هنأ معالي العلامة عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي حكومة وشعب السودان برفع اسمها من قائمة الإرهاب، مضيفاً أن السودان بتاريخه الحضاري وحكمة أهله جدير أن يكون في القائمة البيضاء والذهبية بين شعوب الأرض، متمنياً للسودان مزيداً من الرخاء والنماء. وأكد ابن بيه على دعم دولة الإمارات للأشقاء ودورها الريادي في المساهمة في نشر السلم والاستقرار في العالم وتقديم يد العون والتضامن مع البلدان دون النظر إلى دينها أوعرقها، جاعلة من إغاثة الإنسان حيثما كان البوصلة والهدف الأسمى لجهودها ومجسدة التضامن الذي تدعو له الأديان والأخلاق النبيلة. جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في المؤتمر الدولي «الإسلام والتجديد بين الأصل والعصر» بدعوة من معالي نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف ورعاية من دولة الفريق أول محمد حمدان دقلو - نائب رئيس المجلس السيادي في جمهورية السودان. وأوضح معاليه أن هذا المؤتمر ينطلق من الوعي بأهمية التجديد والاجتهاد في الأحكام والنوازل إذ يجب ألا نغفل التأثيرات الحاصلة في الواقع، فالواقع شريك في تنزيل الأحكام وتطبيقها، كما دلت على ذلك النصوص والأصول وأبرزته ممارسات السلف الراشد الاجتهادية وتنزيلاتهم الوقتية، مشيراً إلى أن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي قام بجهد في إصدار مجموعة من الفتاوى والبيانات لتوضيح الموقف الشرعي من عدد من القضايا ذات الصلة بالعبادة من صلاة وصيام وزكاة، كما نظم مع رابطة العالم الإسلامي مؤتمراً دولياً حول «فقه الطوارئ» أوضح فيه يسر الإسلام وسعة الشريعة وقدرتها على استيعاب مصالح الناس في مواجهة الجوائح والأزمات. وبين أن حالة الأفول الحضاري التي تمر بها الأمة جائحة كبرى تستوجب البحث عن علاج والقيام بواجب التجديد، وهي حالة معقدة لها أعراض متعددة وأمراض متنوعة، منها انعدام المبادرة في الداخل والخارج، ونظام فقهي يتراجع فيه الاجتهاد والنظر، ونظام تعليمي وتربوي يصبح استظهاراً لمدونات فقهية وتكراراً لآراء بعضها تاريخي، واقتصاد يعاني انكماشاً، تستهلك ولا تنتج وافتراق في الكلمة وانشقاق في الصف، تلك بعض علامات الأفول، والعجز عن مسايرة الركب الحضاري وكلها تتطلب جهداً تجديدياً للتعامل معها. وأوضح أن التجديد في الشريعة هو الربط بين منظومات ثلاث، وهي منظومات النصوص والمقاصد والواقع، لافتاً إلى أن المتأمل لصنيع الصحابة رضوان الله عليهم في تعاملهم مع الوقائع وتفاريق الأدلة وجزئيات الأحكام، وتنوع القضايا والمواقف يدرك أن السلف - رضوان الله عليهم - كانوا يفسرون ويتأولون ويعللون وعلى الواقع ينزلون. التجديد أشار معاليه إلى أن التجديد العام الذي يكون مفتاحاً لتغيير أوضاع الأمة يكون في كل مناحي الحياة وميادين العلوم ليكون انطلاقاً من القوى المعنوية والتاريخية للأمة عبر معادلات ومرتكزات جديدة تنشئ فكراً خلاقاً مستوعباً ومضيفاً متجاوزاً الاستجابة والتكيف إلى الاختراع والإبداع، والأخذ والعطاء، والشراكة الحضارية «وينبغي أن يكون مدمج القيم والتاريخ في بوتقة الحاضر والمستقبل، في تناغم وتناسق، في خطاب قديم في مضامينه، جديد في طروحاته، أصيل في مقارباته، ولهذا فهو الجديد بالنوع، القديم بالجنس الذي يجعل من التراث حافزاً، ولا يقيم منه حاجزاً، إنه سيكون بمثابة التنوير للغرب مع فارق المرجعية».
مشاركة :