إذا سكت العالم كله عن الكلام، فلن أستطيع أن أسكت عما بداخلي... إذا وقف العالم كله وأخذ يشاهد ما يحدث من إساءة لنبينا حبيبنا رسول الأنام، فلن أقف مكتوفة الأيدي، لحبيبي رسولنا الكريم، بداية الهداية ومحو الظلام.. وحتى إن قصفوا قلمي، فلن يستطيعوا أن يوقفوا حبي لرسولي محمد، فهو في دمي ومن يسري في عروقي ويُغذي شرايين قلبي.. وإذا صمت العالم الإسلامي، بدافع أي مصالح مع العالم الغربي، فكيف سيستطيع ملاقاة وجه رسولنا الكريم، حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.. يا حبيبي يا رسول الله، كل ما أملك، هو أن أقف بكلماتي في وجه كل من تجرأ على ذاتك الكريمة، في محاولة لعلها تَهُزُ القاصي والداني، لينتفض حبًا في رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه.حالةٌ من الغضب سادت جميع الدول الإسلامية بسبب الإساءات الفرنسية المتواصلة ضد المسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم واستمرار قياداتهم في التصعيد، وكأنها إشارةَ تُنذر بحرب صليبية جديدة.. وكذلك استمرار الهجوم المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية وإلى شخص الرسول محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، مُمثلًا في استمرار نشر الرسوم المسيئة لنبي الإسلام والسلام. كما أن الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسئولين الفرنسيين، والذي يُسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية ويغذي مشاعر الكراهية، يتخذ من الهجوم على الإسلام غطاءً لتحقيق مكاسب سياسية واهية.. وإنني لأتعجب، من أننا في الوقت الذي تسعى فيه مؤسسة الأزهر الإسلامية العملاقة، مع حكماء الغرب لتعزيز قيم المواطنة والتعايش، تَصدُر تصريحات غير مسئولة، تَحُضُ على ثقافة الكراهية والعنصرية وتُوَلِّد الإرهاب.لا جدال أننا ندين السخرية من الرسل أجمعين، عليهم السلام، سواء في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، وهو أمرٌ غير مقبول في ديننا الإسلامي الحنيف، فنحن المسلمون، إذا آمنا بنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا نؤمن بوجود المسيحية واليهودية، لأن محمد (ص) هو خاتم الأنبياء والرسل، فنؤمن بكل من جاء من قبله وذكره القرآن الكريم ولن نقبل الإساءة لأي أحدٍ منهم.سلوكيات الإسلام الوسطي والمسلمين حق الإسلام، أو حتى المتشدد (في حدود) وليس الفوضويين أو الدمويين، الذين نراهم هذه الأيام والدين بُراء منهم، لا تحثُ على القتل أو الإرهاب.. وأعتقد أننا (المسلمون حق الإسلام) كنا وسنظل دومًا نُنَدد ونشجب أي أعمال إرهابية تُرتكب باسم الدين. ونؤكد أن أي أعمال إرهابية تُرتكب، فهي ليست من أجل الإسلام ولا قيمه السمحة، وإنما هو إرهاب ارتكبه فرد أو جماعة يجب أن تتم معاقبتهم وفق القوانين والمنظمات، ولا تُحسب الأعمال الفردية على أنها دينية أو تُمثل دين بعينه، فهذا من غير المعقول.إذن، أعتقد أن أي تبرير لإهانة الرموز الدينية من أي ديانة باسم حرية التعبير، لهو أمرٌ مرفوض جُملةً وتفصيلًا.. ولا يمكن أن يتم ربط الإسلام والمسلمين بالإرهاب.. وقد تعرضت سيدتان مسلمتان، للطعن تحت برج إيفل في العاصمة باريس، حيث ألقت الشرطة الفرنسية القبض على مرتكبا الحادث، وكانتا ترددان عبارة "العرب القَذِرُون"، وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، وبحسب الصحيفة، فإن المحتجزات وصفن بأنهن نساء بيض من "المظهر الأوروبي".يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات، بعد أيام من حادثة قتل المدرس الفرنسي صمويل باتى، البالغ من العمر 47 عامًا، يوم الجمعة الماضي، على يد لاجئ شيشاني، بعد عرض رسوم كاريكاتورية فيها تهكم على النبي محمد أمام فصل في مدرسة الثانوية، يتحدث عن حرية التعبير... فأي حرية تعبير تلك التي تُبيح الاستهزاء بالرسل والأنبياء؟؟؟!!الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال الأربعاء الماضي، في تصريحات صحفية، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتيرية" المسيئة للنبي محمد (والتي تعود للمجلة الفرنسية شارلي إبدو)، والمنشورة على واجهات المباني بمدن فرنسية عدة بينها تولوز ومونبلييه.. وقد أعلن ماكرون، مطلع الشهر الجاري، أن على فرنسا التصدي لما سماها "الانعزالية الإسلامية" زاعمًا أنها تسعى إلى "إقامة نظام موازٍ" و"إنكار الجمهورية". إن استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) سوف تشعل روح الكراهية والعداء، والعنف، وتُقَّوِضْ الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لوأدها، وإشاعة ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم.هذا وقد أعلنت العديد من الدول الإسلامية العربية وغير العربية، رفع ومقاطعة جميع المنتجات الفرنسية من أسواقها.. فقد وصفت تصريحات ماكرون، بالتحريض على الكراهية، وكذلك تصريحات بعض المسئولين مثل وزير الداخلية، الذي صرَّح في وقت سابق، أن بلاده تخوض حربًا ضد ما أسماه "الإرهاب الإسلامي"، أثناء زيارته معبد يهودي قرب العاصمة باريس. أعتقد أنه على القيادة الفرنسية والمسئولين في الدولة، مراجعة الموقف الفرنسي ومحاولة نبذ العنصرية وعدم تصعيدها، إذا كانت حقًا ترغب في العيش والتعايش بسلام وتصالح مع الآخرين، الذين يعيشون على أراضيها، أو الأجدر أن تُغلق أبوابها على نفسها، وتقوم بطرد كل من لا يدين بدينها، الأمر الذي لا يمكن حدوثه، لأنه يوجد في فرنسا 6 ملايين فرنسي مسلم، في حين أنه بلغ عدد سكان في فرنسا، في 2020 أكثر من 67 مليون نسمة.. أي 10% تقريبًا من نسبة السكان، الأمر غير السهل أو بالهين، على فرنسا أن تلفظه أو ترفضه!!من قلبي: الإساءة التي يغطيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للنبي محمد خاتم المرسلين، بدعوى حرية التعبير، ستؤدي إلى تأجيج الكراهية بين الشعوب.. فإذا كان هذا هو مفهوم الحرية الذي يمارسه البعض في حق رسول البشرية سيدنا محمد، صلوات ربي وسلامه عليه، ويسوق له ويدعمه ماكرون، سيؤدي لتأجيج الكراهية بين الشعوب والنزاعات الدينية. وأرى أن إدانة حادثة قتل الأستاذ الفرنسي، لا إنصاف فيها دون إدانة موجبها، وهي الإساءة برسوم السخرية بحق رسولنا عليه الصلاة والسلام، وما تلاها من طعن المحجبات وإغلاق المساجد.من كل قلبي: ملياري مسلم في العالم قلوبهم تغلي غضبًا وانتفاضةً وانتصارًا لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. لذلك أدعو "عُقلاء" فرنسا، إلى المساهمة في وقف تلك الأعمال، التي من شأنها أن تُوغر الصدور وتُنذر بالمزيد من أنهار الدماء، والتي لن تقف وقتها عند أحداث فردية، بل ستطال الجميع.. أدعو العقلاء لحقن الدماء، ليعيش الناس بسلام ورحمة... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.#إلا_رسول_الله#محمد_خط_أحمر#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر
مشاركة :