد الصين حتى اليوم على أنها ملتزمة بحماية السلام العالمي، لكن من ناحية أخرى لن تتهاون في "مواجهة التهديدات أو يتم إخضاعها بالقمع"، فالشعب الصيني يعتز به رئيسه "شي" ويصفه بأنه شعب "مليء بروح الحزم والثقة ويتطلع إلى مستقبل وآفاق مشرقة"، وهو ما يفسر أكثر عزم هذه القوة الآسيوية في التطور والنجاح رغم كل الضغوطات والصعوبات التي يواجهها العالم.
مشاركة :